رئيس التحرير
عصام كامل

المجلس الأعلى لـ«الترافيك»!


قبل أربع سنوات من الآن حدثت مواجهة تليفزيونية شهيرة بين اثنين من مشاهير الإعلام المصري-وائل الإبراشي وتامر أمين.
كانت مصر خارجة للتو من معركة فاصلة لتحديد مصير بلد تجمد طويلًا.. وتدخلت دماء زكية تبرع بها أصحابها في سبيل الوطن.. لتُسرع من رحيل مبارك وتعُلق أحلام ابنه وزوجته ورءوس نظامه على مشانق التاريخ.


أسست المناظرة لمدرسة إعلامية كريهة هي الأسوأ على مدى تاريخ الإعلام المصري.. وللأسف لا تزال تحكم واقعنا الإعلامي حتى الآن.

وائل الإبراشي بدأ الحلقة مهاجمًا شرسًا لتامر وتفنن كثيرا في رميه بـ"بيض" الاعتراض على أدائه الإعلامي المحابي لنظام مبارك من وجهة نظره.. وهو ما استقبله أمين مصدومًا وبدا له أن هناك ما يشبه الاتفاق بين الفنانة و"المذيع الزميل ليس فقط لحرق مستقبله المهني.. بل والإبلاغ عنه والوشاية به وتسليمه للقوائم التي انتشرت في هذا التوقيت لتصنيف المحسوبين على نظام مبارك وتلطيخ سمعتهم !

خرج تامر في ظني من المناظرة منتصرًا ليس لأنه كان يملك الحجة والمنطق والهدوء وقدرا من الموضوعية.. لكن لأن الناس استشعرت بنرجسية وأنانية من الإبراشي.. ورغبة مستعرة في تقفيل ملف الوطنية لصالحه هو ومن هم على منهجه الفكري والسياسي والإعلامي.

تعاطف الكثيرون مع تامر وتخيلت وقتها أنه قد يستغل الأمر لصالحه، خاصة أنه بالفعل يمتلك ـ مقومات مهنية ـ وليست سياسية.. ولكنه خرج منها مصممًا على احتراف" فن الشو".. واستعارة الأداء الإعلامي الذي يصنع الصخب والجدل و"الترافيك"في نفس الوقت.. من لا شئ !

الغريب أن تامر أمين نفسه في أحد برامج شهر رمضان الماضي قال إن خصمه في المناظرة الشهيرة والذي يحاول تقليده"بطريقة هزلية"..لا ينتمي لمعسكر المهنية !

تفنن في تجهيله ولم يذكر اسمه بين أفضل المذيعين عندما حاصرته المذيعة بالأسئلة مبدية استغرابها من عدم ذكره لـ"الإبراشي " صاحب أعلي نسبة مشاهدة في مصر.

لم يهرب من المواجهة طويلا وبدا أنه سعيد باستدراج المذيعة له للحديث عن خصمه بل أصر على عدم امتلاك الإبراشي المقومات المهنية التي تؤهله للتربع على عرش هذه "المكانة الترافيكية".. والأغرب أنه اعترف بمهاجمته له كثيرا في برنامجه بدوافع شخصيه!

لم يتوان "أمين" عن التوغل في تعلم فن"جلب الترافيك".. فتارة يتحدث عن الراقصات ويدخل مع "صافيناز" في صراع أخلاقي.. ثم يتركها ليذهب إلى فيفي عبده.

وأخيرا قرر أن يفصح عن انفراد وسبق تاريخي-المجلس الأعلى العالم -الذي يدير الكوارث الطبيعية وتسليط المجرات والكواكب والنيزك لتدمير البشر.. وأفصح دون أن يدري أنه بات قريبا جدًا من تولي مجلس إدارة- المجلس الأعلى للترافيك-.. مبروك مقدمًا يا تامر!
الجريدة الرسمية