رئيس التحرير
عصام كامل

وظيفة اسمها أحمد ومجاهد!


كما في الدنيا سباكون ونجارون وصحفيون أيضا فيها وظيفة اسمها أحمد مجاهد.. أي والله.. وظيفة، هذا هو اسمها ومن مواصفاتها أن ينتدب المرء إلى غير جهة عمله لمدة عشر سنوات.. نعم انتداب طويل شويتين ولكن هذا من أهم مواصفات أن تكون أحمد ومجاهد كمان.. ومن أهم مميزات هذه الوظيفة أن يمن الله عليك بقرار غريب وعجيب وليس له مثيل إلا في بلاد العجائب.. بلدنا !!


ما هو هذا الغريب وذاك العجيب؟.. أن يتم انتدابك في غير أوقات العمل الرسمية.. نعم أي في وقت فراغك.. وبدلا من أن تستهلك وقتك في لعب الكوتشينة أو الدومينو أو الشطرنج أو تهرب إلى المقهى لمواجهة الفراغ بنفسين شيشة سلوم أو زغلول أو قص فإن ميزة أن تكون أحمد ومجاهد أن يتم انتدابك في غير أوقات العمل الرسمية أي في وقت تسلية سيادتك.

المثير أيضا أن الوظيفة التي اسمها أحمد ومجاهد سبوبة تمام التمام أي أنها ليست واحدة من وظائف مواجهة وقت الفراغ بالعكس.. تستطيع لو أنك أحمد ومجاهد أن تحصل على نحو كده بالبدلات والحوافز والسفريات يادوبك كده عشرين ألف جنيه شهريا.. أؤكد شهريا وليس سنويا.. تستطيع أن تضيف إلى هذا الرقم ما تحصل عليه من وظيفتك الأساسية.. وظيفتك التي تعمل فيها في أوقات العمل الرسمية.

لا تذهب بخيالك بعيدا فتتصور أن الوظيفة التي تعمل فيها في أوقات العمل الرسمية ستحصل منها على ضعف هذا المبلغ.. لا أعتقد… ربما تحصل منها على خمسة أو ستة أو سبعة آلاف جنيه شهريا فقط لاغير.. نعم هذا يعنى ودون أن تدخل في التفاصيل أو تصاب بموجة حقد طبقى أن المذكور عندما يكون أحمد ومجاهد فإنه يحصل من الوظيفة الأساسية وتلك التي يعمل فيها في غير أوقات العمل الرسمية على ٢٧ ألف جنيه مع كل هذه “الخَيلة الكدابة”.

هذا ليس من بنات أفكارى وليس خيالا علميا كما أنه لم يحدث في واحدة من دول الوفرة أو الحقبة النفطية.. لم يحدث في بلاد الذهب أو الماس.. حدث في المحروسة مع واحد اسمه الدكتور أحمد مجاهد ظل لعشر سنوات منتدبا في وزارة الثقافة.. منتدب في غير أوقات العمل الرسمية.. ليس لأن مصر ليس بها أساتذة جامعات أو لأن سيادته فلتة زمانه.. لا لا.. ليس هذا هو السبب إنما السبب في بطن كل وزير قرر انتداب سيادته كل هذا الوقت مع علمه أنه ليس مبهرا ولا مدهشا وكل ما في الأمر أنه أحمد ومجاهد!!
الجريدة الرسمية