عودة نظام التعفير!
على كثرة ما أنتجت من عقول جبارة، ومفكرين كبار، وأدباء لهم صيتهم، وشيوخ أضاءوا الدنيا باجتهاداتهم، فإنها تاريخيا أول من أطلق مرض الكوليرا اللعين عام ١٩٤٧م، ومنها انطلق حتى كاد أن يقضى على الجنس المصري.. إنها الشرقية.. الشرقية التي عادت بعد سنوات من العطاء الإنسانى لتقدم لشعب مصر شخصية تدعى محمد مرسي بكل ما تحمل من متناقضات وأخطار لا تقل عن خطر الكوليرا.
قديما كانت الشرقية أكثر مديرية استهلكت مادة الــ"دى دى تى" للتطهير والتعقيم؛ لمواجهة التيفوس، والطاعون، وكل الأمراض فيما عرف بنظام التعفير، وهو رش مسحوق الـ"دى دى تى" على أجساد البشر للقضاء على كل الحشرات الناقلة، وعلى رأسها القمل.. تطهرت الشرقية، وعادت شمسها الذهبية، تطل على مصر بخيراتها ورجالها وعطائها المتواصل.. دفعت ثمنا باهظا من ضحايا الكوليرا والتيفوس وغيرهما من الأمراض.
وظن الجميع أن التقدم العلمى والتطور المذهل قد حميا الشرقية من الكوليرا، أنقذاها من الطاعون، غلفاها بغلاف العلم من لعنة التيفوس حتى ظهر ما هو أخطر من الكوليرا وطاعونها، ومن التيفوس وخطره، ظهرت جماعة محمد مرسي بمرض العصر: التطرف.. التشدد.. العمالة والخيانة، ووصل طاعون مرسي وجماعته إلى مناطق عدة وتركز أكثر في محافظتى الشرقية والفيوم حتى بات من الضرورى إعادة نظام التعفير، الذي استخدم ضد القمل والحشرات والميكروبات عام ١٩٤٩ م.
مطلوب تعفير الفيوم والشرقية ضد قمل العقل، ضد طاعون الفكر، ضد تيفوس التطرف، وطاعون التشدد، على أن يقوم بالتعفير جماعات من التنويريين، من رجال الدين المعتدلين، من قوافل الثقافة والفن، وإنقاذا للأجيال القادمة، فإن فصل العناصر المريضة في معسكرات العزل بات أمرا محمودا.
على أن مناطق انتشار الطاعون الجديد يعرفها الجميع، القرى الموبوءة معروفة، النجوع المصابة معروفة، الشوارع التي زارها المرض يعرفها القاصى والدانى.. فقط علينا أن نعزل حاملى العدوى حتى نستطيع تعفير الآخرين بأمان!!