الحار الجاف والدافئ الممطر
أنعم الله على مصر بموقع جغرافي رائع.. أدى إلى جو معتدل تقريبا طوال العام.. صحيح أن الجو تغير بعض الشيء ولكن يظل أجمل ما في مصر.. جو مصر ثروة لا نستغلها كما يجب.. سواء سياحيا أو استثماريا.. جو مصر جميل طوال العام باستثناء شهري يوليو وأغسطس.. ولقد تعلمنا في المدرسة، أن جو مصر حار جاف صيفا دافئ ممطر شتاء.. والمعروف أن أسوان أخف على النفس صيفا من القاهرة في قيظ أغسطس.. أما الإسكندرية فهي فعلا عروس البحر (كانت ولا بد أن تعود).
حبا الله مصر بجو معتدل لا ثلوج ولا برد ينخر في العظم، ولا عواصف مدمرة، وما أدراك ما العواصف؟.. انظر ما تفعله أعاصير التورنادو في الولايات المتحدة الأمريكية؟.. وهو من أخطر أنواع الأعاصير وأكثرها شدة، وأبلغها تدميرا.. والأعاصير من أكثر الظواهر الطبيعية الخطرة التي تجلب معها الدمار وتبعث الرعب في النفوس "وجاءتها ريح عاصف"، والتورنادو الذي ضرب جزءا من بلاد الولايات المتحدة الأمريكية أخيرًا يبدو على شكل حلزوني أو أقماع غير منتظمة الشكل، تكون متدلية من أسفل الغيوم الروكامية، وتصل إلى سطح الأرض، ويقوم بتدمير كل ما يصادف طريقه.
ومن فضل المولى عز وجل علينا، أن بلادنا لا تتعرض للعواصف والأعاصير بكل أنواعها مثل التورنادو والطوفان والهريكان والسونامي، وقانا الله منها، وعلينا أن نحمي أنفسنا وبلدنا من العواصف الترابية، بأن نزرع جبل المقطم بالحشائش وتحيط القاهرة بالأشجار..
وهذا ليس خيالا أو حلما، إنما نستطيع أن ننجزه إذا خلصت النوايا مع العمل لصالح مصر، وقام كل موظفي الأحياء الكسالى بعملهم، وعلى رأسهم المحافظ، وبطل الطبل والزمر والنفاق الذي أصبح كالماء والهواء..
وكما احتفلنا بقناة السويس حفلا كان ينقصه خبراء السياحة، إذا كان هناك خبراء فعلا؛ لأن خبراء سياحتنا لا يزيدون عن بائعي أنتيكات مقلدة.. يجب أن يؤخذ في الاعتبار، في مشاريع القناة السياحية، وأقصد السياحة الفعلية التثقيفية الترفيهية ذات العائد للعملة الصعبة، ويجب أن يصل عدد السياح لمصر في القريب العاجل إلى خمسة وعشرين مليونا.. وهذا ليس حلما، إنه قريب من التحقيق عندما تخلص النوايا ونتخلى عن الدعاية الكاذبة والنفاق والكوسة.
وأقول مرة أخرى، إن مصر تتمتع بجو جميل أكثر من تسعة أشهر في العام، وهذا مشجع جدا على الاستثمار، ولنا في مصانع المحلة الكبرى أكبر المثل على تفاعل الاستثمار مع حالة الطقس الطبيعية، بشرط أن ننجز بعيدا عن الطبل والزمر والنفاق لأصحاب السلطة.