رئيس التحرير
عصام كامل

عيد برائحة البارود.. ليبيا تتحول إلى بحيرة دماء.. العراق تحولت إلى جحيم من إرهاب «داعش».. اليمن السعيد بات حزينا.. فلسطين تصرخ وتستغيث من الاحتلال.. سوريا مازالت تبحث عن حل للخروج من النفق ا

فيتو

العيد وسيلة للترويح عن النفس، يرافقه مراسم وطقوس يمارسها المسلمون حول العالم؛ تظهر مدى البهجة والفرحة ،إلا أن العيد في عدد من الدول العربية تحول في الأعوام الأخيرة التي تلت أحداث الربيع العربي، إلى عيد برائحة الدم.


ليبيا


لم شمل العائلة في ليبيا بات أمرًا بعيد المنال؛ بعد تشرد الآف نتيجة أحداث العنف التي تشهدها البلاد، واستمرار الخلافات الحادة بين الفرقاء.

ترك الليبيون بيوتهم جراء العنف والقتال الدائر في بلادهم؛ لعلهم يجدون ملاذًا امنًا في بلاد أخرى لكن ذلك أصبح لا يسمن ولا يغني من جوع؛لأنهم تجرعوا مرارة التشرد والعيش بلا مآوى يضمهم.

تحول الشارع الليبي إلى بحيرة دماء إذا مر بها الأطفال يغرقون، فلم يعد للعيد بهجة أو فرحة، وتلاشت طقوسه بتمدد التتظيمات المتطرفة التي باتت تحرم وتحلل وفقًا لأهواء شخصية.

انتهت تقاليد العيد الليبية، وتشتت الأسر واستشهد الآف، وتحولت الأعياد إلى لحظات نحيب من جانب الأمهات الثكالى.

فلسطين

يطل عيد الفطر على الفلسطينين القابعين تحت وطأة الاحتلال وهو يتجرع المرارة، ولا يعرف أهالي فلسطين طعمًا أو لونا للعيد ما دام المسجد الأقصى أسيرا وحزينا.
في العيد؛ تنتفض عائلات الشهداء تتذكر فلذات أكبادها تحت الثرى وسط الدموع، بالإضافة إلى آلاف الأسرى الذين تقتلهم لوعة اشتياقهم؛ لاحتضان أسرهم. 
في العيد القدس تصرخ وتستغيث. فالقدس حولها الاحتلال إلى سجن معزول، وحرم الفلسطينيين في الضفة، وأهل غزة من فرحة الصلاة في المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان، ومن صلاة العيد فيه.
في العيد؛ الضفة تحتضر تحت وقع ضربات المستوطنين، الذين يقومون بدور لا يقل خطورة عن قوات الجيش، فلا يكاد يخلوا يوما من ممارساتهم التوسعية، وقتل وجرح وحرق حقول الفلسطينيين.
في العيد؛ غزة تعاني الحصار ولا تجد من يغيثها؛ وبرغم ذلك تواصل الحياة بأمل، رغم الاحتلال الذي يراقبها بحرا وجوا وأرضا.

سوريا


تستقبل سوريا عيد الفطر بموجة من غلاء الأسعار، تعصف بالمواطنين والتي بدأت مع قدوم شهر رمضان، ويعيش السوريون مأساة بمعنى الكلمة في هذه الأيام المباركة، حيث تضررت جميع الأسر ونزح الآف من السوريين؛ ليعيشوا مأساة اللجوء في دول أخرى مع هجر كل طقوس العيد التي اعتادوا عليها.

اختفت العادت السورية القديمة للمواطنين، ولم تجر زيارات الأهل والأقارب خلال الأعياد كما كان الحال قديمًا قبل سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على أجزاء كبييرة من الأراضي السورية، مما يحظر على السوريين التنقل بسهولة دون مضايقات من التنظيم.

أضف إلى ذلك الأوضاع الأمنية على الطرق غير مريحة، وتكاليفها عالية جدًا، فضلًا عن أن زيارة الأقارب أصبحت شبه مستحيلة وخاصة المقيم، فالمكان ضيق وغير ملائم لاستقبال الضيوف. 

العراق


ومثل كل الشعوب، في العراق لهم طقوسهم الخاصة التي يتميزون بها في هذه المناسبة عن غيرها، ورثوها عن أجدادهم وعن تعاليم الدين الإسلامي التي أكدت على تقوية العلاقات الاجتماعية والإنسانية في المجتمع المدني.

ولكن مثلما الحال في سوريا تعاني العراق أيضًا من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابى على أجزاء كبيرة من أراضيها، الأمر الذي حولها إلى جحيم جراء التصرفات المروعة التي يتبعها مع العراقيين.

ويؤكد العراقيون أن طعم العيد تغير تمامًا عما كان عليه، وسط الصراعات المسلحة التي تشهدها بلادهم، ومع حلول كل عيد تبقى أمنية الكبار بجانب أحلام الصغار، هي تحقيق الأمن والاستقرار والعيش الرغيد من صروف الدهر وتقلباته، إلا أن داعش يبدد أحلام العراق ويدفعها نحو الهاوية.

اليمن


يعد هذا العام هو الأسوا في اليمن، منذ اندلاع أحداث الربيع العربي في ظل الصراع المميت بين أبناء اليمن السعيد، وبالتالي فإن العيد لا طعم له داخل اليمن الذي بات حزينًا على أحواله التي تبلدت وطقوسه التي اندثرت. 

تعود اليمنيون أن يستقبلوا عيد الفطر ببهجة كبيرة، منذ منتصف شهر رمضان، حيث تعكف الفتيات على الانشغال بتجهيز الحلوى ويذهب الآباء لتفصيل الثياب الجديدة وغيرها من تفاصيل الاستعدادات للعيد، غير أن هذا العام الوضع اختلف إذ تصاعدت موجات نزوح سكان المدن إلى الأرياف، وهو ما أفسد عليهم بالطبع طقوس "أيام العيد"، إضافة إلى توقف حركة المواصلات العامة وأبسط مقومات الحياة.
الجريدة الرسمية