رئيس التحرير
عصام كامل

المجال المغناطيسي والمجال العربي


يقول علماء الفيزياء حديثا: إن المجال المغناطيسي الأرضي أقدم كثيرًا مما كان يعتقد من قبل، وإنه نشأ منذ نحو ٤.٢ مليارات سنة لا من ٣.٥ مليارات سنة كما كان يعتقد.

هل هذا يهمنا كثيرًا.. الذي يهمنا أن المجال المغناطيسي للأرض، هو حارس الحياة على سطح كوكب الأرض؛ إذ يقيها من الرياح الشمسية المشحونة التي تطلقها الشمس - من جراء الانفجارات الذرية اللانهائية داخلها - ولولا هذا المجال لفقدت الأرض غلافها الجوي والمياه على سطحها، بمعنى أنه دون المجال المغناطيسي لأصبحت الأرض كوكبا قاحلا تماما.

المعروف علميا، أنه توجد أربعة قوى أساسية في الكون، ألا وهي القوى المغناطيسية والذرية القوية والضعيفة والجاذبية.. ونقول إن الملك جلا وعلى، وضع هذه القوى لتتحكم في حركة النجوم والكواكب، وكذلك لتضبط إيقاع الحركة والحياة على سطح الأرض؛ لضمان سير الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها "كما بدءنا أول خلق نعيده وعدا علينا أنا كنّا فاعلين".

ويحاول العلماء جاهدين، أن يجمعوا هذه القوى في نطاق نظرية جديدة تسمى النظرية الكبرى؛ وذلك لتعزيز دراساتهم لحركة الكون، وسيتوصلون لهذه النظرية عندما يأذن العزيز الحكيم "ولا يحيطون بعلمه إلا بما يشاء".

ويتكون لب الأرض الداخلي من الحديد الصلب، واللب الخارجي من الحديد المصهور، وينظر إلى الأرض كأنها مغناطيس ذو قوة كهرومغناطيسية ومجال مغناطيسي محكم وقوى مغناطيسية لها تأثير، ومحور مغناطيسي يميل عن المحور الهندسي الواصل إلى النجم القطبي، وتدور الأرض حول نفسها وحول أم المجموعة الشمسية، وهي شمس الشموس الذي جعلها الخالق ضياءً في تناغم دقيق وتوازن مع كل القوى المؤثرة عليها قوى الجاذبية والمغناطيسية والطاردة المركزية، مع الاعتبار للمجال المغناطيسي وخلافه "ذلك تقدير العزيز الحكيم"، ويعيش الإنسان عليها ولا يفكر في نعم الرحمان سبحانه وتعالى.. "قتل الإنسان ما أكفره"، انظر إلى حاملي الأمانة.. وانظر إلى المجال العربي.

أين هو من المجال المغناطيسي؟.. الضياع والضعف والمذلة والأمية والجهل والسخرة والقهر.. الرّق والعبودية والعهر السياسي والإعلامي.. الكذب والنفاق فاق كل الحدود.. إرهاب السلطة والحكام للشعوب المقهورة.. تجفيف المنابع وإعاقة القدرة على الابتكار.. ثم الأجدى الاتجاه إلى ثوابت الإسلام الحنيف.. وحروب الجاهلية الطائفية البغيضة.. والاقتتال فيما بيننا.. وسيادة العدو الصهيوني ونسيان الأقصى.. ألا لعنة الله على قوم ضلوا!!
الجريدة الرسمية