رئيس التحرير
عصام كامل

«داعش» قبلة «الموساد» الجديدة لتنفيذ المخطط الصهيوني في الشرق الأوسط.. الجهاز يجند «الدواعش» بعد فشل «القاعدة» في تحقيق أهدافه.. «الفضلي وبلمختار» أبر

تنظيم داعش - صورة
تنظيم داعش - صورة أرشيفية

لم يكن من قبيل الصدفة أن يظهر تنظيم "داعش" الإرهابي مع تراجع نفوذ تنظيم القاعدة في المنطقة، وكما هو معلوم فإن القاعدة كانت في الأساس صناعة أمريكية، إلا أنها لم تلبِّ رغبة الولايات المتحدة وتحقيق مخططاتها في المنطقة؛ لذا كان لابد من البحث عن بديل.


دور الموساد
وكما خرجت القاعدة من رحم الولايات المتحدة، فأيضًا البديل "الداعشي" كان كذلك، ولا ينبغي إغفال دور الموساد الصهيوني في تشكيل وتوسيع نفوذه في المنطقة.

لمَّا أخفقت القاعدة في تحقيق الآمال الصهيوأمريكية، كان لزامًا تصفية قاداتها وتمهيد الطريق لتنظيم مثل "داعش" فهو أكثر وحشية وتطرفًا وأكثر تنظيمًا على مدى التاريخ، فأهان الإسلام وحرَّف رسالته السامية التي لا يشوبها شائبة، وهذا هدف رئيسي بالنسبة للأمريكان والصهاينة لإلصاق تهم الاحتلال والنهب والقتل بالإسلام.

تمدد داعش
كما لعب جهاز الموساد الإسرائيلي، دوره في تهيئة المنطقة لتمدد "داعش"، وساعد الجانب الأمريكي، في تصفية قادة القاعدة، والأخير حاليًا أصبح لا يساوي الكثير في سوق الإرهاب مقارنةً بـ"الدواعش" الذين أظهروا وحشية لم يسبق لها مثيل.

"البغدادي" عميل الموساد
وكان تقرير أمريكي قد أكد أن أمير داعش، أو خليفة ما يُسمَّى بـ«تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق» "أبو بكر البغدادي"، ليس إلا عميلاً للموساد الإسرائيلي يُسمَّى "سايمون إليوت" أو "إليوت شيمون"، تم تدريبه ليرأس تنظيم داعش بهدف نشر الفوضى في الدول العربية المجاورة لإسرائيل.

وأكد التقرير، الذي نشره الموقع، أن "أبو بكر البغدادي" وُلِد لأبوين يهوديين والتقطته أجهزة المخابرات الإسرائيلية، ليحصل على تدريب عالٍ على التجسس، ومن ثمَّ تم زرعه في إحدى البلاد العربية ليقيم تنظيم "داعش"، الذي ينشر الفوضى في العالم العربي ويهدم الدول؛ لفرض سيطرة إسرائيل على منطقة الشرق الأوسط.

برامج التجسس
واستدل الموقع، بتصريحات أدلى بها "إدوارد سنودن" الأمريكي، الذي سرب تفاصيل برامج التجسس لوكالة الأمن القومي الأمريكية، حيث قال "سنودن": "إن تنظيم داعش ليس إلا نتاج خطة أمريكية وإسرائيلية وبريطانية، تهدف إلى جمع أغلبية مجاهدي العالم المتطرفين داخل تنظيم واحد؛ لنشر الفوضى في الشرق الأوسط وهدم الدول، ما يعطي إسرائيل والعالم الغربي فرصة أكبر للسيطرة على ثروات تلك المنطقة".

تصفية القيادات
ورأت أمريكا، أن القاعدة رغم أنها صناعة أمريكية لم تحقق الأهداف المرجوة لـ"ماما أمريكا" في المنطقة فبدأت خطة تصفية قادة التنظيم، بعد أن بحثت عن البديل الذي لم يكن يتمكن من الظهور لولا أيادي الموساد الخفية التي تعبث في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأثره.

العدو البعيد
ويُشَار إلى أن تنظيم "القاعدة"، والذي ركز في حربه ضد "العدو البعيد" الولايات المتحدة وحلفائها، ينضم إليه عدة مجموعات، كتنظيم "القاعدة في شمال المغرب" وتنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، وحركة الشباب الصومالية التي أعلنت ولاءها لقائد تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري.

بينما "داعش" يضم مجموعة "أنصار بيت المقدس" في شبه جزيرة سيناء، ومجموعة "جند الخليفة" في الجزائر، حيث يهاجم مباشرةً جميع الدول في محيطه، ولا يقوم بأية هجمات ضد إسرائيل أو الولايات المتحدة.

الاستعانة بالجهلة
وجمع "الموساد" و"السى آي إيه" أهل الجهل والعمالة والقتل، وطلبوا منهم القضاء على جميع معالم الإسلام وتشويه معالمه التاريخية باسم الإسلام كما يفعل الدواعش في العراق وسوريا؛ لمحاولة العبث في دول عربية أخرى باسم الدين.

