رئيس التحرير
عصام كامل

الإنترنت والاتصالات


يوم بعد يوم، ومع ظهور التطبيقات التي لم نكن نسمع عنها من قبل، أصبح الاتصال بين الهواتف مجانيا، والمفترض أن يكون الطرفان مرتبطين بشبكة الإنترنت، ولم يعد تقريبا استعمال الهواتف بخطوط شركات المحمول؛ حيث أصبح العالم كله قرية صغيرة بالفعل، وأصبح الاتصال أسهل مما نتوقع ومجانا.


الشبكات الخاصة بشركات المحمول تتقادم، ولم تعد تستعمل في الاتصالات بقدر ما تستعمل في خطوط البيانات التي تتيح الدخول على الإنترنت، ومنها يمكنه إقامة الاتصالات وبدون الحاجة إلى استعمال المكالمات على شبكات المحمول التي تكون المنافس الأغلى سعرا والأقل جودة.

والملاحظ للأسف، أن جودة الاتصال عبر التطبيقات الجديدة أفضل بكثير من الاتصالات عبر خطوط الشبكة؛ ليكون حافزا حقيقيا لتفضيل الفرد الاتصال عبر التطبيقات بدون اللجوء إلى الاتصال عبر شبكات المحمول.

هذا ما ترتب عليه انخفاض تكاليف الاتصالات من جهة على المواطنين، وانخفاض أرباح شركات المحمول من جهة أخرى، وإن لم تستوعب الشركات ما يحدث وتحدث من خدماتها؛ أملا في جني أرباح أكثر ستحقق خسائر ملحوظة.

أتذكر التليفون الكبير ذا القرص ورنين لا ينسى من الذاكرة، واتصالي المحلي بنفس الرقم نحو 10 مرات للحصول على رد، وفي غالب الأحوال لا يوجد رد إلا بعد عدة محاولات، وفي النهاية كنا نلجأ إلى موظف السنترال الذي يقوم بطلب الرقم ويقوم بتحويله إلى التليفون الذي يعتبر لنا اختراعا ننظر إليه بانبهار.

وأتذكر أيضا الوقت؛ حيث مرت 5 سنوات من تاريخ طلب خط تليفون إلى وقت الموافقة عليه، وكيف تطور كل ذلك مع مرور الزمن إلى الحصول على الهاتف وإجراء الاتصالات العالمية في بضع دقائق، وباللمس بدلا من أن تتعب الأصابع وتجهد في إدارة قرص التليفون الذي أصبح ذكرى.

مع تطور الزمن نتقادم نحن أحيانا، وتتقادم معنا المشروعات التي رافقتنا في الحياة، لتندثر يوما بعد يوم وتظهر مشروعات وابتكارات أخرى، لا بد أن نسعى للتعايش معها؛ حتى لا نفاجأ نحن بتقادمنا واندثار حياتنا يوما بعد يوم.
الجريدة الرسمية