رئيس التحرير
عصام كامل

محاور الرئيس: كان لدي حلم .. تحقق

محمد سليمان
محمد سليمان

أن يجري إعلامي حواراً مع الرئيس .. لهو ذروة "الحلم" لمن يعشق مهنة الإطلال على المشاهدين، كان الحلم في الأنظمة الراحلة، بعيد المنال، لا يراود إلا ذوي الحظوة من الصحفيين والإعلاميين، وبدا الحلم يزداد ابتعاداً في الزمن الإخواني الجديد.

لكن سليمان الذي بدأ عمله في الإعلام منذ عام 1996 فعلها، وقذف برسالة مطوية لرئيس البلاد الجديد، فإذا بالرد يحقق الحلم .. "وافق الرئيس على اللقاء":

  صف لنا شعورك عندما حاورت الرئيس؟

- حواري مع الرئيس كان "حلما" لم أتوقع حدوثه يوماً من الأيام، فكنت أسعى بكل جد لتحقيق كل أحلامي، وبدأت في تجهيز نفسي لمحاورة رئيس مصر القادم، وتابعت كل الأخبار والحوارات والتحقيقات، والتقارير الدولية، والمحلية، والإقليمية، والأحداث، منذ قيام الثورة، وعندما تولى الرئيس مرسى طلبت إجراء الحوار معه، وكنت منتظرا، القبول أو الرفض لطلبي لكني فوجئت بقبول طلبي، وشعرت بمشاعر متداخلة، ومختلفة كالمسئولية، والخوف من الخطأ، أو الفشل وفى الوقت نفسه كنت سعيداً جداً بهذه الموافقة

 ما هي الجهة التي وجهت لها طلبك لإجراء حوار مع السيد الرئيس؟

- وجهت طلبي للدكتور ياسر علي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، وأجابني بأن الرئيس يدعم التليفزيون الرسمي للدولة بشدة، وأنه مستعد دائماً لتقديم كل الحوارات على شاشته،

ووعدني بصفة شخصية أن يوصل رسالتي للرئيس، وأن يدعم طلبي، حيث تواجدت مع الدكتور ياسر على منذ تولى الرئيس، ولمدة شهرين كاملين كنت أقابله يومياً في رئاسة الجمهورية ثم بلغنى بالموافقة بعد 4 أيام من طلبي لإجراء الحوار.

  متى قمت بطلب إجراء الحوار مع السيد الرئيس؟ ومتى تم الحوار بالفعل؟

- تقدمت بطلبي من فترة، ولكنه أجل بسبب سفر الرئيس للصين، ثم سفره لإيطاليا، وبسبب ضيق الوقت أيضاً، وأجري الحوار يوم الخميس الماضى 20 سبتمبر 2012.

 هل اتفق على الأسئلة أو اطلع الرئيس عليها؟

- إطلاقا، ولكني أطلعت الدكتور "ياسر علي" على المحاور الرئيسية للحوار فقط، وليس الأسئلة، وذلك صباح يوم الخميس، يوم إجراء الحوار، ولم تطلع أى جهة أخرى على أسئلة الحوار، التي أعددتها بمفردي، ولم يتدخل أحد إطلاقا بتعديلها، أو حذف أى سؤال منها.

  هل قدمت طلبات أخرى لزملائك فى قطاع الأخبار أو التليفزيون لإجراء حوار مع الرئيس؟ وكيف اخترت من بينهم؟

- لم يقدم أحد غيري طلباً لإجراء حوار مع الرئيس،لأنه نوع من المغامرة، يمكن أن تقبل، أو ترفض، لكنى فوجئت بالموافقة.

وأعددت نفسى منذ سبعة شهور لهذا الحوار، منذ قبل بداية الانتخابات الرئاسية وكنت أتمنى محاورة رئيس مصر القادم بغض النظر عن شخصه، فلست أنتمى لأي جماعة أو حزب على الإطلاق وكنت أتابع الـ 13 مرشحا للرئاسة، ثم ركزت في مرحلة الإعادة على شخصيتي الفريق أحمد شفيق، والدكتور محمد مرسى بشكل كبير حيث قمت بتغطية جميع المؤتمرات الصحفية لكليهما، ولى أكثر من 300 تقرير ومداخلة تليفونية فى التليفزيون المصري لتغطية جميع الأحداث التي مرت بها مصر فى هذه الفترة .

