جدل المحللين السياسيين حول تفجير «سروج» الإرهابي.. الصحف التركية تتهم «الأسد» بمعاقبة «أنقرة» على دعم الأكراد.. خطة «أردوغان» للتدخل العسكري في دمشق «السبب
وكانت العديد من الصحف التركية تحدثت، الشهر الماضي، عن تدخل عسكري تركي مرتقب في شمال سوريا، على ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها المناطق الحدودية، لا سيما مع سيطرة قوات وحدات "حماية الشعب" الكردية على مدينة تل أبيض، بالإضافة إلى تواجد تنظيم "داعش" في قرى بريف حلب قريبة من الحدود.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "يني شفق" التركية، يوم 29 يونيو الماضى، أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان اتفق على التدخل العسكري في سوريا مع رئيس الوزراء "أحمد داوود أوغلو"، مضيفةً أن رئاسة الأركان التركية تجهز للعملية بـ 18 ألف جندي.
ورجح المحللون، أن النظام السوري يعاقب تركيا لدعمها الأكراد والتركمان في المناطق الحدودية، فضلًا عن التدخل التركي المحدود لحماية الشريط الحدودي.
فتاة انتحارية
وأثبتت تقارير أولية أن فتاة انتحارية، تنتمي لتنظيم "داعش" الإرهابي نفذت الهجوم، حيث كان 300 من ممثلي جمعيات الشباب موجودين في المركز وقت الانفجار في مدينة "سروج" التي تؤوي مئات اللاجئين السوريين الذين فروا من القتال في المدينة الحدودية "كوباني"، خلال الأشهر القليلة الماضية.
داعش
وقال الكاتب البريطاني "توم كوجلان"، في مقال بصحيفة التايمز البريطانية، إن "داعش" هو المسئول عن تفجير "سروج" انتقامًا لانتكاسته في بعض المدن السورية على يد قوات وحدات الشعب الكردي.
ودعمت هذا الرأي معلومات التقارير التركية التي أفادت، بأن أكثر من 300 من الشباب اليساريين من المؤيدين لحزب الشعب الكردي كانوا في اجتماع بالمركز الثقافي الذي وقع فيه الانفجار، بهدف التنسيق لدخول "كوباني" للمساهمة في إعمارها بعد طرد "داعش" منها، وعند إلقاء البيان نهاية الاجتماع وقع الانفجار.
ومن جانبه، قال وزير الداخلية التركي "صباح الدين أوزتورك": "سنكشف عن أي معلومات جديدة تصلنا، ونعتقد أنه تفجير انتحاري؛ إلا أنه لم يتم التعرف على الفاعل حتى الآن، ولكننا سنحدد هويته في أقرب وقت، والمرتبطين معه وسنكشفها للرأي العام".
وكلّف المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين التركي، نائبين عامين من ولاية "شانلي أورفة" لمساعدة نظرائهم في "سروج" بهدف إجراء التحقيقات بشكل فعّال أكثر، والتثبت من هويات القتلى جراء التفجير.
إدانة أردوغان
وأدان "أردوغان"، التفجير الإرهابي قائلًا: “إن مصرع عدد من مواطنينا وإصابة عدد كبير آخر أغرقنا بالحزن، وباسمي وباسم الشعب التركي أدين وألعن مرتكبي هذا العمل الوحشي".
وقال رئيس الوزراء التركى "أوغلو" في مؤتمر صحفي: "فقدنا 30 من مواطنينا في تفجير سروج، فيما أصيب 104 آخرين بجروح، نُقل منهم 74 جريحًا إلى المستشفيات، منهم 10 أشخاص يخضعون لعمليات جراحية، و9 يرقدون في العناية المرَكَّزة"، وأضاف: "إننا في لحظة تتطلب من الجميع أن يكونوا جنبًا إلى جنب في مواجهة هذا العمل الإرهابي؛ لأن مجريات تحقيقاتنا تشير بشكل كبير إلى ضلوع "داعش" بالتفجير".