رئيس التحرير
عصام كامل

أين السيسي من ملعب مباراة الأهلي والزمالك؟!


مباراة كرة قدم تكشف كل أمراض الكرة المصرية وفساد القائمين عليها سواء بالاتحاد أو الأندية، بل تجاوز ذلك ضعف الدولة المتمثلة في وزير الشباب والرياضة أو رئيس الوزارة أيضًا.


قصة المباراة أنها مؤجلة بين الأهلي والزمالك، ومعروف موعدها من شهرين وأكثر من اتحاد اللعبة، وأخبر به الناديان المتباريان، المباراة في حد ذاتها تضاءلت قيمتها مع حسم الزمالك لبطولة الدوري، ويحتاج نقطة من تسع نقاط لا تزال أمامه، والأمر الآخر المناخ العام للبلد وغياب الجماهير وانصراف البعض منهم عن المتابعة، كل هذا جعل الأمر – المفترض – أسهل مليون مرة عما ذي قبل، ولكن هيهات أن تمر المباراة بهذه البساطة، فالأمر في مصر أم الدنيا وبلد العجائب، قبل المباراة بـ48 ساعة، لا يزال الملعب مجهولا ولم يتم الاتفاق عليه، بل رفض الأهلي السفر للجونة، وأعلن انسحابه في حالة إقامة المباراة في الجونة، والانسحاب يعني هبوط الأهلي للدرجة الثانية وهذا مستحيل، واتحاد الكرة رد على بيان الأهلي بأن المباراة ستقام في الجونة والأهلي سيخسر 2 - صفر وسيتم تغريمه مليون جنيه.

ولأننا نشاهد فيلما هزليا، يخرج وزير الشباب والرياضة ليصرح بأنه منذ ثلاثة أيام يحاول إقناع محمود طاهر باللعب في الجونة بلا جدوى، وطاهر يرفض، أي كان "يحايله"!!

ويخرج محمود طاهر معلنا التحدي، وأنه على اتصال بأعلى سلطة في البلد، ويقول: لن نلعب في الجونة تحت أي ظرف، وأبلغنا المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بذلك!

الإعلام واتحاد الكرة والأندية ووزير الشباب والرياضة والسيد رئيس الوزارة وطبعا الجماهير المسكينة، حائرون فيما يسمعون من تصريحات هنا أو هناك، هذا كله من أجل ماذا؟.. مباراة كرة قدم تقريبا لا قيمة لها؟.. هذا كله من أجل ماذا وأبناؤنا يستشهدون في سيناء؟

وأثناء ذلك كادت تحدث كارثة في النادي الأهلي، فقد سمحت إدارة النادي للجماهير بحضور التدريب، ونزل الجمهور الملعب بعد تزايده وخرج اللاعبون من الملعب ثم عادوا للتدريب 10 دقائق فقط، ويذهب مدير أمن القاهرة القادم من أيام لضبط أمن المحافظة ومواجهة الإرهاب، انشغل هو الآخر بإخراج الجماهير من النادي الأهلي قبل ما تقع كارثة، خاصة أن المدرجات في حالة يرثى لها، وينجح في ذلك، وتغلق الشوارع أثناء خروج جماهير الأهلي خاصة كوبري قصر النيل!

الأمر لم ينتهِ، محمود طاهر يصرح بأن الرياضة الآن عشوائية وتؤخذ بالبلطجة والصوت العالي!!.. يقصد طبعًا مرتضى منصور، الذي لم يترك الأمر عاديا ليرد عليه بأسلوبه الحاد ويهدده بقضية رعاية جماعة إرهابية ويقصد الألتراس الأهلاوي، الذي استغل الأمر، وأعلن الألتراس أنه سيحضر مباراة الأهلي الأفريقية القادمة!

وأيضًا يخرج إسماعيل يوسف، ليعلن أن الزمالك مستعد لملاقاة الأهلي في مختار التتش، ويرد فتحي مبروك مطالبا لاعبيه بضروة العكننة على الزمالك، وحرمانه من الفرحة بالدوري حتى لو "هتموتوا أنفسكم في الملعب"!

ويقرر إبراهيم محلب إقامة المباراة في برج العرب، والحمد لله ليس السيسي هو الذي اتخذ القرار، وأتمنى ألا يكون قد استشاره.

وبعد.. هذه حالة الرياضة المصرية وليس كرة القدم فقط، وزير لا حول ولا قوة، اتحاد ضعيف ولا يقوى لإقامة مباراة في مناخ رياضي، رؤساء الأندية التي مفترض أنهم قدوة لا يصلحون أن يكونوا مجرد مشجعين، حتى مدرب في عمر وخبرة فتحي مبروك افتقد الروح الرياضية، وإسماعيل يوسف يزايد هو الآخر، وبالتالي لا تلوموا الجماهير، فما تراه أمرا محزنا وبعيدا كل البعد عن الرياضة، الرياضة ليست فوزا، ولكنها قبل الفوز متعة وأخلاق وقيم جميلة نزرعها في المجتمع!!
الجريدة الرسمية