الاتفاق النووي يُؤجج صراع واشنطن وتل أبيب.. صدمة إسرائيلية بسبب الاتفاق السري بين إيران ووكالة الطاقة الذرية.. يهود الكونجرس يحاولون تقويضه خلال تصويت سبتمبر.. وتوقعات بلجوء «أوباما» إلى الف
تتابع إسرائيل عن كثب تداعيات الاتفاق النووى الإيرانى الذي أصابها بتخبط شديد، ولكن الصدمة الأكبر بالنسبة للاحتلال كانت الاتفاق السري الموقع بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يعتبر ملحقًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين إيران والدول الغربية.
واستنكرت إسرائيل بشدة ما كشفت عنه وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، في تقرير سري عن الاتفاق النووي مع إيران، وجاء فيه أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستسمح لإيران بمراقبة نشاطها في منشأة نووية.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وزير البنية التحتية والطاقة والموارد يوفال شتاينتس ردا على التقرير، أن "على المرء أن يرحب بهذا الاختراع العالمي الخارج عن نطاق المنطق والتفكير".
التفتيش الإيراني
وأضاف ساخرًا: "بقي أن يتساءل المرء هل على المفتشين الإيرانيين الانتظار 24 يوما حتى يتسنى لهم زيارة المفاعل النووي للبحث عن أدلة اتهام"، وذلك في إشارة إلى القوانين الدولية التي تنص على أن تمنح الدولة مدة 24 يوما قبل وصول مفتشين دوليين للتفتيش عن أسلحة نووية.
ويسمح الاتفاق السرى لإيران بأن تستخدم مراقبيها لكي تراقب على النشاط داخل منشأة عسكرية يعتقد أنها تستخدم لإنتاج سلاح نووي.
وبحسب الوثيقة التي حصلت الوكالة على نسخة منها فإنه يسمح لإيران بمراقبة النشاط الحاصل في منشأة بارجين، والتي تعتبر القاعدة المركزية التي يشتبه أن تصنع فيها إيران القنبلة النووية.
موعد التصويت
وقالت قناة "i24 نيوز" الإسرائيلية أن ذلك يأتي عقب إعلان سيناتور ديموقراطي ثانٍ عن معارضته للاتفاق النووي مع إيران، والذي يثير انقساما داخل الطبقة السياسية، لكن الحزب الديموقراطي لا يزال يميل بغالبيته لصالح تأييد الاتفاق مع اقتراب موعد تصويت الكونجرس عليه الشهر المقبل.
وبالرغم من انضمام السيناتور روبرت ميننديز إلى معارضي الاتفاق في الكونجرس، اعترف زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بأنه من المرجح أن يحصل أوباما على الأصوات اللازمة لإقراره.
ونقل التقرير الإسرائيلى عن السيناتور الديموقراطي روبرت ميننديز في خطاب بجامعة سيتون هول في نيوجيرزي: "كرست حياتي لبعض المبادىء التي تدفعني مجددا إلى تبني نهج لا يحظى بشعبية، ولكن إذا امتلكت إيران السلاح النووي فلن أكون من الموقعين على ذلك".
وأضاف "علينا أن نكون واضحين جدا في أننا نريد اتفاقا ولكن الاتفاق الصحيح، أما مجرد اتفاق لا ينص سوى على امتلاك إيران للقنبلة الذرية فهذا ليس ما نريده".
وتابع "أعلم أن تأييد الاتفاق كان سيكون أكثر بساطة، تماما كما كان التصويت مع حرب العراق في الماضي أكثر بساطة، لكني لم أختر الطريق الأسهل وقتها ولن أفعل ذلك الآن".
وينضم ميننديز بذلك إلى السيناتور تشاك شامر عن نيويورك، الذي عارض بدوره الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى.
يهود الكونجرس
وميننديز هو الرئيس السابق للجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ، أما شامر هو الاسم الأبرز في المجموعة اليهودية بالكونجرس.
ومن المقرر أن يصوت الكونجرس، على الاتفاق لتقويضه في سبتمبر، أما الرئيس الأمريكى، باراك أوباما فسيلجأ إلى الفيتو، وهو بحاجة إلى أصوات ثلث أعضاء كل من مجلسي الشيوخ والنواب لدعمه في تمرير الاتفاق.
أما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري "فلا يزال واثقا من أن الاتفاق سيحصل على دعم الكونجرس".