رئيس التحرير
عصام كامل

خطة «داعش» لتأسيس «كتيبة الدفاع الجوي» بالعراق.. التنظيم يطور أسلحته للهجوم الجوي.. يستفيد من تجارب جنرالات حرب أكتوبر للتوسع في 4 دول عربية.. والإرهابي «أبو عائشة» العقل

عناصر داعش - صورة
عناصر داعش - صورة ارشيفية

أسس تنظيم داعش الإرهابي كتيبة للدفاع الجوي في منطقة نينوي بالعراق، كنواة للسلاح الجوي الذي يسعي التنظيم لتأسيسه في العراق والشام، مع إمكانية نقله إلى السودان والصومال بعد ذلك، بتمويل من عدد من المخابرات الغربية وغيرها من الدول التي تمول التنظيم الإرهابي لبث سمومه لتقسيم المنطقة.


أخطر إرهابى

ويعتمد التنظيم الإرهابي في تأسيس سلاحه الجديد على أخطر إرهابي، والمسمي حركيا "أبو عائشة"، وهو أحد المتخصصين في العلوم العسكرية بالتنظيم الإرهابي.

وأعد "أبو عائشة"، الذي أطلق على نفسه خادم المجاهدين، دراسة لكيفية إنشاء سلاح الدفاع الجوي المشار إليه، معتمدا على دراسة صادرة عن سلاح الدفاع الجوي السوداني، وكتاب القوة الرابعة للمشير محمد على فهمي، قائد عسكري مصري شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، وكان قائدًا لقوات الدفاع الجوي المصري، وقام ببناء حائط الصواريخ المصري في حرب 1973، كما اعتمدت الدراسة أيضا على ملحق صواريخ سام 7، بأكاديمية خالد بن الوليد العسكرية.

هجوم برى
 
وأشارت الدراسة إلى التطور المستمر لأسلحة الهجوم الجوي، لما لها من قدرة على تحقيق المفاجآت، ولها قدرة تدميرية يمكن استخدامها بجانب الحرب الإلكترونية.

وطالب الداعشي في دراسته بتوافر أسلحة مختلفة للتعامل مع وسائل الهجوم المعادي، وتشمل أسلحة القتال الرئيسية والصواريخ م/ط، والمدفعية والرشاش م/ط، والمقاتلات الاعتراضية، والوسائل الردارية التي تخصص للاستطلاع، ووسائل المراقبة الحيوية بالنظر، والوسائل التي تؤمن الأعمال القتالية لوسائل الدفاع الجوي.

أبرز التهديدات
 
وعن التهديدات الخاصة بالمجال الجوي، ذكرت الدراسة أن تطوير التهديد يبدو كبيرا في وسائل النقل، لكن التطوير لوسائل العمل في كل الأحوال في ميدان الاستطلاع، ويشمل تحسين وسائل البحث واكتشاف أهداف التسديد الجوي، واختيار نوع الرماية، وأن التقنية الحديثة سوف تحسن ميدان التسليح، مع التوجيه الدقيق لإجراءات الإلكترونية المضادة، وزيادة فاعلية ومسافة الرماية.

تكتيكات الطيارين الألمان

وتعرضت الدرسة لبعض تكتيكات الطيارين الألمان الهجومية التي استخدموها في الحرب العالمية الثانية، ومازالت هذه التكتيكات مستخدمة لهذه الأيام لفعالياتها الهجومية، ويكون بضرب الأهداف الصغيرة بطريقة الغطس من الزوايا الحادة جدًا، كأدق طريقة لإصابة الأهداف، وتعرضت أيضًا إلى الاقتراب على ارتفاعات منخفضة من اتجاه الشمس عند مهاجمة مواقع المدفعية المضادة للطائرات التي تعمل بالاشتباك المنظور، حيث كان يطلق الإنجليز على هجمات الألمان وطياريهم اسم (الفئران)، وتلك الطريقة استخدمها الكيان الصهيوني لضرب الدفاعات المصرية في حرب الاستنزاف 1969-1970.

