رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تروج لـ«حرب سنية - شيعية» في المنطقة.. دراسة صهيونية تزعم استعانة السعودية بباكستان لخيار الحرب نووية ضد طهران.. وتوقعات بزرع رؤوس على أراضى المملكة لعرقلة التوسع الإيرانى في الشرق ا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تسعى إسرائيل إلى إشعال حرب نووية في المنطقة بين قطبى السنة والشيعة، مستغلة الاتفاق النووى الذي تم توقيعه بين طهران والغرب.

وزعمت تل أبيب، من خلال دراسة جديدة أعدها مركز أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى، إن السعودية تفسر الاتفاق بأن إيران بالفعل تلقت اعترافًا دوليًا بأنها دولة "حافة نووية"، وهذا يدفعها لبحث سبل للرد والتي من بينها الخيارات النووية وذلك بمساعدة حليفتها باكستان.


رهينة الاتفاق

وتشير الدراسة إلى أن بعض الجهات الأمريكية الفصل بين الموضوع النووي والقضايا الإقليمية، غير أن الصراعات الداخلية في العراق وسوريا واليمن من شأنها أن تكون من الآن فصاعدًا رهينة الاتفاق مع إيران، بمعنى أن دولًا، وعلى رأسها الولايات المتحدة، سترتدع عن اتخاذ سياسة تتعارض مع المصالح الإيرانية خشية أن تتراجع الأخيرة عن تعهداتها وفق الاتفاق وتجدد نشاطاتها الممنوعة في المجال النووي.

وروجت الدراسة إلى مخاوف المملكة من أن تكون الصفقة هي بداية للتقارب الإيراني الأمريكي، والذي سيكون على حساب علاقاتها هي مع الولايات المتحدة، مما يسمح لإيران بالمحافظة على قدراتها النووية اللازمة وبشكل فوري في حال لم تتخذ خطوات هجومية ضد محاولاتها زيادة نفوذها في الشرق الأوسط.


مكافأة إيران

وحسب الدراسة فأن أمريكا من وجهة نظر السعوديين ممكن أن تكافئ إيران بسبب التنازلات التي قدمتها في الاتفاق، فتسمح لها بحرية الحركة أكثر بكثير مما هو قائم حاليًا لتحقق أهدافها السياسية في الشرق الأوسط وتنسف عمليات لا تخدم تلك الأهداف، في المقابل فإن رفع العقوبات سيزود إيران بالمطامح لتقديم نفوذها الإقليمي وتجعلها أقل تضررًا من الناحية الاقتصادية وأكثر عدوانية في التقدم صوب أهدافها.

لاعبين آخرين

وقالت الدراسة: يخشى السعوديون من تنامي أمن إيران الذاتي والناتج عن الاتفاق ما يسمح لها بمواصلة التدخل على الساحات المختلفة بسهولة أكثر، وأن تجند إلى صفوف المحور الإقليمي الذي تقوده لاعبين آخرين بهذا الخصوص.

وأوضحت أن إيران بعد الاتفاق بدأت تواجه النشاطات السعودية المتنامية والتي تهدف إلى تقوية الجبهة السنية في مواجهة إيران وضم لاعبين آخرين إليها مثل تركيا وحماس.

بلورة رد

وأكدت الدراسة أن السعودية ستسعى إلى بلورة رد، ولو جزئي، على التهديد الإيراني، ولكن حتى وإن قدم الأمريكيون ضمانات أمنية للسعودية، وهو أمر امتنع عنه الأمريكيون واقع الأمر حتى اللحظة، فهناك شك في أن تكتفي السعودية بها.

وأضافت أن الترويج لمنطقة خالية من السلاح النووي هو احتمال تدرسه الرياض أيضًا، بهذا الشأن فالاتفاق مع إيران من شأنه أن يؤدي أيضًا إلى طرح الموضوع النووي الإسرائيلي على جدول الأعمال على اعتبار إذا كانت إيران كذلك، فلماذا ليس إسرائيل؟.

خيارات نووية

وزادت أن تخوف المملكة من أنه وفي سيناريوهات بعينها قد تجد نفسها تواجه إيران القوية وحدها قد يجعلها في وضع تمتلك فيه خيارات نووية مفتوحة، لديها أكثر من أي لاعب آخر في الشرق الأوسط، دافع إستراتيجي، وقدرات اقتصادية تؤهلها للقيام بذلك.

وأكدت الدراسة إنه ولكي تطور برنامجًا نوويًا مدنيًا على المدى البعيد، فإن المملكة ستسعى إلى إنجاز علاقات مع عدد من الدول، باكستان مثلًا، فإن للمملكة علاقات أمنية وثيقة معها، وفي الفترة الأخيرة اندلعت خلافات بين الرياض وإسلام اباد بشأن الحرب في اليمن، ولكن إذا اقتنعت باكستان بضرورة مساعدة حليفتها، والتي لا توفر لها فقط جزءًا كبيرًا من برنامجها النووي، وإنما تقدم لها مساعدة اقتصادية كبيرة، فإنها ستكون مستعدة لمساعدتها بطريقة غير رسمية على إقامة موقع لتخصيب اليورانيوم على أرض المملكة وعلى المدى البعيد.

رؤوس حربية

ونوهت الدراسة أيضًا إلى نظرًا إلى أن عملية بناء قدرات نووية ذاتية تعتبر طويلة الأمد فإن على المملكة أن تجد ردًا على المدى القريب والمتوسط، تستطيع من خلاله أن تواجه التحدي الكامن في الحالة النووية الإيرانية، سيناريو محتمل آخر هو أن تضع باكستان في يد السعوديين رؤوسًا حربية نووية تحت سيطرتها في أراضي المملكة في إطار ترتيب الردع الموسع، هذا في حال القيام بخطوات مختلفة لها انعكاسات سلبية على الاستقرار الإقليمي عمومًا، وعلى إسرائيل خصوصًا.
الجريدة الرسمية