رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تزرع الفتنة بين مصر والسعودية.. موقع عبري: «سالمان» يضغط على القاهرة للتصالح مع الإخوان.. صراع الهيمنة الإقليمية بين طهران والرياض بدأ.. والمملكة تتجاهل تحذيرات «السيسي» من

فيتو

إسرائيل تعيش على استغلال المواقف للوصول إلى ما يخدم مصالحها، ومع بلورة الإتفاق بين إيران والدول العظمى قررت إسرائيل استغلاله لتضع نفسها فى جملة مفيدة مع الدول العربية الهامة فى المنطقة مثل مصر والسعودية.


وفى إطار الصيد فى الماء العكر حاولت إسرائيل أن تركز على فكرة خلق محور عربى إسرائيلى يضم مصر والسعودية وباقى دول الخليج للتعاون مع تل أبيب لمواجهة طهران.

وبدأت التقارير الإسرائيلية فى أعقاب الاتفاق النووى تبث أكاذيبها ملوحة بالتعاون السعودى الإسرائيلى، لتوجيه ضربة ضد طهران، كما تزعم أن هناك تعاونا مصريا إسرائيليا لمواجهة الإرهاب التى هى فى الأساس نواته، والحقيقة أن جميع ما يقال سموم تبثها وسائل الإعلام الموالية لليمين الإسرائيلى.

العبث بالتحالفات العربية
وفى الوقت نفسه لم تكتف إسرائيل ببث فكرة التعاون العربى الإسرائيلى، بل قررت العبث بالتحالفات العربية، وذلك من خلال إشعال الضغينة بين مصر والسعودية على خلفية تقارب الرياض وحماس.

وفى تقرير نشره موقع "نيوز1" العبرى قال: "يبدو أن العاهل السعودي سلمان، الذى يتعرض لضغوط هائلة بسبب الاتفاق النووي مستعد أن يفعل الكثير لحشد دعم "جماعة الإخوان" وحركة حماس للانضمام إلى محور السنة الجديد لمكافحة التوسع الإيرانى، والذي يتضمن تركيا وقطر، وهذه السياسة تختلف عن السياسة التي انتهجها العاهل السعودي السابق الملك عبد الله بن عبد العزيز".

ونوه التقرير إلى أنه منذ صعود الملك سلمان للحكم وهو يمارس ضغوطًا على السيسى للتصالح مع حماس لكن السيسى رفض، فى إشارة إلى أن العلاقات بين سلمان والسيسى ليست على ما يرام.

ولفت إلى أن الرئيس السيسي من جهته يسير على خطى الراحل جمال عبد الناصر، الذي أعدم زعيم الجماعة سيد قطب شنقا في عام 1966.

وتوقع الموقع أن يضاعف الملك السعودى ضغوطه على «السيسى» على خلفية المساعدات التى تقدمها المملكة للقاهرة.

خطر الإخوان
وأشار التقرير الإسرائيلى إلى أن المملكة العربية السعودية تعمل على تعزيز الكتلة السنية ضد إيران من خلال الحوار مع حماس وجماعة الإخوان رغم تحذيرات الرئيس السيسى من خطر الحركات الإسلامية على أمن العالم العربي.

ورأى التقرير أن "الإخوان" تسعى للاستفادة من الاتفاق النووي بين إيران والغرب مستغلة مخاوف الدول العربية السنية من عدم الاستقرار في المنطقة لمصالحها الخاصة.

وأضاف التقرير أن الإخوان تسعى على المدى القصير إلى محاولة تحقيق المصالحة بين حماس والنظام المصري لتوطيد حكمها في قطاع غزة وإلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق قادة "الإخوان" في مصر وعلى رأسهم المعزول محمد مرسي.

أما موقع "المصدر" الإسرائيلى لفت إلى تصريحات صلاح العاروري، القيادي بحركة حماس الفلسطينية، وقوله إن وفدًا من الحركة، برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، سيزور المملكة السعودية قريبًا، وسيلتقي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

ونقل الموقع الإسرائيلي عن العاروري، أن الوفد سيلتقي خادم الحرمين هذه المرة، بعد أن التقاه مشعل منفردًا في زيارة للعمرة مؤخرا، مشيرًا إلى أن الزيارة بمثابة صفعة على خد السيسى ورئيس السلطة عباس أبو مازن، والحميمية تستمر بين حماس والسعودية.

حميمية حماس والسعودية
ونوه الموقع الإسرائيلي إلى أن السعودية تحاول تجميع كل الجماعات السنية في مواجهة المد الإيراني الشيعي، خصوصًا أن مليارات الدولارات سيتم ضخها إلى الحرس الثوري الإيراني الذي يستخدم الأموال في المحاولة على السيطرة على المنطقة.

وأردف الموقع إن الرياض تخشى محاولة الإيرانيين شراء حماس مجددًا، وتوسيع نفوذهم إلى الأراضي الفلسطينية أيضًا.

صراع الهيمنة
قال المحلل الإسرائيلى، آساف جبور، إن سباق التسلح النووى على خلفية الاتفاق النووى الإيرانى لم يبدأ بعد ولكن الصراع من أجل الهيمنة الإقليمية بين الرياض وطهران بدأ بالفعل.

وذكر أن إيران سارعت للاستفادة من الاتفاق النووي لخلق تحالفات جديدة وتعزيز فروعها في المنطقة، ومن ناحية أخرى، تعمل المملكة العربية السعودية على إنشاء تحالف سني ليصد المد الشيعى، لذا قررت تحتضن حركة حماس.

وأوضح أن زيارة وفد حماس الأخيرة للمملكة قبل أسبوعين، جاءت بعد عشرة أيام من التوقيع على الاتفاق النووي، ولفت فى تقرير نشر فى صحيفة "معاريف" العبرية إلى أن الزيارة المرتقبة من جانب حماس للرياض تشير إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين.

ونوه إلى أن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، كان صاحب فكرة تعزيز العلاقات بين الرياض وحماس.

هدف استخبارى
وفى الوقت نفسه دعا "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي إلى اعتبار السعودية هدفا استخباريا، وتحسين قدرة إسرائيل على جمع المعلومات عنها.

وبحسب تقرير المركز فإن هناك توقعات بأن الرياض ستتجه للحصول على سلاح غير تقليدي لمواجهة تبعات اعتراف العالم بمكانة إيران كدولة على حافة قدرات نووية، وذلك يشكل تحديا استراتيجيا هائلا بالنسبة لإسرائيل، وهذا يعنى أن إسرائيل تلعب على كل الحبال تدعى تعاونًا أمنيًا مع العرب وفى الوقت نفسه تثير الضغينة بينهم، وهذا كله يخدم فى النهاية الاحتلال.
الجريدة الرسمية