رئيس التحرير
عصام كامل

المتحرشون.. المأساة والخطيئة!


معاناة شاملة وبأمراض مركبة لجيل كامل أعمارهم أقل من الخامسة والعشرين، لا نعرف معها هل هم ضحايا أم مذنبون؟.. هم عرض أم هم المرض في ذاته؟.. هل إفراز طبيعي لمجتمع أهملهم فلم يمنحهم تعليما حقيقيا ولا فتح لهم مجال ممارسة الرياضة والفنون، فقتل مواهبهم وقبلها أغلق أمامهم كل أبواب الأمل في فرص عمل تنتظرهم أو مساحة للتواجد الاجتماعي، تعوض فقر أغلبهم وأحوالهم الاجتماعية الصعبة البئيسة؟.. أم أن الظاهرة صراحة تعود للبيت والأسرة؟!


جيل المتحرشين هو نفسه جيل الغش الجماعي، وهو نفسه جيل إلقاء الحجارة والمولوتوف في المظاهرات بغير وعي، وأحيانا بالإيجار باليوم.. وكل ظاهرة من هذه الظواهر تحتاج إلى وقفة للتأمل وللدراسة وللبحث عن حلول.. فما جرى أمس في أول أيام العيد - وهو يجرى في كل عيد - جرى رغم التحذيرات ورغم تغيير القوانين، ورغم حملات التوعية ورغم انتشار الحملات والجماعات المساعدة للشرطة، في مراقبة الشوارع والحدائق والمنتزهات، فما بالكم لو لم يتم كل ذلك؟.. وما بالكم بما يجرى بعيدا عن العاصمة؟

هذا الجيل لم يخدش حياء المجتمع كله فحسب.. وإنما هبط بذوقه العام؛ لأنه هو نفسه جيل الأغنية الهابطة الزاعقة فاقدة المعنى والموضوع، وهو نفسه جيل اللغة شديدة الهبوط بمصطلحاتها البذيئة أحيانا والمستفزة غالبا!

وفيما يبدو أنه جيل لا يقرأ من الأساس، وإلا لكان بلغة تشديد العقوبات على جرائم التحرش وخدش الحياء وغيرها من ظواهر الشارع المصري، الذي اشتهر في الأجيال السابقة بالشهامة والجدعنة وإغاثة الملهوف والتطوع الفوري لإنقاذ أي وكل مستغيث!

ماذا جرى؟.. وكيف جرى ما جرى؟.. وما الحل لكل ما جرى؟
إنها بغير شك، مأساة جيل وخطيئة نظام، لكنها أصبحت الآن - شئنا أم أبينا - عبئا على الجميع ومسئولية الجميع، وإلا فالجميع ذاهب إلى كارثة كبرى!
الجريدة الرسمية