بالفيديو..ليالي الأنس في شوارع الإسكندرية..أمواج البهجة تجتاح الكافيهات بأغاني المهرجانات..الساحر والتنورة تجذب الجميع..سيد مكاوي وفريد الأطرش وأم كلثوم حاضرون بقوة..والفرصة متاحة لتزويج البنات
تستقبل عروس البحر المتوسط زوارها بـ"تسونامي" البهجة وأمواج الفرح، فقد هاجروا إلى أحضانها هربا من حرارة الطقس المرتفعة، ولاذوا ببحرها، جاؤوها من كل مدينة وقرية ونجع، يبحثون عن نسمات تنعش أرواحهم وتريحهم من عناء أنفسهم المرهقة.
دقوا الشماسي من الضحي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم جديد، مع أنك لست في شوارع "بي واكا" بالفلبين، ولا منطقة "توهوكو" باليابان أو حتى شارع "كولونيا" بألمانيا، فقط البهجة الصافية والسهرات الرائقة في الإسكندرية، بعيدا عن ملوثات الجسد.
إسكندرية بتفرح
في الصباح الباكر يحلو لعائلات قضاء وقت ممتع وسط الأمواج الهادئة، ويلهو أطفالهم –وكبارهم أحيانا- بصنع قصور الرمال، واللعب بالعوامات التي تحملهم على موجات البحر الأولى المتهادية برفق وحنان.
آخرون يذهبون للشاطيء بعد انتصاف النهار، يلهون ما وسعهم اللهو، وشباب يلعبون في الماء بكرة تتطاير منهم ذات اليمين وذات الشمال وهم في موجة منه، وتجلس العجائز يشربن قهوتهن ويتذكرن صباههن وشبابهن الباكر حينما كن يخطفن الأنظار بجمالهن الأخاذ، ويتحسرن على مافعلت السنون بهن، لكن بهجتهن تطفو على وجوههن حينما يشاهدن الأحفاد يلهون ببراءة وبهجة.
الركن الهاديء
دوما المقاهي والكافيهات تتكدس بزوارها، فهذان كهلان انسحبا في ركن قصي ليلعبا الطاولة أو الدومينو، وهناك شاب وفتاة التقيا بالأمس على الشاطيء واخترق سهم كيوبيد قلبين، فأمسكا بأيديهما غير عابئين بنظرات المحيطين، فكل يغني على ليلاه، وفي ركن من الكافيه يجلس زوجان وبناتهما في محاولة لتزويج إحداهن بعد أن اقترب شبح العنوسة منهن.
وسط هذه الأجواء لا يلتفت أحد إلى ماتبثه الفضائيات من كليبات عارية، وفنانات يرتدين ملابس لا تستر شيئا، وسط صخب آلات موسيقية حديثة هوجاء، تخترق طبلة الأذن بلا رحمة ولا شفقة.
فتح عينك تأكل ملبن
كافيهات شهيرة بالثغر تجتذب الزبائن بطريقتها الخاصة، بتقديم العروض التي تبرز العديد من المواهب في الرقص، وفقرات "الساحر" التي تجتذب الكبار قبل الصغار، وتعرض فرق من الشباب رقصاتهم على انغام المهرجانات، بالإضافة إلى فرق التنورة التي تجذب أنظار الحاضرين، فضلا عن تقديم وصلات رقص لمغمورات جئن إلى الإسكندرية طلبا للشهرة.
عروض خاصة
كل مقهى له عروضه الخاصة أو حسب ما يطلبه جمهوره لضمان بقائه باعتباره مصدر رزقهم الوحيد، وهناك أماكن تقوم بعمل أكثر من فقرة حتى لا يمل الجمهور، منهم فهناك مقاهى "تشبه المسارح" تبدأ بفقرات للأطفال لجذب انتباهم، وبعد ذلك تأتي الفقرات الأخرى من رقصات الشباب الصاخبة، على أغاني المهرجانات التي انتشرت في الآونة الأخيرة.
أعياد الميلاد
من ضمن النشاطات الذي يقوم بها أصحاب هذه المقاهى هو ابتكار نوع جديد من الأفكار، وهى إقامة أعياد الميلاد لمن يرغب في ذلك، وتحضير الحفلة الخاصة بأعياد الميلاد وتحديد فرقة خاصة لهم وإقامة الزينة والألعاب النارية، وتوزيع البلالين والمأكولات والمشروبات والحلوى على الحاضرين لإسعادهم.
أوقاتي بتحلو معاك
لم يغفل أصحاب هذه الأماكن أن هناك فئة ترغب في مشاهدة العروض الثقافية، فقدمت لهم فقرات التنورة والبالية والعزف على العود، وفنانون تسيطر عليهم النوستاليجيا، في شبق دائم للحنين إلى الماضي، فتجد أحدهم يغني لسيد مكاوي "أوقاتي بتحلو معالك" و"لسه فاكر" لكوكب الشرق أم كلثوم، وغيره يستبد به الطرب فيغني على عوده وبصوته لفريد الأطرش وللعبقري رياض السنباطي، فيتحلق حولهم المريدون وكأن فوق رءوسهم الطير، يستعيدون لحظات الحب الأول بتوهجه ونيرانه التي فشلت السنون في إطفاء جذوتها، وهم يرشفون رحيق الماضي وقد يستعذبون مرارته، وحرمانه، ثم تنتقل أبصارهم تجاه الحاضرين فتتملكهم نشوة الزمن الجميل.