مهاجمة الأهداف

كما أوصت الدراسة بمهاجمة أهدافهم من عدة اتجاهات مختلفة لإرباك المدفعية المضادة للطائرات واختراق الدفاعات، ولقد أطلق عليها الإنجليز (الهجمة النجمية)، ويدرسها الدواعش لمهاجمة الدفاعات المضادة للطائرات والأهداف الحيوية، وأهم ما يركزون عليه التطور في ميدان الاستطلاعات.

تطور الطائرات

وتركز الدراسة على بعض النقاط في تطور الطائرات ومنها مسافة الطيران، وإمكانية الملاحة والطيران في كل الأحوال الجوية وعلي ارتفاعات منخفضه، ويتم دراسة استعمال الطائرات المروحية بشكل واسع، وتكثيف استخدام الحرب الإلكترونية، ومهاجمة وسائل الدفاع الجوي وخاصة العمليات الجوية.

هجوم إرهابى

وتركز الدراسة على الحصول على معلومات مستمرة وتفصيلية على من يهدفون شن هجوم إرهابي عليهم، معتبرين أن الحصول على المعلومات بشكل مستمر وتفصيلي من أهم العوامل الأساسية لنجاح أهدافهم الإرهابية.

وتعتبر الدراسة أن أهم أنواع الاستطلاعات، التي تحقق التأمين الفوري للمعلومات الصحيحة، هو الاستطلاع الجوي والبحري والبري المحتمل أن يقوموا بعملياتهم الإرهابية، مؤكدًا أن الاستطلاع لقوات الدفاع الجوي هو أهم أنواع الاستطلاعات التي يركز عليها الدواعش، وخاصة في العراق وسوريا.

ضم الصواريخ

واختتم أبو عائشة دراسته بأنه سيتم إضافة ملحق يوصي بضم أحد الصواريخ التي تعمل بنظام التوجيه الحراري لساح الجو المنتظر، وهو صاروخ الاستريلا (سام 7)، حيث أكدوا أن ذلك الصاروخ يسهل توفره ونقله ولتوفره عند أغلب الجماعات الجهادية الإرهابية.

صواريخ سام

من جانبه، يقول اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري، إن تنظيم داعش نجح في الحصول على صواريخ سام 7 وسام 9 ورداى الأمريكية من القوات السورية والجيش العراقى، إلى جانب أسلحة وعتاد لواء دفاع جوى عراقى بالكامل في الموصل عند الاستيلاء عليها، وبالتالى فإن إنشاء داعش لقوات الدفاع الجوى الهدف منة التصدى لطائرات التحالف خاصة الطيران الذي يسير على ارتفاع منخفض.

وأضاف سويلم:«إذا نجحوا في ذلك، فإن هذا يعنى أن داعش أصبحت تمتلك القدرة على التصدى على أرض الواقع لطيران التحالف، وهو الأمر الذي يشكل خطرا على المنطقة بأسرها في أطماعهم التوسيعية».

عائق أمام طيران التحالف

أما اللواء محيى نوح، الخبير العسكري، فيرى أن اتجاه داعش لإنشاء قوات دفاع جوى في العراق وليبيا أمر وارد، خاصة وأن التنظيم استولى على عدد كبير من الصواريخ العراقية في الموصل والأنبار، وبالتالى يسعى للحفاظ على مكاسبه من الضربات الجوية التي يشنها طيران التحالف ضد عناصرها بالعراق، فضلا عن أن وجود قوات للدفاع الجوى لدى داعش سيمثل عائقا أمام طيران التحالف.

وأكد «نوح» أن الهدف من الإقدام على هذه الخطوة هو صد ضربات التحالف، ولكن في كافة الأحوال سلاحهم سيكون خفيف؛ لأن إقامة منصات للصواريخ يتم بناؤها في وقت ليس قصر، وهو ما سيعطى الفرصة لقوات التحالف لضربها.
الجريدة الرسمية