الآثار والأموال
يسافر وزير الآثار إلى أوربا لاستعادة إحدى قطع الآثار المصرية.. ليس هذا عمل وزير الآثار.. هذا عمل خبراء الآثار والشرطة المتخصصة.. أليس هذا إسراف وإهدار للمال العام؟!.. وزير الآثار لا يعرف مسئوليته وأغلب الظن أن ليس لديه برنامج أو سياسة ينفذها طبقا للمصلحة العامة.. زرت المتحف البريطاني في لندن ورأيت حجر رشيد لأول مرة وأبهرنى رأس نفرتيتي وطريقة عرضه حتى أننى تخيلت أن التمثال يكاد ينطق من دقة العمل الذي قام به الفنان المصرى القديم.
وهذا يدل على أن الفنان كان حرا مبدعا سعيدا راضيا.. والفن هو التعبير الصادق عن الجمال والحقيقة.. هل من مصلحة مصر استعادة كل آثارها من متاحف العالم؟ أم تركها لكل أناس الشعوب.. أم يقل مالك الملك "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" أقترح أن تترك مصر آثارها في متاحف العالم كما هي وتتعاون مع هذه المتاحف لعرض ثقافة وحضارة مصر ونقتسم الأرباح.. أليس هذا للمصلحة العامة في نقل الخبرات لمتاحف مصر التي لا تزيد على مخازن للآثار من السهل سرقتها وتهريبها.
أما الآثار المنهوبة والمهربة فيجب استعادتها ولا نتركها تباع خارج مصر ويكسب من ورائها السماسرة واللصوص المليارات ويجب استعمال كافة الطرق الممكنة والقوة إن لزم والتشجيع أيضا.. يجب علينا أن نؤكد أن هذه ثقافة مصر وحضارتها.. هل لدى وزير الآثار سياسة لحصر آثار مصر المهربة؟ وهل لديه برنامج للتلاميذ للتعريف بآثار مصر ومحبتها ؟ أم أن آثار مصر المنهوبة لن تعود مثل الأموال التي نهبت وهربت إلى خارج مصر التي لن تعود فعلا ؟!
لن تعود الأموال أبدا بالطرق القانونية ولن تسلم دولة خصوصا أوربية أي شخص لمصر مهما قيل ونشر.. هل لدى الوزير سياسة وبرنامج للتعريف بآثارنا إلى السياح الأجانب وهل لديه كتاب يكتبون قصص وروايات عن ملكات مصر في الأزمنة السحيقة مثلا عن حكايات الحب والغيرة والحسد وخلافه وهل هناك مثلا حكاية جذابة لبناء الهرم.
ألا تصلح قصة موسى عليه السلام للتعريف بمصر والدعوة إلى وحدانية الله وقصة يوسف عليه السلام وحكاية فاتنة الدنيا وحسناء الزمان.. وكليوباترا ونفرتيتي وآلاف من الحوادث التاريخية التي قد توضع في قصص جذابة ترفيهية وتترك انطباعا إيجابيا لدى السائح المتعطش للمعرفة لحب أم الدنيا وأهلها.. والغريب أن هناك وزير للسياحة.. ماذا يفعل ؟ أليس من المعقول أن يكون هناك وزير واحد يحبً مصر وآثارها وثقافتها عنده سياسةً وبرامج وخبرات لكى يصل عدد السائحين إلى مصر خمسة وعشرين مليونا ويجب أن نختار من يستطيع بدلا من تجار الأنتيكات المقلدة وكان الله بالسر عليما.