رئيس التحرير
عصام كامل

"حرب نعم و لا " الليبراليون يحشدون الجماهير لرفض الدستور

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 بدأت  حرب الاستفتاء علي الدستور الجديد تشتعل بين القوي الإسلامية  والليبرالية  مبكرا ،حيث لجأ كل من الطرفين  لحشد أتباعهم  للاستفتاء بنعم أو لا علي دستور مصر القادم ،فالإسلاميون يريدون أن يوافق الشعب علي بنود دستور التأسيسية ، والليبراليون والقوي المثقفة يرفضون خروج ما  أسموه  بـ "دستور الكوارث " مؤكدين أنهم سيخرجون لشحن أفكار الجماهير وإقناعهم بعدم قبول مثل هذا الدستور .

الناشط الحقوقي محمد زارع أكد أنه سينضم هو والعديد من الحقوقيين إلي المظاهرات التي تقوم بها  القوي الليبرالية والمثقفة ، والتي تخرج لحشد قطاع كبير من الجماهير، لرفض هذا الدستور المقيد للحريات ،قائلا:"نرفض دستور الإخوان واللي عملوه يبلوه ويشربوا ميته"

وأضاف زارع أن أي دستور محترم لابد أن يراعي الجماهير ويحترم الحريات، وخاصة أنه بعد الثورة  يرغب الكثير من الشعب أن يجد في الدستور الجديد حريات تضمن للجميع الكرامة والعدالة الاجتماعية  أفضل مما كان عليه في دستور 71 ،مؤكدا أن جميع القوي الليبرالية ستخرج بحملة قومية وطنية ليقولوا: " لا  للدستور" 

وأوضح أن الشعب قديما كان لا يعرف شيئا قبل الثورة ،وأن القوي الحاكمة كانت تمارس عليهم نوعا من الضغط النفسي ، لجعلهم يقولون نعم علي كل شيء ،أما الآن فالصراع أصبح صراعا بين القوي الليبرالية والإسلامية ،و الأقوي منهم علي حشد أكبر قدر من الجماهير لرفض الدستور أو الموافقة عليه ، موضحا أن الشعب سيكون علي قلب رجل واحد لو خرج الدستور بطريقة لا تراعي الحريات

وأكد زارع أنه لا يتصور أن القوي المثقفة فقط هي التي ستخرج لرفض الدستور بل سيخرج الشعب كله لرفض القمع، وبخاصة أن المواد التي تم الانتهاء منها تدفع الجميع لأن يقولوا: لا ،وأن أول معركة حقيقية للشعب المصري أن يرفض الدستور ،وأن الفئة المثقفة  عليها أن توصل للبسطاء من الشعب أن يفكروا قبل الاستفتاء لأنه ستكون معركة فيصل بين الانتصار للثورة أو السطو عليها .

وقال زارع أن الصراع أصبح صراعا بين المتصارعين للدفاع عن الحريات وبين الذين يرغبون في كبت الحريات ،محذرا التأسيسية من خروج الدستور بمثل هذه العيوب قائلا:"الكرة الآن لا تزال في ملعب التأسيسية و لا بد أن تراجع الدستور قبل أن يخرج للشعب "

أما الدكتور ثروت عبدالعال -أستاذ القانون الدستوري- فأكد أن ما عرض حتي الآن لم يكن الدستور النهائي، وإنماا مسودة دستور ، ومازالت خاضعة للمناقشات وأن كل ما يتردد هو مجرد أقاويل وآراء ولكنها لا تشكل الرأي النهائي ، وأنه لا يصح الحديث عن التظاهر ضد الدستور إلا بعد أن تنتهي الجمعية التأسيسية من عملها ونعرف ما إذا كان جيدا  من عدمه

وأضاف عبدالعال أن هناك خلطا لدي العديد من الليبراليين بشأن الدستور ورفضهم للجمعية التأسيسية ،حيث أن الجميع يرفض هذه الجمعية لأنها من الناحية القانونية هي بالفعل ليست جمعية تأسيسية بل هي لجنة مشكلة من قبل مجلس الشعب المنحل  وبالتالي لا يجوز اعتبارها جمعية تأسيسية ،كما أنه يشوبها العديد من المغالطات

وعن الإسلاميين قال الشيخ ناجح إبراهيم - قيادي بالجماعة الإسلامية- إن الدستور الحقيقي لم يخرج حتي الآن كي يتم الاعتراض عليه مبكرا ، وأنها تدل علي أنها تكون معركة نهاية الدستور أو معركة كبيرة بين الإخوان والإسلاميين والقوي الليبرالية ،كما أنها تعد استباقا لمعركة الدستور

وأوضح ناجح أنه يجب علي كل من القوتين أن يعترضا أو يوافقا علي أسس بدلا من  اتجاه كل طرف لحشد أنصاره وأتباعه لمصلحته الشخصية بغض النظر عما  تتطلبه البلاد وأنهم يسيرون وفقا لفكرة الاتحاد الاشتراكي ،موضحا أنه إذا تحول الصراع إلي مجرد أن كل طرف يحاول  ان يثبت نفسه بغض النظر عن الطرف الآخر فهو يرتكب جريمة في حق بلاده يجب أن يعاقب عليها ".

الجريدة الرسمية