الهجوم على الرئيس.. مزايدة وابتزاز
بادئ ذي بدء، يجب التأكيد على أن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء والوزراء وكل المسئولين في مصر، ليسوا بمنأى عن النقد، ولكنهم في الوقت ذاته، يجب ألا يكونوا تحت مقصلة الانتقاد والتجريح المستمر، ومواجهة سهام السباب والشتائم بشكل متواصل.. والبون شاسع بين هذا وذاك، فالنقد البنَّاء ينير الطريق أمام المسئول ويرشده أكثر للصواب، والانتقاد دون رأي أو رؤية أو روية، يؤدي إلى الهدم وليس إلى البناء ولا إلى الصالح العام.
ومع اقتراب موعد افتتاح المشروع القومي الكبير، الأول في بدايات السنة الثانية لتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، وفرحة المصريين بقناة السويس الجديدة، تزداد حدة الانتقاد وتتصاعد وتيرة المزايدة وترتفع حُمَّى الابتزاز، من جهات وشخصيات مصرية، يمكن رصدها وتصنيفها في ثلاث مجموعات:
الأولى: مجموعة أنصار جماعة الإخوان الإرهابية، والمتحالفين والمتواطئين والمتعاطفين معها، الذين يحاولون – ظاهريًا – البُعد عنها والتنصل منها، رغم إيمانهم بنفس الأفكار والرؤى والأهداف، ومنهم من شاخ وهَرِم وخَرُف.
الثانية: مجموعة الساعين إلى الأضواء في كل العصور، والآكلين على كل الموائد، والمشتاقين إلى السلطة والمناصب، وقد بلغ العمر بهم أرذله.
الثالثة: مجموعة شباب الثورة أو ما يُطلق عليهم "الثوريون"، وداعمي الرئيس السيسي في الماضي القريب، الذين كانوا يأملون في المكافأة لثورتهم ودعمهم.
لقد فشلت تلك المجموعات في مساعيها الرامية للوصول إلى السلطة – أي سلطة – والجلوس على أي كرسي للحكم، وأفَلَت نجومها، فأرادوا أن يطفوا على سطح المجتمع والأحداث مرة أخرى، لعل وعسى!.. فاتخذوا الانتقاد طريقًا، والهجوم سبيلًا، والسباب وسيلة لمآربهم وأطماعهم الشخصية.
بيد أن مؤسسة الرئاسة وجُل الشعب معها، ماضون في طريقهم غير مبالين بكل تلك الترهات والأكاذيب والافتراءات، التي تحاول إعاقة الطريق أمام البلاد، وعرقلة مجهوداتها إزاء الانطلاق بمصر نحو الاستقرار والتقدم والمضي قدمًا في تأسيس الدولة الديمقراطية.
والحقيقة أن هناك أصواتًا مصرية وطنية كثيرة، تقوم بدورها الناقد بكل الموضوعية والصدق، دون إسفاف ودون ضجيج، هادفة إلى تصحيح ما تراه صوابًا والبعد عما تراه خطأ.
إن الخروج على الصف الوطني في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا، وخوضها الحرب ضد الإرهاب المستعر في الداخل، والوارد من الخارج، يعد بمثابة خيانة للوطن وطعنة في ظهر الشعب.