رئيس التحرير
عصام كامل

حسن حنفى..حامى الإسلام الماركسى 2


يرى حسن حنفى أن من أسباب فشل تغيير الواقع بالقديم ـ أى القرآن- هو الاهتمام بتحريم المحرمات وفى ذلك يقول: البداية بالمحرمات، والتشديد فى العقوبات، وإصدار قوائم للممنوعات، وجعل السلوك الإنسانى تحقيقًا للنواهى دون ذكر للمباحات التى يمكن أن يتصل من خلالها بالطبيعة، وجعل العالم مواطن للشبهات لا يجوز للإنسان أن يحوم حولها خشية التردى فيها، هذا كله يمنع الثقة بين الإنسان والعالم، ويضع فى الإنسان الخوف بدل الشجاعة، والإحجام بدل الإقدام، ويجعل الإنسان متشككا فى سلوكه، متهما لنفسه، نادمًا على ما فعل. ما يرسخ فى نفسه الإحساس بالذنب الناتج عن الاقتراب من التابو. أو مجرد التفكير فيه، والوعى السياسى يتطلب القضاء على كل هذه المحرمات التى تخضع لتحليل العقل ولوصف الواقع، ما يعيد الثقة للإنسان بينه وبين العالم.


وهذه دعوة صريحة لرفض حكم الله والطعن فى آيات الله وقرآنه.. فالبداية بالمحرمات - حسب حنفى- هى سبب فشل تغيير الواقع بالقرآن! فحسن حنفى يقصد بقوله:" البداية بالمحرمات" قول الله تعالى: «حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق».

يتمادى حنفى فى جرأته على النص القرآنى قائلا: البداية بقوانين العقاب أو تطبيق الحدود، ويقصد حنفى بقوله" التشديد بالعقاب" قوله تعالى «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم».

وقوله تعالى: «الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة فى دين الله» وقوله تعالى: «والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم».. فهذه الآيات البينات الكريمات لا تعجب حنفي، بل هى - فى نظره - سبب فشل تغيير الواقع عن طريق القديم. أى عن طريق النص القرآنى بمعنى أن الشريعة الإسلامية فى نظره لا تصلح للواقع .,ونكمل غدا.

من كتابى "ضد الإسلام"..الطبعة الثانية.

الجريدة الرسمية