رئيس التحرير
عصام كامل

جدل بين السياسيين بعد دعوة هيكل بالتقارب مع إيران.. «نافعة»: رفع مستوى العلاقات لا يعني التقليل من خطورة إيران.. «اللاوندي»: المصالح تفرض نفسها.. و«بدر الدين»: مصر لا تعا

الكاتب الصحفي محمد
الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل

أطلق الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، عدة تصريحات صحفية خلال حواره في جريدة "السفير" اللبنانية، تحدث خلاله عن العديد من القضايا الشائكة، لعل أبرزها كان اقتراحه بالتقارب بين مصر وإيران، مؤكدًا أن هناك محاولات ولكنها تفشل.


تاريخ العلاقات المصرية الإيرانية
وتعود العلاقات بين مصر وإيران إلى القرن التاسع عشر، عندما وقعت اتفاقية "أرضروم" بين الدولة القاجارية الإيرانية والدولة العثمانية، وجاء فيها أن الدولة الإيرانية تستطيع تأسيس قنصليات لها في الولايات العثمانية، فتم افتتاح قنصلية لرعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، وكان أول سفير إيرانى في مصر عام 1928، وجاء تطور آخر في العلاقات، بعد زواج الأميرة فوزية، شقيقة الملك فاروق الأول، من الشاه الإيرانى محمد رضا فهلوى.

رفع مستوى العلاقات
وعن اقتراح هيكل، وهل الأفضل لمصر التقارب مع الإيران، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن العلاقات بين مصر وإيران لا تزال غير معقولة بعد 40 عاما من الثورة الإسلامية، لافتًا إلى أن الوضع الحالي يضر بمصالح البلدين.

وأضاف "نافعة"، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن رفع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران إلى مستوى السفراء لا يعنى أن مصر تقلل من خطورة إيران التوسعية في المنطقة، أو أنها تتهاون في الدفاع عن أمن الخليج، بل تعنى أن مصر حريصة على الإبقاء على اتصالاتها المفتوحة مع كل الأطراف في المنطقة، وأنها تفضل سياسة الحوار دائما على سياسة المواجهة.

وتابع "نافعة": "على مصر الدخول في حوار جماعي مع كل من إيران وتركيا، لإجهاض المحاولات الرامية إلى إشعال حروب طائفية في المنطقة، من خلال التصدى لمشروع إيران النووى... إننا يجب ألا ننسى دائما أن إسرائيل كانت ولا تزال الخطر الأكبر على أمن كل الشعوب في المنطقة".

المصالح تفرض نفسها
من جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندى، أستاذ العلاقات الدولية، أن المصالح تفرض على الدول التقارب أو التباعد، لافتا أنه لا توجد خلافات جوهرية بين مصر وإيران، والغرب قام بحل خلافاته مع إيران من خلال المفاوضات الأخيرة، بعد تعثرها منذ 12 عاما.

وأشار اللاوندى إلى أن الغرب يريد الوقيعة بين مصر وإيران من خلال المذهب الشيعى، المنتشر هناك واختلافه مع المذهب السنى في مصر، لافتا إلى أنه لو وجدت أي خلافات جوهرية بين البلدين لا بد من التحاور، طالما أن إيران تقبل بالتحاور.

وأوضح أن الولايات المتحدة عندما توصلت للصلح مع إيران، أرسلت في اليوم الثاني وزير الدفاع الأمريكي إلى الشرق الأوسط، للوقيعة بين إيران والعرب، لافتا إلى أن مصر والدول العربية لا بد أن تكون دائما يقظة، من تلك المحاولات.

سياسات عدائية
وأكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر لا تعادى أي دولة، لكن سياسة إيران العدائية هي التي جعلت العلاقات تتوقف، مشيرا إلى أن مصر وإيران مؤثرتان في المنطقة، وأنه من الافضل التقارب بين هذه الدول المحورية لكن التقارب يكون بمبادئ.

وأضاف أن إجراء التقارب بين مصر وإيران يرتبط بتوقف إيران عن التدخل في الشأن الداخلى المصرى، لأن إيران إذا استمرت في ذلك، لن يكون هناك تصالح، وأن مصر لا تأخذ موقفا عدائيا من أي دولة بل يكون رد فعل تجاه هذه الدولة.
الجريدة الرسمية