رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا في الطريق إلى الفوضى.. مؤامرة «أردوغان» الانتخابية تشعل الخلاف بين القوى السياسية.. الرئيس اختلق تمثيلية لإعادة حزبه للسلطة.. و«فاينانشيال تايمز»: الشعب قادر على إسقاط الدكتا

 الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

فشلت الأحزاب المتناحرة في تركيا، في تشكيل حكومة ائتلافية، وسيطرت حالة من القلق السياسي على الشارع التركي، وخاصة بعدما قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إعادة الانتخابات وتشكيل حكومة لتسيير أمور البلاد حتى انتهاء الانتخابات.


وتصاعدت الخلافات والنزاعات بين أعضاء الحزب الحاكم في تركيا والمعارضة، إلى جانب الصراع مع الأكراد، مما زاد الاحتقان في الشارع التركي، الأمر الذي ينذر بانزلاق الدولة في الفوضى، خاصة بعد تولد قلق شعبي من تأثيرات عدم الاستقرار السياسي على الاقتصاد التركي وهبوط سعر الليرة مقابل الدولار إلى أدنى مستوى له منذ فترة طويلة، بالإضافة إلى تصاعد عمليات العنف والإرهاب.

مؤامرة أردوغان
وصفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، قرار أردوغان لإعادة الانتخابات البرلمانية، بأنه «مؤامرة انتخابية» سببها الرئيسي فشل حزبه «العدالة والتنمية» في الحصول على الأغلبية في البرلمان في الانتخابات التي جرت يونيو الماضي، ورأت أن محاولته تشكيل حكومة ائتلافية مجرد «تمثيلية» أراد منها أن يحول الناخبين الأتراك إلى وجهة انتخاب أعضاء حزبه عند الإعادة.

حرب استنزاف
وقالت الصحيفة: إن أردوغان شن طوال الشهر الماضي «حرب استنزاف» ضد حزب العمال الكردستاني في محاولة لوصم الحزب الذي أحبط من صوتوا له مساعي أردوغان في الحصول على الأغلبية في البرلمان.

وأكدت «فاينانشيال تايمز» أن الطريقة التي يحكم بها أردوغان تركيا تهدد بسقوط البلاد في الفوضى، خاصة بعد قوله أن السلطة في يد الرئيس وأنه يملك سلطة فعلية وليست رمزية رغم أن ذلك يخالف الدستور.

ورأت أن الاقتصاد التركي يبدو أقل قدرة على تحمل أي اضطراب محتمل في البلاد وخاصة مع ركود النمو وانخفاض قيمة الليرة وارتفاع تكلفة الاقتراض الأجنبي، مؤكدة أن الأمر برمته أصبح في يد الناخبين الذين يمكنهم إنهاء استحواذ أردوغان على السلطة بإعادة ما قالوه يونيو الماضي بصورة أكثر وضوحًا.

استقرار زائف
وفي ذلك الإطار يروج الرئيس التركي وأتباعه إلى أن الهدف الرئيسي من إجراء تلك الانتخابات المبكرة هو تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد على عكس الحقيقة التي تؤكد أنه لا يسعى إلا لإحكام قبضته على الدولة.

من ناحيته رأى «برهان دوران» الباحث بمركز سيتا للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أن الحملات الانتخابية لجميع الأحزاب في الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون متصلة ببعضها البعض وستكون عناصرها متشابهة بشكل كبير حتى يستطيع كل حزب إثبات مدى ثباته على مبادئه الإيجابية وتغيره في بعض المبادئ نحو الأفضل أمام الناخبين.

وأكد أن الأحزاب السياسية ستلعب لعبة كبيرة في طرح المبادئ المثلى والكثيرة المتعلقة بقضية الاستقرار خلال تلك الانتخابات، كما سيواجه حزب العدالة والتنمية تهما بالتسبب في ضياع الاستقرار ونشر الفوضى في البلاد بسبب بتعاونه مع حزب العمال الكردستاني في أوقات لاحقة.
الجريدة الرسمية