رئيس التحرير
عصام كامل

«المثلث الذهبى» مأوى العناصر الإجرامية في القليوبية.. تجارة السلاح والمخدرات في «وضح النهار».. أكبر مخزن لتجميع وبيع السيارات المسروقة.. ومديرية الأمن تضع خطة أمنية للسيطرة على الأ

فيتو

مازالت قرى المثلث الذهبى بمناطق الجعافرة وكوم السمن والقشيش بمحافظة القليوبية، تشكل خطرا على المواطنين رغم الضربات الأمنية المستمرة التى تلاحق تجار المخدرات وأوكار البطلجية وعصابات سرقة السيارات، حيث أصبحت هذه البؤر الإجرامية من أهم التحديات والملفات التى تواجه مدير الأمن الذى يتولى المحافظة نظرا لإيوائها أخطر المجرمين والعناصر الإجرامية فضلا عن طبيعة هذه المناطق الوعرة، والتى يقطنها أباطرة تجارة المخدرات والسلاح وسرقة السيارات فى أوكار يحرسها رجالهم بالسلاح الآلى الثقيل ويتخذون من دروبها طرقا للهروب من الملاحقات الأمنية.


«المثلث الذهبي»

وتعد قرى المثلث الذهبى علامة مسجلة في تجارة السلاح والمخدرات والسرقات بالإكراه، حيث إن أغلب قاطنى هذه القرى يعملون فى هذه التجارة المحرمة مرورا بالبصاصين و"النادورجية" بالإضافة إلى أصحاب الأموال المشاركة فى تمويل هذه العمليات وهذه الصفقات من السلاح والمخدرات ولذلك يعتبر أهالى قرى المثلث الذهبى مستفيدين من هذه التجارة المحرمة.

قال الحاج محمد هريدى، من أهالى شبين القناطر: «إن قرى المثلث الذهبى الثلاث يسيطر عليها تجار المخدرات والحشيش والبدرة والماكس التى تباع فى وضح النهار أمام الجميع وكذا يتعاطاها المدمنون على مرأى ومسمع الجميع، بالإضافة إلى خطف الفتيات والشباب وطلب فدية من الأهالى، ومن أشد المناطق خطورة إجرامية كفر حمزة بالخانكة وشبين القناطر ويسيطر عليها البلطجية وتجار السلاح والخارجون عن القانون».

وأضاف: «ما بين مزارع الموالح ذات الأشجار الكثيفة ومرتفعات الظهير الصحراوى ذى المساحات الشاسعة ووسط هذه التضاريس توجد العديد من عصابات سرقات السيارات على الحدود بين القاهرة والقليوبية والجيزة حيث تشكل هذه التضاريس سياجا محكما يؤمن بقاء هذه العصابات خاصة فى منطقة المثلث الذهبى «الجعافرة- كوم السمن- القشيش»، حيث تقع بؤر تجميع وتخزين السيارات المسروقة»..

«الجعافرة»

وأوضح أحد أبناء قرية الجعافرة رفض ذكر اسمه، خوفا من المجرمين، أن أغلب تجار المخدرات يستأجرون حدائق الجوافة مقابل 60 ألف جنيه لمدة ثلاثة أعوام علي الرغم من أن الفدان يعطي إنتاجا من الجوافة لمدة شهر أو شهرين في السنة فقط ولكن باقي شهور السنة يتم استغلال الأشجار في تجارة المخدرات خاصة أن الأشجار كثيفة ومرتفعة لا يستطيع رجال الشرطة تتبع التجار فيها.

«كوم السمن»

وأكد أحد أهالى قرية كوم السمن، أن قري المثلث شهدت العديد من الحملات تمكن خلالها التجار من قتل ضابطي شرطة عامي 2006 و2008 حيث تبادلت الشرطة إطلاق النيران بكثافة مع المجرمين وسقط بعض التجار قتلي وتم ضبط البعض الآخر مشيرا إلى أن بعض أفراد الشرطة السريين يخبرون التجار بالحملة لذا يجب ألا يعلم هؤلاء بمواعيد الحملات لضمان نجاحها خاصة أن التجار يختبئون داخل حدائق الجوافة التي تشتهر بها قري المثلث الذهبي.