ولا شك في أن مسح الهوية العربية هو غاية إسرائيلية وأمريكية أيضًا، فلم يجد الجانبان ما هو أسهل من تدمير بلادنا بأيادينا ليقولوا أن هذا هو الإسلام، وبعد أن نجح "داعش" في أن يحقق ما ينجح فيه القاعدة، قررت واشنطن بتعاون موسادي، القضاء على قيادات تنظيم القاعدة.

ضربة أمريكية
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قد أعلنت أن العضو البارز في تنظيم القاعدة والقيادي في جماعة خراسان محسن الفضلي، قد قُتِل في ضربة جوية أمريكية في سوريا، بينما كان يتنقل في سيارة قرب بلدة سرمدا.

وقال المتحدث باسم البنتاجون، جيف ديفيس، في بيان له: "إن الفضلي كان داعمًا بارزًا للقاعدة، وكان ضمن المجموعة الصغيرة الموثوق بها من زعماء القاعدة الذين تلقوا إخطارًا مسبقًا بهجمات 11 سبتمبر عام 2001".

ولم يكن "الفضلي" الوحيد الذي يتم تصفيته ضمن قيادات القاعدة على يد أمريكا، حيث تمكنت الأخيرة أيضًا من تصفية القيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، مختار بلمختار، الملقب بالأعور، والمُكنَّى بـ«أبو العباس»، في غارة أمركية شرقي ليبيا.

ضربة موجعة
الأمر ذاته جرى مع الوحيشي حيث تلقى تنظيم «القاعدة»، ضربة موجعة في اليمن، بمقتل أمير التنظيم في جزيرة العرب، ناصر الوحيشي، المعروف بـ«أبي بصير»، في غارة أمريكية، استهدفته في مدينة المكلا، عاصمة حضر موت، شرق اليمن.

تعاون استخباراتي
كما استهدفت واشنطن بتعاون استخباراتي إسرائيلي، عدة مقرات وتمركزات لجبهة النصرة في ريف إدلب الشمالي الغربي، ما أدى لمصرع ما لا يقل عن 7 عناصر من النصرة بينهم قيادي، كما تعرض قيادي في جبهة النصرة من جنسية سعودية لمحاولة اغتيال باستهداف سيارته في جبل الزاوية بريف إدلب في الـ18 من شهر يوليو الجاري.

وقُتِلَ آخر من جبهة النصرة من الجنسية السورية إثر اغتياله من قِبَل مسلحين مجهولين في الـ16 من الشهر الحالي، في حين استهدفت طائرة بدون طيار عناصر من جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) قرب الفوج 46 بمحيط بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي، ما أدى لمصرع 3 من جبهة النصرة بينهم القياديان "أبو حمزة الفرنسي، وأبو قتادة التونسي" ومعلومات عن مصرع 3 آخرين في الضربات ذاتها.

كما أن 31 على الأقل من عناصر جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، وفصائل إسلامية متحالفة معها، بينهم 5 قياديون من جنسيات سورية وعربية، لقوا مصرعهم، إثر تفجير استهدفهم في الثالث من شهر يوليو الجاري، بمسجد سالم بمدينة أريحا، الواقعة في الريف الجنوبي لمدينة إدلب، إضافةً لسلسلة عمليات ومحاولات اغتيال أخرى استهدفت قيادات في جبهة النصرة بمناطق مختلفة من إدلب وريف حلب الغربي.

الخلاف بين التنظيمين
وكانت بداية عبر تفجر الخلاف بين التنظيمين في أبريل 2013، حين أعلن "داعش" تحوله إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام، وضم جبهة النصرة في سوريا، وهو ما رفضته الجبهة وأميرها محمد الجولاني، وأيدها زعيم القاعدة أيمن الظواهري، ليبدأ صراع عنيف بين الجانبين.

قطيعة حادة
حينها بدأ تبادل الاتهامات بين زعيم "داعش" «أبو بكر البغدادي»، ونظيره في القاعدة أيمن الظواهري، ليتحول إلى قطيعة حادة بين الطرفين، وبروز خلافاتهما في مناطق الصراع بالمنطقة العربية.

خلاف مستمر
الخلاف بينهما يتجاوز الخلاف مع "جبهة النصرة" السورية إلى اختلاف في النهج الفكري حول أولويات الجهاد وتحديد ماهية العدو، فالقاعدة توصلت إلى أولوية قتال العدو البعيد مثل الولايات المتحدة وحلفائها من الأنظمة وإسرائيل، في حين تصر الدولة على أولوية قتال العدو القريب، وهو الأنظمة الحاكمة منذ أيام الزرقاوي، كما تتوسع الدولة في العمليات التي تستهدف العزل، وخصوصًا الشيعة.

مخطط التمدد
وفي العديد من أنحاء العالم تأثرت السلفية الجهادية _وهي الإطار الأوسع والفضاء الواسع للتجنيد لتنظيمات القاعدة_ من هذا الانشطار عن القاعدة، فأخذت تتمدد داخل دول النزاعات، على غرار الانشقاقات الكبيرة التي حصلت في جبهة النصرة التابعة للقاعدة في سوريا، وانضمام أعضاء كثيرة منها إلى "داعش".
الجريدة الرسمية