رئيس التحرير
عصام كامل

ننشر نص كلمة قاضي اقتحام قسم العرب ببورسعيد

فيتو

بدأ المستشار محمد سعيد الشربيني، رئيس محكمة جنايات بورسيعد، حديثه أثناء النطق بالحكم على محمد بديع مرشد جماعة الإخوان، و190 آخرين في قضية اقتحام قسم العرب ببورسيعد، حديثه بذكر آيتين من القرآن الكريم من سورة القصص التي يقول سبحانه وتعالى فيها (وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون (69) وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون (70)).


وتابع الشربيني «تشير المحكمة أولا إلى أنها لا تحاكم فكرا أو عقيدة، لكن إذا تحول هذا الفكر إلى أفعال مادية تكون جريمة يعاقب عليها القانون، فقد وجب إعماله، فمن تثبت التحقيقات أنه مذنب ويستحق العقاب ووفقا لنص المادة 86 مكرر من قانون العقوبات، التي تناولت أرقامها تحقيقات النيابة العامة وإجراءات المحاكمة ومرافعة الدفاع، فإن المقصود بتلك الجناية وفق ما ثبت بالأوراق، إنما هي جماعة الإخوان المسلمين وهي حقيقة وواقع مادي وُجد في المجتمع المصري».

وتابع «قد تأسست تلك الجماعة وأنشئت عام 1928 ميلاديا، وأعلنت أن لها أهدافا اجتماعية ودينية دون أن تحدد لها هدفا سياسيا معينا ترمي إليه، وعلى هذا الأساس نشطت وغزت قلوب وعقول شعب مصر الطيب الكريم، وما أن تيقنت أنه قد أصبح لها أنصار ومؤيدون، وشعرت أنها كسبت شيئا من رضاء بعض من الناس».

وأضاف «حتى أظهر القائمون على أمرها عن أغراضهم الحقيقية، وهي الوصول إلى الحكم وتغيير النظم المقررة في البلاد، وقد اتخذت هذه الجماعة في سبيل الوصول إلى أغراضها طرقا شتى وأساليب مختلفة وأفعالا مخالفة يسودها طابع العنف ويعاقب عليها القانون».

وأكمل «تاريخ تلك الجماعة مليء بتلك الأحداث والأفعال المخالفة، التي دونتها المحكمة في أسباب هذا الحكم، وهي من واقع ما قدمه الدفاع من مستندات وأوراق في القضية، وليس أدل على ذلك ما تضمنته وقائع هذه القضية، فقد ثبت للمحكمة واستقر في عقيدتها يقينا أن هناك من بين المتهمين من ارتكبوا جرائم توافرت أركانها القانونية من واقع أدلة مادية وقرائن تمثلت في تقارير فنية وأقوال الشهود وضبط متهمين متلبسين حال ارتكابهم للجريمة».

وأكد «بل في إقرار بعض المتهمين بتواجدهم في المسيرة التي توجهت صوب قسم شرطة العرب لاقتحامه، لقتل من فيه والاستيلاء على ما فيه وإقرار البعض الآخر بالتطوع في تلك الجماعة للتدريب على العنف والقتال، يؤكد ذلك أيضا قيام أهالي مدينة بورسعيد الباسلة بضبط بعض المتهمين وهم يعتدون على المحال والسيارات الخاصة المتواجدة بمحيط قسم شرطة العرب، وقد قاموا بعد القبض عليهم بتسليمهم لقوات الجيش والشرطة».

واسترسل رئيس المحكمة «كما قام الأهالي أيضا بضبط سيارة كان يقودها أحد المتهمين بها عبوات وزجاجات مولوتوف وآثار مواد بترولية، كما قدم للمحكمة أيضا محاضر ضبط بعض المتهمين وتفتيش منازلهم للحصول على أوراق ومكاتبات ومقالات وأسطوانات مدمجة وهارد ديسكات وجميعها تحمل عناوين منها برنامج معسكر تدريب لعناصر جماعة الإخوان المسلمين، وتوجيهات تربوية لعناصر الإخوان المسلمين خلال أحداث الثورة وموقف جماعة الإخوان المسلمين ما بعد الثورة».

وتابع «ومذكرات بعنوان تفعيل العمل المسجدي وتفعيل نشاط جماعة الإخوان المسلمين داخل المساجد، ومذكرة مكونة من 94 صفحة بعنوان الإخوان المسلمين في بورسعيد، ومذكرة بخط اليد تتضمن إستراتيجية الإخوان المسلمين في الاستيلاء على الحكم، وأوراق أخرى تتضمن رسائل إلى الإخوان المسلمين حول الدعوة لإصدار إعلان دستوري».

وأضاف «وأخيرا فإن المحكمة ومن منطلق مسئوليتها أمام الله وأمام شعب مصر الكريم، تعاود وتكرر نداءها إلى شباب هذه الأمة المخلصين لها في كل مكان وفي كل طائفة وفي كل جماعة، أن جاهدوا أنفسكم فجهاد النفس هو الجهاد الأكبر، وحافظوا على مصر وأخلصوا لها ودافعوا عنها بأرواحكم وفكركم الرشيد، وتذكروا جميعا أيها المصريون حتى تطمئن قلوبكم وتهدأ نفوسكم تذكروا قول رجل صالح إنه لا يحكم أحد في ملك الله إلا بمراد الله جل في علاه».

وتابع موجها نظره إلى المرشد العام لجماعة الإخوان الإرهابية والمتهمين «كونوا على يقين أن مصر محفوظة بقدرة الله وعنايته، وهي في أمن وأمان وفي رباط إلى يوم القيامة بفضل الله وعطاء رجالها وأبنائها المخلصين».
الجريدة الرسمية