رئيس التحرير
عصام كامل

جدل في «إسرائيل» بسبب تعيين «قائد حرب لبنان الثانية» مفتشًا جديدًا للشرطة.. أهالي الجنود القتلى: تجديد الثقة في «هرش» يعمق جراحنا.. محلل: المنصب كبير عليه.. ونتنياهو يرد:

المفتش العام الجديد
المفتش العام الجديد للشرطة الإسرائيلية، جال هرش

ضجة كبيرة داخل دولة الاحتلال أثارها قرار تعيين المفتش العام الجديد للشرطة الإسرائيلية، جال هرش، فغضب البعض من هذا القرار مستندين لسجل «هرش» الملطخ بالإخفاقات في حرب لبنان عام 2006، وبين اعتباره ليس من ضمن صفوف الشرطة، واحتدت التعليقات والانتقادات الحادة ضده داخل المجتمع الصهيونى.


تعيين هرش
من جانبه، أصدر وزير الأمن الداخلى، جلعاد أردان قرارا بتعيين «هرش» في المنصب الجديد، وبذلك يكون المفتش الثامن عشر للجهاز، خلفا للمفتش السابق يوحنان دانينو.

ويأتي هذا التعيين خلافا لتصريحات إردان في السابق، والتي جاء فيها أنه يفضل أن يكون المفتش العام من داخل الشرطة.
وسلطت الصحف الإسرائيلية اليوم الضوء على قرار التعيين والانتقادات التي طالت كل من أردان وهيرش.

ووجه محللون سياسيون في وسائل الإعلام الإسرائيلية وضباط شرطة سابقين وعائلات ثكلت أبناءها، الذين قاتلوا تحت أمرة هيرش في الجيش الإسرائيلي، انتقادات لاذعة ضده.

فتح الجراح
ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الأربعاء، تصريحات والد قُتل ابنه في حرب لبنان، عام 2006، حين كان يخدم تحت أمرة هيرش، والذي كان يشغل حينها منصب قائد الكتيبة الشمالية، وقال الوالد: «مات ابني بسبب هيرش. أعطى أمرًا للجنود بالدخول في وضح النهار، بخلاف التعليمات، ولهذا فقد ابني حياته، فتح هذا التعيين جراحنا»، بينما.قال والدان آخران: «لا يجب أن يشغل هيرش أي منصب عام بسبب ما فعله».

امتعاض شديد
وعبر ضباط سابقين في الشرطة عن امتعاضهم الشديد من هذا القرار، وانتقد الضابط السابق في الشرطة، أريه عاميت، والذي كان قائد منطقة القدس في الشرطة، قائلًا إن المفتش العام الجديد للشرطة ليس من صفوف الشرطة، وقال في مقابلة له مع إذاعة "الجيش الإسرائيلي": «أنا متفاجئ. ليس هناك منطقا أبدًا في تعيين جال هيرش، فهذا تعيين مُريع»، مضيفًا «إنهم في الجيش لم يريدوا ترقية هيرش لمناصب متقدمة، لذا فإن تعيينه مُفتشًا عامًا للشرطة هو خطأ».

غير مناسب
ونشرت في وسائل الإعلام المختلفة مقالات تضمنت انتقادات حادة ضد نهج «هيرش» في الجيش، وضد تعيينه في المنصب الجديد. كتب المحلل العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت»؛ يوسي يهشواع، أن هيرش هو «الشخص غير المناسب» لمنصب قائد شرطة إسرائيل، وأضاف أنه تورط طوال خدمته العسكرية، مع القادة المسؤولين عنه والجنود المسئول عنهم على حد سواء.

منصب كبير
وعلق محلل آخر في الصحيفة، رون بن يشاي، أن منصب «المفتش العام لشرطة إسرائيل» هو منصب كبير على هيرش. وانتقد محلل صحيفة "هاآرتس، عاموس هرئيل، أردان على قراره وكتب أن التعيين «قد ينتهي بالبكاء».

مصالح سياسية
وأضاف مراسل شئون الشرطة في الصحيفة، يانيف كوبوفيتش، إن أردان قام بتعيين هيرش خدمة لمصالحه السياسية.

الشرطة إلى الأمام
وعلى الجانب الأخر، غرّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خارج السرب، وأشاد بقرار تعيين، جال هيرش، لمنصب المفوض العام للشرطة بقوله «هرش سيقود الشرطة إلى الأمام».

وشدد نتنياهو على أن "هيرش مقاتل وضابط ويعرف أن يمضي بالشرطة قدمًا نحو التحديات التي تواجهها، في حين يسعى لتحسين الأمن الشخصي للمواطنين الإسرائيليين وتعزيز سلطة القانون".

كما بارك وزير التعليم نفتالي بينيت اختيار هيرش، وذكر أنه تعرف عليه خلال سنوات الـ 90 عندما كان قائد وحدة "الرفراف الطائر".
وكتب بينيت على حسابه الخاص بتويتر:«هذا شخص مهني ذو قيم، ولديه عزيمة وإصرار، وأتمنى له كل النجاح»، مضيفًا: «أهنئ أصدقائي، والوزير أردان على اختيار غال هيرش كمفوض للشرطة».

كما أثنى الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين على تعيين هيرش، وقال «من هنا أبعث التمنيات بالنجاح لغال هيرش، وليس هناك شك بأن نجاحه نجاحنا».

تاريخ عسكري
وبدأ هرش خدمته العسكرية في الجيش في وحدة المظليين، وعين قائدا لكتيبة "بنياميطن"، وضابطا لـ'المدرسة للضباط'. وعين في أبريل عام 2005 قائدا لـ"عصبة الجليل".

يشار إلى أن هيرش استقال من الجيش بعد الحرب الأخيرة على لبنان في عام 2006، على خلفية انتقادات حادة لأدائه خلال الحرب.
الجريدة الرسمية