رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى "صابرا وشاتيلا" .. دماء الفلسطينيين المهدرة بالمجان في بيروت

مجزرة
مجزرة

 

لعله من المؤلم الحديث عن ذكريات التاريخ العربي المؤلمة والتي راح فيها مئات الأبرياء, جريرتهم الوحيدة أنهم أصحاب حق ودين, إلا أن "صابرا وشاتيلا", التي حدثت في 16 1982  واستمرت لمدة ثلاثة أيام  والتي تمت على يد مجموعات لبنانية تحت إشراف الجيش الإسرائيلي, جعلت من الضروري الانتباه إلى ذكراها التي لا يجب أن تموت طالما ظل أصحاب الحق بعيدين عن الإنصاف.

ليالي سوداء شهدها الشعب الفلسطيني ليس على أرضه, بل في أرض المهجر, لم يكتف المحتل الصهيوني بالقتل والتشريد داخل فلسطين بل طارد أصحاب الأرض خارج البلاد حتى وصل إلى بيروت, وتفتق ذهنه للاتحاد مع المجموعات اللبنانية المتطرفة, وأطلقوا رشاشاتهم في أجساد أتعبها الإبعاد عن أوطانها وأنهكها الظلم, وسقط الضحايا تلو الضحايا حتى وصلوا –حسب أقل التقارير – إلى 1700 شهيد, فيما تشير تقارير أخرى إلى 3500 شهيد.

لطالما يظل الحلق مطعما بمرارة الخيانة لدى الفلسطينيين من جانب المجموعات اللبنانية, فلم يتخيل يوما ما الفلسطيني الذي ترك بيته مرغما ينتظر الانتصار والإنصاف من جانب إخوانه, لكن الإبادة كانت هي لسان حال المجموعات اللبنانية ضد إخوانهم الفلسطينيين.

تفاصيل المذبحة يرويها رواية المفكر الفلسطينى عبد القادر ياسين الذى  قال إن الذكرى الثلاثين لهذه المذبحة تأكيداً جديداً على مدى ما تتمتع به القيادة السياسية من سذاجة , يقول "الرئيس ياسر عرفات رحمه الله,  أخذ عهداً من الأمريكان بحماية أبناء الشعب الفلسطيني المقيم فى مخيم صبرا وشاتيلا بلبنان إلا أن أمريكا تركت الفلسطينيين لقمة سائغة في أيدي الجيش الإسرائيلي حتى تمت المذبحة مما يؤكد كذب الوعود الأمريكية التى لم تحرك ساكنا للتحقيق فى هذه المذبحة والمشاركين فيها سوى إسرائيل التى حاكمت إريال شارون آنذاك".

وأضاف المفكر الفلسطينى" في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من جانب جيش لبنان الجنوبي و الجيش الإسرائيلي  بقيادة ارئيل شارون ورافائيل أيتان, في حين كانت قوات الاحتلال الصهيونية في لبنان تحت إمرة  المدعو إيلي حبيقة المسئول الكتائبي المتنفذ".

وأردف "قامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيداً عن الإعلام  مستخدمة الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل في حين تلخصت مهمة الجيش الإسرائيلي في محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة, مشيراً إلى أن عدد القتلى في المذبحة يتراوح بين  3500 و5000 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين"

ويسرد  الصحفي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني, فيما أشار  الصحفي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك في كتاب نشر عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع3000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على الأقل.

 

 

 

الجريدة الرسمية