رئيس التحرير
عصام كامل

د. مأمون فندى: نهاية الإخوان أوشكت.. وقطر وأمريكا وراء وصولهم للحكم

فيتو

فتح الدكتور مأمون فندى، رئيس معهد الدراسات العالمية بلندن، النار على الإخوان المسلمين، كاشفًا عن أسرار جديدة عن علاقة الجماعة السرية بالولايات المتحدة الأمريكية، برعاية قطرية.. وأكد فندى فى حواره لـ "فيتو"، الذى أجرته معه من أمريكا أن نهاية الإخوان قد أوشكت، وقُدر لنا أن نخوض تجربة لهم، لكشفهم على حقيقتهم، لافتًا إلى أنه كانت هناك صفقة بين الإخوان والولايات المتحدة قبل الثورة وراء صعودهم لحكم مصر، مشددًا على أن هناك خوفا على مصر من التدخل الأمريكى فى الشأن الداخلى فى المستقبل، مشيرًا إلى أن مصر تمر بأزمة شديدة يمكن أن تقضى على الأخضر واليابس، بسبب تعامل الإخوان بمبدأ الغطرسة.. فإلى نص الحوار:

- بداية؛ كنت أول من كشف عن وجود علاقة بين الإخوان المسلمين وأمريكا.. فهل لهذه العلاقة جذور تاريخية؟
* لم تكن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية وليدة أو حديثة، لكنها علاقة ممتدة منذ ظهور الإخوان على الساحة، إنما كانت تجرى فى الخفاء، ودون إظهار أى أدلة على وجود تلك العلاقات الإخوانية – الأمريكية، لأن الولايات المتحدة بطبيعتها تسعى لمصلحتها أولا، وكذلك الإخوان المسلمين فهم يسعون لمصالحهم فقط، لكن العلاقة بدأت بشكل جدى مع بداية الألفية الجديدة، واستشعار الولايات المتحدة بأن نظام مبارك آيل للسقوط، وبدأت من هنا العلاقات تأخذ منحنى آخر، وكانت هذه العلاقات تتم برعاية قطرية، لكن جماعة الإخوان كانت تنكر هذه العلاقات، وعندما تحدثت عن هذه العلاقة، وقتها خرج المرشد العام السابق للإخوان المستشار مأمون الهضيبى ليكذب ويستنكر هذه العلاقة، ثم بعده الكثير من القيادات الإخوانية، من العريان وبديع والشاطر، حتى عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسى السابق، الذى أراد أن يلعب دور المنسلخ من جماعته من أجل الوطن، واتضح كذبهم وزيفهم وخداعهم، وظهرت هذه العلاقة جليًا بعد خروج وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلارى كلينتون لتؤكد أن العلاقات الإخوانية - الأمريكية تمت على مدى سنوات طويلة، وأن هناك زيارات من مسئولين أمريكيين للإخوان فى مكتب الإرشاد كان أبرزهم السيناتور وزير الخارجية الحالى، والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية.
- هل دعمت الولايات المتحدة الإخوان للوصول إلى الحكم فى مصر؟
* بكل تأكيد الولايات المتحدة هى التى دفعت الإخوان للحكم، وكان هناك تحالف بين الجيش والإخوان، برعاية أمريكية، تسلم بعدها الإخوان حكم مصر، مثلما سُلمت العراق لإيران، وهذه هى السياسة الأمريكية التى تجعل هناك تنازعا بين الأطراف، وكان ظاهرا جدا مدى تحالف الإخوان مع جنرالات المجلس العسكرى، وقد تحدثت عن ذلك فى وقت سابق، وأكدت تخوفى من الإخوان، وبالفعل كان تخوفى فى محله، وكان الإخوان أذكى من المجلس العسكرى، حيث أرادوا الحصول على مصر بكامل مؤسساتها، بأى شكل من الأشكال دون إشعار المجلس العسكرى بهذا الأمر، وبالفعل نجحوا فى هذا، وأقنعوا المجلس العسكرى بتعديل دستورى، وطرحه للاستفتاء، والإخوان هم من وضعوا الإعلان الدستورى، وهم من وضعوا جداول الانتخابات، وحصلوا على أغلبية البرلمان، لكن عندما أدرك المجلس العسكرى هذه اللعبة فى نهايتها، كان أكثر ما فعله هو حكم المحكمة الدستورية بحل البرلمان.
