مأساة الحلاق !
هو صاحب المهنة الوحيد الذي ينشغل في الأيام السابقة على الأعياد وبشكل مدهش كأنه في طوارئ.. هذه هي أيامه المهمة وموسمه الذي ينتظره من عيد إلى عيد ومن موسم إلى آخر.. هو من يلجأ إليه الرجال للظهور بمظهر مناسب وهو نفسه في حاجة لأن يظهر أيضا بمظهر مناسب.. كثيرون من الحلاقين يعودون إلى بيوتهم في ليلة العيد بعد الفجر وهكذا في الأيام الأخيرة من رمضان..
بهجته وفرحته في كم الزبائن وبها تتحدد عنده أشياء كثيرة.. رزقه في علم الغيب لكنه ككل الأرزاق بيد الله الكريم وحده.. مأساة كبيرة إن ساءت سمعة أحدهم.. سينفر الناس منه وسيفرون إلى غيره.. سينظر هو إلى باب المحل عند كل صوت يقترب منه وعند وقع كل خطوات تمر من أمامه.. ثوان بسيطة يزور خاطره عشرات الأفكار والموضوعات.. احتياجات بيته.. طلبات الأولاد وإلحاحهم من احتياجات لا تتوقف ولا تنته.. يستعجل العودة للبيت لو أكرمه الله بما طلبوه.. ويتباطأ إن اختبره الله وأجل له رزقه..
هو في ذهنه ألف موضوع وموضوع.. من الضرائب إلى فاتورة الكهرباء ومن العوايد إلى مستلزمات المحل.. وهو في كل الأحوال نادرا ما تفارقه ابتسامته ولا يجب أن تفارقه فهي جزء من عمله سيتعرض للوم إن أهمل فيه.. وهو طوال الوقت جاهز لتلبية مطالب زائريه وبعضها عجيب !
في حياتنا مهن تستحق التأمل.. ويستحق أصحابها معاملة خاصة تري الصورة كاملة ليس لما يقدمونه من دور في حياتنا فقط وهو مهم وإنما لتري أيضا جوانب خافية في حياتهم هم ووظيفتهم في حياتنا نحن ومن دونها لن تستقيم أمور كثيرة!
كل عام والجميع بخير..الحلاقين وزبائنهم !