رئيس التحرير
عصام كامل

عن تفتيت الأرض الزراعية وقصة أهل الثقة والخبرة!


الخطأ الأكبر والقاتل والمشترك الذي يقع فيه كل من يهاجم أو يعادي أو ينتقد ثورة يوليو وقائدها هو تقييمها وانتقادها بظروف وأحداث وأرقام اليوم..وليس تقييمها عند حسابها الختامي يوم رحيل زعيمها الخالد وهو المعيار العادل والصحيح..فمثلا، وباستثناء الإخوان لأنهم أصلا خارج حسابات أي شيء وخصوصا فيما يتعلق بالفهم والوعي والحق وهم سيهاجمون المقال ككل يوم، تجد كثيرين يتحدثون عن تدهور التعليم وينسبونه في استسهال عبيط لمجانية التعليم ويتناسون تماما ما جرى من عشوائية التخطيط طوال أربعين عاما كاملة ويتناسون أيضا قوة التعليم وقتها والرموز التي تخرجت في مدارس مصر ومعادلة الجامعات المصرية مع أغلب جامعات العالم فضلا عن قيمة الخريج وقتها.. وهكذا يفعلون مع أغلب القضايا الأخرى!


من هذه المسائل مسألة الأرض الزراعية..والاتهامات التي توجه لقوانين الإصلاح الزراعي وأهمها تفتيت الملكية الزراعية مما أثر على الإنتاج !

أصحاب الاتهام الأخير ـ ويردده البعض بغير فهم ولا وعي ـ يتناسون أيضا أن صاحب قوانين الإصلاح الزراعي عند ربه منذ خمسة وأربعين عاما..رحل وقد ترك حلا لتفتيت الملكية وهي الجمعيات التعاونية الزراعية وبنوك القرية المنتشرة في كل مكان وترك دورا كبيرا للدولة في توفير مستلزمات الزراعة كاملة.. بعد سنوات أهملت الجمعيات وتحول بنك القرية إلى الائتمان الزراعي قضيته الأساسية إقراض الفلاحين ثم حبسهم وتخلت الدولة عن دورها في كل شيء وليس المستلزمات الزراعية وحدها !

أما عن الاتهام الأزلي غير الحقيقي بل نعتبره اتهاما مضحكا هو اعتماد عبد الناصر على أهل الثقة وليس أهل الخبرة.. يريدون الإيحاء أن فترة حكمه كان مهتزا مرعوبا من خصومه على خلاف أي حقيقة وقتها..وبخلاف من تم الاعتماد عليهم من رجال الثورة وأنجزوا إنجازات تاريخية حتى لتجد اسم ثروت عكاشة باعتباره أبا الثقافة المصرية.. ومحمد عبد القادر حاتم باعتباره أبا الإعلام المصري وإبراهيم البغدادي هو من أنجز كورنيش القاهرة ومجدي حسنين من أنجز مديرية التحرير بمئات الآلاف من الفدادين..

إلا أننا نجد الأغلبية كانت من خبراء مدنيين تكنوقراط من خارج دوائر الجيش وهي أسماء كبيرة جدا منهم مثلا الدكتور النبوي المهندس في وزارة الصحة والدكاترة رمزي استينو في التموين والدكتور على الجريتلي ومحمد عبد المنعم القيسوني والدكتور حسن عباس زكي في الاقتصاد ومحمد حلمي مراد في التعليم ومحمد صلاح الدين ومحمود فوزي ومراد غالب في الخارجية والدكتور عزيز صدقي في الصناعة والمهندس صدقي سليمان لوزارة السد العالي والدكتور عبد العزيز كامل وأحمد حسن الباقوري للأوقاف وعبد العزيز حجازي للمالية والمهندس سيد مرعي للزراعه و"حكمت أبو زيد"، كأول وزيرة، وضياء الدين داوود للشئون الاجتماعية وغيرها وغيرها من قائمة طويلة يمكن وضعها في عين أي مكابر لم يزل تابعا ذليلا لإعلام الإخوان !!
وإلى الغد..
الجريدة الرسمية