رئيس التحرير
عصام كامل

«هيكل»: إيران لن تعيد تجربة «السادات ومبارك» مع أمريكا

الكاتب الصحفي الكبير
الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل

أكد الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، أن أمريكا لن تقبل بوجود دولة قوية مثل إيران في المنطقة، مشيرًا إلى أن إيران وتركيا تشكلان قاعدة المواجهة الأمريكية الأمامية مع روسيا، بصرف النظر عما إذا كان في روسيا قيصر أو زعيم شيوعي.


وقال هيكل في حوار له مع جريدة «السفير» اللبنانية، إن روسيا تشكل خطرًا حقيقيًا على أوربا منذ قديم الأزل، ويتحسب الأمريكيون من روسيا بحد ذاتها وليس من النظام الشيوعي فيها».

وأضاف «هزيمة أمريكا في إيران ستكون مدوّية، كما كان لوقع سقوط الشاه والعائلة البهلوية، ثم أن فشل أمريكا حتى الآن في تطويع الثورة الإيرانية أو استبدالها بنظام آخر يضعها أمام نزاع خطر قد يدخل في مرحلة يقلم فيها الطرفان أظافر بعضهما البعض، ويصعب على أمريكا أن تقبل بنظام قوي في إيران».

وتابع «هيكل»: «الاتفاق سيجعل إيران أقل شعورًا بالعزلة، لأن الغرب قد نجح ولو بالفوضي، في أن يجعل العراق بؤرة عزل لإيران، وسوريا كانت تشكل نقطة ارتكاز لها في المنطقة.. أما اليوم فإيران وحدها في الإقليم وليس لديها حلفاء طبيعيون لما تمثله الآن، ولا حتى تركيا».

وتوقف «هيكل» أمام الحركات والتنظيمات الداعمة لإيران، قائلًا «أما الحركات والتنظيمات التي تعتمد عليها فكلها ضعيفة، حيث يشكل «حزب الله» قوة كبيرة في لبنان، ولكن لبنان كله له حدود في التأثير، فكيف إذا كانت سوريا مدمرة بهذه الطريقة التي هي عليها اليوم، وإذا كان العراق يعيش أو يموت بالطريقة التي نشهدها، نحن أمام مأزق حقيقي، فلا تحمل الناس أكثر مما تطيق، صحيح أن لدى السيد حسن نصر الله إشعاعًا معينًا في لبنان وخارجه، لكن لا تحمّله أكثر مما يطيق، فليست لديه القدرة على التحرك والحركة خارج حدود لبنان، صحيح أن لديه سمعة جيدة، ولكن السمعة لا تشكل بحد ذاتها قوى تقاتل على الأرض».

وأضاف «قتال حزب الله في سوريا هو للدفاع عن نفسه، وليس في معركة إثبات نفوذ، إذن فهو بحالة دفاع عن النفس في سوريا لأنه مستهدف، فمن يريد أن يضرب إيران اليوم يحاول أن يقص أجنحتها في أي مكان لديها فيه نفوذ، وقتال حزب الله هو من أجل بقائه ودفاعًا عن نفسه وعما يمثله في لبنان، وهذا ما يؤكد مشروعيته في أنه يقاوم، وليس في أنه جزء من مشروع إيراني».

واختتم « لقد فتحت كل الملفات بين أمريكا وإيران، وقد لامسوا المواضيع من دون أن يجدوا لها الحل، فكل من لديه مصالح متشابكة يدخل إلى المفاوضات وقد وضع أجندة بالمواضيع المطروحة، وهي تتضمن تلك التي لها أولوية في هذه اللحظة.. رأينا العقوبات والحصار في مصر خلال عهد عبد الناصر، وكذلك واجهت كوبا هذا المصير، وإيران تتعرض الآن لما تعرضت له كل حركة تمرد في وجه الهيمنة الأمريكية.. ذلك حصل لعبد الناصر وحصل لكاسترو وللصين وآخرين كثيرين، وإيران تعلمت من تجربة الآخرين ودرست تلك التجارب جيدًا، ولن يعيد أحد تجربة ما قام به السادات في مصر فينقلب على ذاته، ونتيجة تجربة السادات وحسني مبارك واضحة أمام الجميع».
الجريدة الرسمية