هشام الجخ خلفا لـ«الأبنودي» في أغاني ماجدة الرومي
«قديسة» مطعمة روحها بشذى جبال الأرز، حنجرة تستمد خضارها من روح بيروت الأبية، وتأتي بحنوها وعبيرها من حنايا القلوب العربية، هي ماجدة الرومي، تلك الفنانة التي لقبت بالقديسة من فرط زهدها وثقافتها المتناهية، تراها تعشق ببساطة مفرطة، وإن أحبت تحب من قلبها، ذلك الملئ بالقدر الكافي من الإنسانية.
الأبنودي
لم تقتصر علاقات الرومي الروحية على لبنان فقط، وإنما امتدت لتصل ربوع الوطن العربي، حيث ارتبطت بصداقات قوية بجميع فنانين وشعراء الوطن، خاصة ذلك الانسجام الروحي الذي كان يجمعها بالشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي (الخال)، فكان الخال بمثابة طمي النيل الذي يغذي روحها بأبياته عن بعد، وتعاونت معه على صعيد العمل الفني في أغنية «جاى من بيروت»، و«بهواكي يا مصر».
أمنية أخيرة
وكانت آخر أمنيات الرومي من الخال، أن يكمل لها أغنية «أحلف بسماها»، لتغنيها بنفس اللحن مع حفظ حقوق الملكية، إلا أن الموت قد غيب الأبنودي قبل تحقيق أمنيتها، ولم يكن خبر وفاة الأبنودي بالحدث الصغير على الرومي، حيث قالت: «مات الأبنودي الحبيب، هوى علم من أعلام مصر.. وهوى معه القلب والعيون صوب الأعالي مرفوعه خلف قبة السماء لنا أحبة نشتاق إليهم وعائلات وبيوت نحبها لأنها منا ولنا، رغم المسافات وصار لنا بأحبتنا وبالله وطن حب ولا مسافات حتى نلتقي.. لك مني يا أيها الكبير تحية إجلال وإكبار تأتيك مباشرة من قلبي مع فائق محبتي وتقديري والاحترام».
الرومي والجخ
إلا أن الرومي وجدت مؤخرًا من هو جدير بالتعاون معه، وهو الشاعر المصري هشام الجخ، الذي يقترب بقصائده وطريقة إلقائه من روح الأبنودي وكأنه خليفته في قلوب السامعين والمحبين للشعر، حيث أعلن الجخ أمس، عن تعاون فني مرتقب مع الرومي، قائلًا: « جزء مهم من تاريخي أن تغني كلماتي هذه السيدة المثقفة والراقية والوطنية»، ورجح العديد من المتابعين للرومي والجخ، أن هذا التعاون المرتقب يأتي لما يحمله الجخ من روحه القريبة للأبنودي، والتي تعشقها الرومي وتجلها.