ثقافة الطابور في مصر
العالم المتقدم يحترم الطابور، فعندما ينتظر الناس وسيلة مواصلات أو دورا على أحد الشبابيك لخدمة الجمهور، تجدهم يصطفون واحدا تلو الآخر في صف لا يفرضه عليهم أحد، وإنما ثقافتهم وما تربوا عليه منذ الصغر هي التي تفرض عليهم ذلك.
الطابور في مصر للأسف، لا يعرفه الأغلبية من الناس، وحتى من يعترفون بالطابور، فإنهم إن وقفوا في الطابور وتمسكوا بقيمهم، فإن مصالحهم لن تتم أبدا وسيذهبون إلى منازلهم وهم نادمون، ما يجعلهم يبحثون عن واسطة لإتمام الأعمال أو اتباع ثقافة الهمجية التي يرونها في كل مكان، التي تحدث بدون وجود للطابور.
كيف تتم المعاملات والموظف واحد أمام شباك، وأمامه كم من الناس لا يمكن إتمام أعمالهم دون أن يقفوا في نظام، لتتم المصالح بأولوية الحضور، وتتم أيضًا بدون مشكلات.
في مدينة الألعاب يورو ديزني بباريس، وفي الطابور المحدد بموانع بينها شريط طويل لتحديد الدور، ويقف الناس فيه دون استثناء يحترمون دورهم إلى أن يصلوا إلى منفذ الدخول، إلا أن أحد المنتظرين لم يحترم الدور وقام بالعبور إلى الأمام، ليتخطى نحو 4 أفراد وهم ينظرون إليه بذهول، ولكنه للأسف لم يكتفِ بذلك، وإنما قام بالعبور من أسفل الشرائط المحددة للطابور ليتعدى نحو عشرين فردا.
يعتقد أن هذه فهلوة وشطارة، إلا أن من استقبلوه بينهم لم يجد منهم إلا لكمة قوية لم ولن أنساها حتى اليوم؛ إذ سددها له أحد الأجانب، ولم يصدق الفرد ما حدث له؛ إذ أن تلك اللكمة كانت أقسى مما يتخيلها أحد، حتى أنه تهاوى وسقط على الأرض، ولم يساعده أحد في القيام مرة أخرى، حتى قام وانصرف، ولعلها آخر مرة قد يقوم بتعدي الطابور مرة أخرى في حياته، وللأسف كان هذا المواطن مصريا.
لا أستطيع أن أصف شعوري وهو يتخطى الحاجز ويقف بين الناس في غير الدور، ومع ضيقي إلا أنني للأسف التمست له المعذرة؛ حيث لم يتعلم ثقافة الطابور منذ الصغر، وهذا ما كانت نتيجته هذا الفعل المرفوض، وهذه الصورة المسيئة أمام الأجانب من جنسيات كثيرة، كانوا واقفين يرون هذه الصورة.
الرجاء أن نعلم أولادنا ثقافة الطابور أولا منذ الصغر، وأن يمتنع أي مقدم خدمة عن العمل طالما لم يجد أمامه طابورا منظما.