رئيس التحرير
عصام كامل

محاولة إسرائيلية لاستغلال الأكراد في تحقيق مصالح شخصية.. الاحتلال يستورد 75% من نفط إقليم كردستان.. والصهاينة يدعمونهم لتفتيت العراق.. «آفي ديختر»: تلاشى العراق كقوة عسكرية

 الاحتلال الإسرائيلي
الاحتلال الإسرائيلي - صورة ارشيفية

يبدو أن إسرائيل قررت أن تتحدث بشكل علنى عن العلاقات الإسرائيلية الكردية، وبدا ذلك واضحًا من خلال التقارير التي تحدثت اليوم عن استيراد إسرائيل 75% من النفط من خلال إقليم كردستان العراق.


19 مليون برميل
وكشف الاحتلال الإسرائيلي عن شرائه 19 مليون برميل نفط من العراق، بدءًا من شهر مايو وحتى أغسطس الجاري، من خلال كردستان العراق.

وحسب التقارير، فإن الحجم التجاري للصفقة بين الجانبين وصل إلى أكثر من مليار دولار خلال هذه الأشهر، وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية، أن هذه الكمية تشكل 75% من النفط الإسرائيلي المستورد.

كما أوضحت القناة السابعة الإسرائيلية، أنه على الرغم من تكتم إسرائيل على الموضوع، إلا أنه يتضح أن المزود الرئيسي لها بالنفط هي العراق، وبالتحديد المتمردين الأكراد في شمال البلاد.

ويزعم الاحتلال، أن دافع امتلاك النفط من المتمردين الأكراد هو مساعدتهم في حربهم ضد التطرف الإسلامي، في إطار رؤية شاملة للأحداث في الشرق الأوسط.

جذور تاريخية
والحقيقة أن العلاقات بين إسرائيل والقيادات الكردية العراقية، ذات جذور تاريخية عميقة تمتد لعقود، وبدأت علاقة الأكراد بالإسرائيليين منذ عام 1943 أي قبل قيام الدولة الإسرائيلية، وتعمقت بعد قيام الدولة العبرية، حيث ساعدت إسرائيل الأكراد في معاركهم مع الأنظمة العراقية منذ أيام الملكية وما بعدها.

كما أمدت إسرائيل الأكراد أكثر من مرة بالسلاح والأغذية والمعونات الصحية، والأموال، وزار ممثلين من الموساد الإسرائيلى المواقع الكردية في شمال العراق في فترة الستينيات، وكانت الاتصالات بينهما تتم عبر طهران في ظل حكم الشاه وعبر العواصم الأوربية وخاصة في باريس ولندن.

دور تخريبى
واعترفت إسرائيل بدورها التخريبى في العراق من خلال التعاون مع الأكراد كما جاء على لسان رئيس الشاباك السابق "آفي ديختر" في تصريحات سابقة له قال فيها: «أن الاحتلال دعم الأكراد لكونهم جماعة أثنية مضطهدة من حقها أن تقرر مصيرها بالتمتع بالحرية شأنها شأن أي شعب».

كما أكد "ديختر" أن هدف أسرائيل الإستراتيجى كان عدم السماح للعراق أن يعود إلى ممارسة دور عربى وإقليمى، موضحا أن العراق تلاشى كقوة عسكرية وكبلد متحد وأن تحييده عن طريق تكريس أوضاعه الحالية تشكل أهمية إستراتيجية للأمن الصهيوني.

هجرة الأكراد لإسرائيل
ويتواجد الأكراد في شمال العراق وشرق تركيا وشمال غرب إيران، ويتحدث أغلبهم اللغة الكردية في لهجات متعددة حسب مناطقهم.

وفى منتصف القرن العشرين ترك أغلب اليهود الأكراد بلادهم وذهبوا إلى دولة إسرائيل، واندمجوا مع سكانها وتكلموا اللغة العبرية وهجر اليهود الأكراد لهجتهم الكردية التي قاربت الآن على الانقراض.

جنود الاحتلال يدربون الأكراد
صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تحدثت مؤخرًا عن قيام جنود إسرائيليين بتدريب أكراد شمال العراق من رجال ونساء على حمل السلاح، ونشرت الصحيفة صورا لعمليات التدريب، ويأتى ذلك في إطار التعاون الكردى الإسرائيلى، لذا لم يكن هناك عجب من دعم حكومة الاحتلال لفكرة إقامة حكم ذاتى للأكراد.

دعم إسرائيل للأكراد
ويعتبر دعم إسرائيل للأكراد مصلحة للصهاينة باعتبار هذا التعاون يؤجج الطائفية في العراق من جهة، وهذا ما يعنى استمرار الدمار هناك، ومن جهة أخرى تستحوذ إسرائيل على النفط العراقى بأسعار زهيدة.

وطرح خبراء في النفط ومحللون فرضية بحسبها فإن إسرائيل تقوم بشراء النفط الكردي بأسعار رخيصة، وخمنت مصادر أخرى لصحيفة «فايننشال تايمز» الأمريكية أن الحديث يدور على ما يبدو حول طريقة التفافية لإسرائيل من أجل نقل الأموال للأكراد بهدف دعمهم في حربهم ضد "داعش".

وشرح مستشار كردي للحكومة قائلا: «لا يهمنا إلى أي مكان يصل النفط، بعد اللحظة التي يصل فيها إلى المشتري»، مضيفا: «أهم شيء بالنسبة لنا هو تلقى الأموال من أجل تمويل قوات البيشمركة التي تحارب ضد داعش ومن أجل دفع المعاشات لموظفي الدولة».

شرخ بين الأكراد والحكومة العراقية
وبحسب التقرير فإن «وجود إسرائيل في قائمة مشتري النفط من شمال العراق يجسد الشرخ بين الأكراد في إقليم أربيل وبين الحكومة العراقية».

ويعود السبب في ذلك إلى رفض الكثير من الأنظمة في الشرق الأوسط الاعتراف بإسرائيل بسبب عدم وجود علاقات رسمية معها.
الجريدة الرسمية