«القشيش»

كما طالب أحد المزارعين من قرية القشيش بإصدار قرار بإزالة الأشجار من قري المثلث الذهبي للقضاء علي تجارة المخدرات كما تم بالنسبة لزراعات القصب في الصعيد والتي كان يتخذها الإرهابيون مأوي لهم في الماضي، مشيرا إلي أن قطاع الطرق يستخدمون أشجار الجوافة ليلا في التخفي وسرقة المارة تحت تهديد الأسلحة الآلية وسرقة متعلقاتهم وسياراتهم.

قرية العريضة

وفى طوخ نجد قرية العريضة أشهر المناطق الإجرامية فى قرى مركز طوخ، حيث يخرج منها معظم العناصر الإجرامية التى تعتدي على السائقين بين شبرا الخيمة وبنها.

ويقول محمود هندى، تاجر: إن قرية العريضة معقل لتجار السلاح والمخدرات ومأوى آمن لأرباب السوابق والمسجلين والهاربين من الأحكام بدائرة المحافظة حتى أصبحت تشكل مصدرا للرعب بين سكان المنطقة.

وأضاف أن عمليات الاتجار بالسلاح والمخدرات كانت تتم بشكل علنى فى القرية، الأمر الذى أصبح يمثل تحديا أمام أجهزة الأمن بتلك المنطقة بسبب صعوبة المواجهات المتوقعة من جانب أفراد هذه العصابات والعناصر الإجرامية المشهور عنها مقاومة السلطات التى تتخذ أوكارا عديدة وسط الزراعات علاوة على أن بعض هذه العناصر كانت تستأجر لارتكاب أعمال إجرامية لصالح أشخاص آخرين مقابل مبالغ مالية.

ميت الحوفيين

وفى بنها تعد منطقة ميت الحوفيين من أخطر المناطق الإجرامية التى ظهرت مؤخرا وأصبحت مأوى للمسجلين خطرا والتشكيلات العصابية التى تروع المواطنين خاصة وأنها على أطراف مدينة بنها ووسط منطقة زراعية واسعة... ثم منطقة أبو الغيط بالقناطر أحد أشهر معاقل تجارة المخدرات بالقليوبية بعد المثلث الذهبى وتتحكم العائلات والعلاقات الأسرية بين أهالى المنطقة حتى أصبحت معقلا لتجار المخدرات لتطرفها وكثرة الحدائق بها.

أما منطقة رمادة على طريق قليوب أيضا فتعد من أخطر البؤر الإجرامية وشهدت هذه المنطقة حوادث سرقة بالإكراه سواء لشخصيات عامة أو أفراد عاديين ووصل الأمر إلى "تثبيت" أكثر من 3 من رؤساء محاكم وسرقة سياراتهم.

وكان تقرير صادر من مصلحة الأمن العام كشف أن القليوبية تتصدر المركز الأول لتجميع وتخزين السيارات المسروقة، وتحتل المركز الرابع على مستوى الجمهورية من حيث عدد حوادث سرقة السيارات بعد القاهرة والجيزة والإسكندرية.

خطة أمنية

من جانبه، أكد العميد أسامة عايش، مفتش الأمن العام، أن المديرية تضع خطة أمنية شاملة للقضاء على البلطجة ومواجهة المناطق الملتهبة التى يحكمها البلطجية وذلك بالتعاون مع مصلحة الأمن العام بسبب خطورة العناصر الإجرامية التى تمتلك كمية كبيرة من السلاح الآلى ولولا ذلك لحدثت مواجهات دامية فضلا عن استخدام الكثير من العناصر الإجرامية لهذه لمنطقة كمأوى لها.

وأضاف: «نراعى دائما عدم سقوط ضحايا أبرياء من الأهالى خلال المواجهات عن طريق السرية والمفاجأة وإحكام الهجوم على العناصر الإجرامية المستهدفة، ولذلك نناشد المواطنين التعاون مع أجهزة الأمن والإدلاء بأى معلومات حول البؤر الإجرامية»..

وأوضح أن المديرية شنت عدة حملات مؤخرا على الخانكة والخصوص وأبو زعبل وشبين القناطر، حيث تم ضبط أكثر من 200 مسجل شقى خطر يفرضون سيطرتهم ويشكلون عصابات للسرقة بالإكراه... مشيرا إلى أن أفراد جهاز الشرطة يضحون بأرواحهم من أجل الحفاظ على أرض الوطن.
الجريدة الرسمية