جرجى زيدان يكتب: العدل الاجتماعى

تحت عنوان "تبعات الاستقلال" كتب جورجى زيدان الصحفى اللبنانى مؤسس مجلة الهلال، مقالا في ذات المجلة عام 1936 ينتقد فيه الأوضاع الاجتماعية بعد معاهدة 1936 يقول فيه:

إن مشاكلنا الاجتماعية كثيرة لاتحصى، ونحن حتى اليوم لم نبذل لحلها العناية الكافية.. فما زلنا متأخرين في تحقيق العدل الاجتماعى.

فمشكلة العلاج مثلا تكاد تكون فاضحة وهى تتطلب علاجا معجلا وإلا تعقدت واستفحلت، والتكفنا الإشارة إلى الفلاح الروسى الذي كان قبل الثورة الشيوعية أشبه الناس بالفلاح المصرى.

ومشكلة المرأة تصدمنا في كل يوم، بل في كل ساعة، فقد طغت علينا نزعات هذا الزمان، وكنا ننقاد لها من دون وعى، بل كدنا نقطع صلتنا بماضينا.. وهل تستقيم حال لاترتكز على أساس من الماضى عندنا ؟

ومشكلة التربية هي مشكلة المشاكل لأنها مرجع كل تقدم، وكل فلاح، فلاشك أن مدارسنا مازالت مقصرة في أداء مهمتها، ولا شك أننا نسير مبطئين في هذا السبيل، فأساليبنا لاتتفق ومقتضيات هذا الزمان.

بل أن الناشئة التي تخرجها مدارسنا قل أن تصلح لكفاح الحياة الحاضرة، على أننا لواستطعنا توحيد روح التعليم في جميع أدواره وتوجيهه وفق خطة مرسومة أمكننا خلال عقدين أو عدة عقود أن ننشئ أمة جديدة قوية الجسم متينة الخلق.