رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب فشل دولة الاحتلال في عقد مصالحة مع حماس.. «نتنياهو» تخوف من اعتراف أوربا بالحركة ومنحها الشرعية.. «حماس» خشيت من توقيع «أوسلو» جديدة.. و«محلل إسرائيلي»: م

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

شهدت، الفترة السابقة اندلاع مناوشات عسكرية، رافقها حرب تصريحات بين دولة الاحتلال الإسرائيلية، وحركة حماس، الأمر الذي بعث تخوفًا داخل منطقة الشرق الأوسط من اندلاع حرب جديدة بين الطرفين، تخلف وراءها المئات من القتلى الفلسطينيين، والعديد من العلميات التخريبية داخل قطاع غزة.


تسريبات بالمصالحة
وبعد تسريبات مختلفة في شهر أغسطس الماضي، أكدت أن توني بلير، مبعوث اللجنة الرباعية السابق، يجري مفاوضات مكثفة بين حركة حماس من جهة، وإسرائيل ومصر من جهة ثانية، لتثبيت هدنة طويلة مقابل فتح المعابر وإنهاء الحصار، الأمر الذي نفته إسرائيل وحماس لاحقًا، ليغلق الملف دون معرفة الحقيقة.

فشل المفاوضات
وبدأت مصادر إسرائيلية، وأخرى فلسطينية تكشف خلال اليومين الماضيين عن حقيقة فشل الصفقة، وأن «حماس» هي من رفضتها بعد مطالبتها بالتوقيع على اتفاق مكتوب خشية أن يكون «أوسلو 2»، وأن تل أبيب رفضتها أيضا، بعدما لاحظت أنها أدت إلى فتح خط من الاتصالات «الأوربية، الحمساوية»، مباشرة، وهو الأمر الذي من الممكن أن ينتهي باعتراف أوربي بشرعية حماس.

تراجع نتنياهو
وبحسب الصحف الإسرائيلية، جاء تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، «نتنياهو»، لسببين: الأول: هو خوفه من الاعتراف الأوربي بحماس، في حال ما إذا أبرمت المصالحة، والثاني: هو خشيته من استقالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، كنوع من الغضب والاعتراض على هذه الصفقة، وكلا السببين يعرقلان التعاون مع «رام الله»، لصالح الأمن الإسرائيلي.

رفض حماس
وبحسب المصادر الفلسطينية الرسمية، فإن السبب في التراجع عن إتمام الصفقة، بخلاف الرفض الإسرائيلي لتوقيع اتفاق مكتوب، هو التخوف من أن تستغل إسرائيل الاتفاق للحديث عن «أوسلو» جديدة مع حماس، بعدما وقعت اتفاق «أوسلو» في عام 1993 مع حركة فتح، بالإضافة إلى خوف حماس، أن يؤدي الاتفاق إلى إجراءات لفصل غزة عن الضفة، مقابل بعض التسهيلات، بحسب ما قال القيادي بحماس موسى أبو مرزوق.

الدور المصري
وزعمت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن مصر كان لها دور كبير في إفشال تلك المفاوضات نظرًا لأن حركة حماس، تعتبر امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين.

ونشر الباحث الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي، شلومو بروم، دراسة في مجلة «مباط عال»، يشرح فيها أسبابًا أخرى لفشل التهدئة، ومنها الموقف المصري، حيث أكد أنه «لا توجد دلائل جدية على زوال الأسباب الأساسية التي حالت دون توصل الجانبين إلى اتفاق طويل الأجل في مصر، وتكمن هذه الأسباب بشكل رئيسي في موقف الإدارة المصرية من حركة حماس، وفي عدم تعاون السلطة الفلسطينية، وفي تردد حكومة إسرائيل حيال أي اتفاق رسمي مع حركة حماس والأثمان المترتبة على ذلك».

وزعم «شلوم»، أن مصر تعتبر حركة حماس امتدادًا خطيرًا لجماعة الإخوان المسلمين، ويخوض النظام المصري، الذي يعتبر هذه الجماعة عدوًا رئيسًا، ضدها حربًا طاحنة، وعلى هذه الخلفية يسعى لإضعافها قدر المستطاع.

العدو الرئيسي
وأضاف الباحث الإسرائيلي، أنه «يبقى موقف المصريين مهما، بحكم قدرتهم على التأثير في مواقف السلطة الفلسطينية وإسرائيل وممارسة ضغط مؤلم على حركة حماس في القطاع»، مشيرًا: إلى أن السلطة الفلسطينية تعتبر "حماس" العدو الرئيسي لها، ولذلك فهي مهتمة بإضعافها، حيث ترفض تحويل الرواتب إلى قطاع غزة وسعت بكل الطرق لإفشال الاتفاق لأنه قد يعطي شرعية للحكم في قطاع غزة، ويمنحها جرعة من القوة، كما تخشى السلطة الفلسطينية أن يؤدي هذا الاتفاق إلى إدامة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

شرعية لحماس
وأوضح «شلوم» أن حكومة إسرائيل تخشى توقيع اتفاقات رسمية مع حركة حماس، لأنها قد تمنحها شرعية وتسهل على لاعبين دوليين إقامة علاقات معها، كما أن أي اتفاق بين إسرائيل وحماس يعني إضعاف السلطة الفلسطينية، التي هي شريك لإسرائيل في العملية السياسية، لافتا: إلى أن هناك مصلحة إسرائيلية حقيقية في استمرار وقف إطلاق النار مع حركة حماس، لأن الوضع في قطاع غزة بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر عاجلًا أم آجلًا في وجه إسرائيل.
الجريدة الرسمية