رئيس التحرير
عصام كامل

إيران وإسرائيل عداء وهمي تحكمه العلاقات السرية.. 30 مليار دولار استثمارات إسرائيلية بالدولة الفارسية.. تجارب نووية بين البلدين.. كاتب أمريكي يفضح علاقة التحالف الثلاثي الغادر.. 200 معبد يهودي في إيران

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

شعارات معادية، وتهديدات بدك إسرائيل، ومحوها من على الخريطة وإلقائها في البحر، هذا ما كانت ترفعه إيران في وجه دولة الاحتلال، لكن الواقع الاقتصادي والتجاري بين البلدين يظهر ما لا تظهره الشعارات والتهديدات من تعاون وثيق، ليس له مثيل بين البلدين.


دعم الثورة الإيرانية
وهذا أمر طبيعي أن يكون هناك تعاون قوي بين نظام الخميني، وبين تل أبيب كون الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الخميني عام 1979، تمت بدعم مباشر من المخابرات الإسرائيلية، وكانت الغاية منها زرع دولة شيعية في المنطقة ذات الأغلبية السنية؛ لإثارة النعرات والنزاعات الطائفية في المنطقة.

التحالف الغادر

ويشير الكاتب الأمريكي "تريتا بارسي" في كتابه "التحالف الغادر - التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران والولايات المتحدة" إلى أن العلاقة بين المثلث الإسرائيلي- الإيراني – الأمريكي، تقوم على المصالح والتنافس الإقليمي والجيو-إستراتيجي، وليس على الأيديولوجيا والخطابات والشعارات التعبوية الحماسية.

عكس التصرفات
ويكشف الكتاب عن الكثير من التعاملات الإيرانية – الإسرائيلية السرية التي تجري خلف الكواليس، كما يؤكد الكتاب في سياقه التحليلي إلى أن أحدًا من الطرفين (إسرائيل وإيران) لم يستخدم أو يطبق خطاباته النارية، فالخطابات في واد والتصرفات في واد آخر معاكس.

ويقول بارسي إن إيران الثيوقراطية ليست "خصما لا عقلانيا" للولايات المتحدة وإسرائيل، كما كان الحال بالنسبة للعراق بقيادة صدام وأفغانستان بقيادة الطالبان، فطهران تعمد إلى تقليد "اللاعقلانيين" من خلال الشعارات والخطابات الاستهلاكية، وذلك كرافعة سياسية ودبلوماسي فقط.

أشار إلى أنها تستخدم التصريحات الاستفزازية، ولكنها لا تتصرف بناءً عليها بأسلوب متهور وأرعن من شأنه أن يزعزع نظامها، وعليه فيمكن توقع تحركات إيران وهي ضمن هذا المنظور "لا تشكل "خطرا لا يمكن احتواءه" عبر الطرق التقليدية الدبلوماسية.

30 مليار دولار
وتؤكد صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن أكثر من 30 مليار دولار حجم الاستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، وأن هناك تعاون اقتصادي غير مسبوق رغم الإعلان الرسمي عن عداوات متبادلة.

وتضيف الصحيفة أن 200 شركة إسرائيلية على الأقل، تقيم علاقات تجارية مع إيران وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران.

تجارب نووية

وضمن التعاون بينهما يجرى الطرفان تدريبات مشتركة؛ للكشف عن تجارب نووية كما أكدت منظمة دولية أنشئت؛ لمراقبة حظر تجارب التفجيرات النووية، إن إيران وإسرائيل تتعاونان تحت رعاية المنظمة.

ناهيك عن أن مائتي ألف يهودي إيراني في إسرائيل يتلقون تعليماتهم من مرجعهم في إيران الحاخام الأكبر يديديا شوفط المقرب من حكام إيران خاصة جعفري.

معابد يهودية
وتتجاوز معابد اليهود في طهران وحدها الـ 200 معبد، بينما أهل السنة في طهران عددهم مليون ونصف لايسمح لهم بالصلاة في مساجدهم.

كما تستفيد إيران من يهودها في أمريكا عبر اللوبي اليهودي، بالضغط على الإدارة الأمريكية؛ لمنع ضرب إيران مقابل تعاون مشترك تقدمه إيران لشركات يهودية.

ومن اليهود الأمريكيين في الولايات المتحدة 12000 ألف يهودي من إيران، يشكلون رأس الحربة في اللوبي اليهودي ومنهم أعضاء كثر في الكونجرس ومجلس الشيوخ.

يوجد ليهود إيران إذاعات تبث من داخل إسرائيل، ومنها إذاعة راديس التي تعتبر إذاعة إيرانية متكاملة كما توجد لديهم إذاعات على نفقة دولة إيران.

تعد إيران أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج دولة إسرائيل، ولم يقطعوا تواصلهم بأقاربهم في إسرائيل.

من أصول إيرانية
ويعتبر كبار حاخامات اليهود في إسرائيل إيرانيين من أصفهان، ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية، ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان، من بينهم وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق شاؤول موفاز فهو من يهود أصفهان، وكان من أشد المعارضين داخل الجيش الإسرائيلي؛ لتوجيه ضربات جوية لمفاعلات إيران النووية.

وكذلك الرئيس الإسرائيلي الأسبق موشيه كاتساف، وهو إيراني من يهود أصفهان وكانت تربطه علاقات ودية وحميمية مع الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد وخامنئي.

حج اليهود في طهران
ويحج يهود العالم إلى إيران؛ لأن فيها جثمان بنيامين شقيق نبي الله يوسف عليه السلام، وفاق حب اليهود الإسرائيليين لإيران أكثر من حبهم لمدينة القدس.

إيران بالنسبة لليهود هي أرض كورش مخلّصهم، وفيها ضريح أسترومردخاي المقدس، وفيها توفي النبي دانيال ودفن النبي حبقوق وكلهم أنبياء مقدسون عند اليهود.
الجريدة الرسمية