 وكيف سمح لك بإجراء الحوار وأنت مراسل ولست مذيعا؟

- اجتزت خمسة اختبارات بقطاع الأخبار في التليفزيون المصري لكي أصبح مذيعا، وعملت مذيعاً بقناة "العدالة الكويتية" حيث قدمت برنامجي "توك شو" من إعدادي وتقديمي، ولكن حواري مع الرئيس أهم حوار أجريته في حياتي، كما قمت من قبل بإصدار مجلة على نفقتي، ومجموعة قصصية، وحاورت الأديب نجيب محفوظ، والكاتب الكبير مصطفى أمين، وشيخ الأزهر السابق، ومجموعة كبيرة من الوزراء، والشخصيات الكبيرة في الدولة سواء في النظام السابق أو الحالي.

هل كنت تحلم ذات الحلم بمحاورة رئيس الجمهورية قبل الثورة؟

-نعم .. ولكنى كنت متأكدا من استحالة تحقيق الحلم، فهو حلم مواطن مصري عادي في مقابلة الرئيس ليقول له لدي مشكلة.. فمنذ أكثر من 10 أعوام لا أستطيع أن أصل لهدفي أو حلمي أو مكانتي في هذا البلد، حيث درست في جامعة الأزهر وحصلت على بكالوريوس إعلام، جامعة القاهرة، وقرأت في الأدب، والثقافة، والشعر، والسياسة، والاقتصاد، ولم أستطع أن أصل لمكانتي فكانت مصر قبل الثورة مقتصرة على أشخاص معدودين، فلما قامت الثورة ارتفعت نسبة كبيرة من تحقيق الحلم بداخلي، وأصبحت أكثر تفاؤلاً.

 ما هو انطباعك الشخصي عن الرئيس محمد مرسى عند لقائه؟

-تعاملت مع الرئيس منذ فترة فى مؤتمراته الصحفية، ولم يتغير انطباعي عنه، بعد ما أصبح رئيساً للجمهورية، فهو شخص مبتسم، هادئ،متفائل، كان كما هو عندما دخل مكان الحوار مما أعطاني شعوراً بالهدوء، والاطمئنان، وأيضا انطباعاتي المسبقة عنه أنه شخص بسيط لا يجهم،أو ينزعج من أسئلة الصحفيين،أو الإعلاميين، وقلت له في منتصف حواري، أرجو أن لا أكون أثقلت عليك أو تجاوزت فقال لي" بالعكس ربنا يوفقك كمل".

  ما هي نوعية الأسئلة التي قمت بتوجيهها إليه؟ وهل ارتبطت بالانتقادات الموجهة له ولجماعة الاخوان المسلمين؟

- فكرت أن أتناول الحديث عن جماعة الإخوان المسلمين قبل إجراء الحوار، ولكني فضلت ألا أتحدث عن فصيل واحد فقط من الشعب المصري، خاصة عندما وجدت أمامي شخصاً يتحدث عن كل مواطن مصري، ويتحدث عن كل الفصائل، والأحزاب السياسية، ويتحدث عن شعب يريد أن يتقدم فلو تحدثت أنا عن فصيل واحد لأفسدت الحوار.

وما هي نوعية الأسئلة المقدمة في الحوار؟

- سألته عن الأوضاع في مصر،قبل، وأثناء، وبعد الثورة، وعن السياسة الداخلية، والخارجية، والسلطة التشريعية، ومجلس الشعب، والعشوائيات، والصحة، والتعليم، والفساد الإداري من أسفل الهرم لأعلاه، وأيضاً بالنسبة لبرنامج الــ 100 يوم، وما تم إنجازه.

  هل سيحذف من الحوار شيء؟

- سيعرض الحوار كاملاً بدون، حذف، أو مونتاج،على التليفزيون المصري.

الجريدة الرسمية