- لماذا لم يستشعر المصريون بهذا الخطر الإخوانى - الأمريكى؟
* فى رأيى أن المجتمع المصرى بدأ يستفيق من غيبوبته الآن، وعرف حقيقة جماعة الإخوان المسلمين، وثبت للمصريين أن نظام الإخوان هو نفس نظام مبارك، لا يختلف فيه سوى الأشخاص، فالإخوان يتحالفون مع الشيطان لمصلحتهم، وكان بين الإخوان والحزب الوطنى فى السابق صفقات تتم تحت الطاولة وفى الخفاء.. لكن السبب فى عدم استشعار المصريين لهذا الخطر، هو تدين الشعب المصرى الفطرى، الذى يجعل كل من يتحدث بالإسلام مجسدا لشخصية الإسلام.
- استشعر من كلامك خوفا من تدخل أمريكى فى الشأن المصرى فى المستقبل.. أليس كذلك؟
* أخشى من ذلك التدخل الأمريكى على مصر، فتدخلهم فى الشأن الداخلى المصرى كارثة، كما حدث فى العراق، فالولايات المتحدة تمد مصر بمساعدات لا نعلم عنها شيئا، هذه المساعدات قادرة على بناء مصر حديثة، تماثل حداثة تركيا.. فأين تذهب هذه الأموال، خاصة أنه تم الكشف عن منظمات تتلقى أموالا طائلة من الولايات المتحدة، وهرب متهموها بشكل سرى؟
- من منظورك.. هل تمر مصر الآن بأزمة عاصفة؟
* مصر دخلت أزمة شديدة، يمكن ألا تترك أخضر ولا يابسا، بعد صعود الإخوان للحكم، خاصة هذه الممارسات المتطرفة التى يمارسها مكتب الإرشاد، متمثلا فى الرئيس مرسى، فمصر أصبحت الآن تدار بواسطة جماعات متطرفة، وممارسات الرئيس مرسى، وعدم شعوره بأنه رئيس لكل المصريين، السبب فى ذلك، فما يهمه ليس مصلحة مصر، إنما انتماؤه لجماعته، حيث فرق بين جموع المصريين وجماعة الإخوان بصفة خاصة، والإسلاميين بصفة عامة، ثم يخرج ليقول للناس لا أُسأل عما أفعل، لتزداد غطرسة الإخوان، لدرجة أنهم أصبحوا يتعاملون بسياسة "غصب عنك ارض بالأمر الواقع".
- أخيرًا؛ هل دستور الإخوان والاستفتاء عليه مطعون فى شرعيتهما من وجهة نظرك؟
* بكل تأكيد هذا الدستور مطعون فى شرعيته، وأرفض بشدة هذا الدستور، لأنه تم وضعه من قبل الإخوان ليكرس دولة الاستبداد الإخوانية والفرعون، فهذا الدستور يجعل الرئيس من موظف فى الدولة، إلى رئيس ديكتاتورى يعتلى الدولة، ويجعل عامة الشعب ساعى بريد لديه.. وللأسف الشديد مصر لم تعرف فى الدولة الحديثة نظامًا سياسيًا يُغلب مصلحة مصر على مصلحته الشخصية، لذلك فأنا أرفض هذا الدستور، لأنه يدخل مصر فى نفق إخوانى مظلم، تفرضه الجماعة بقوة البلطجة، وبالنصب على البسطاء، وحقيقة، حتى هذه اللحظة لا أصدق نتائج على الاستفتاء على هذا الدستور الإخوانى، فبلا شك التزوير كان مدبرا ومدروسا، خاصة فى الأماكن النائية، البعيدة عن الرقابة، وكذلك فى العواصم الحضرية، التى تبعد عن العيون.. وهذه ديمقراطية أخرى لا يفهمها سوى الإخوان، ومازلت على قناعتى بأن نهاية الإخوان قد أوشكت، وقدر لنا أن نخوض تجربة لهم، لكشفهم على حقيقتهم.

الجريدة الرسمية