رئيس التحرير
عصام كامل

توابع الاتفاق النووي الإيراني في فيينا.. إسرائيل تعاقب الولايات المتحدة.. وتوقعات بحصول تل أبيب على منظومات قتالية متطورة من أمريكا ردًا على اتفاق واشنطن وحلفائها مع طهران

الاتفاق النووي الإيراني
الاتفاق النووي الإيراني في فيينا

بعد أن أعلنت إسرائيل رسميًا رفضها التام للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران والقوى العظمى أمس الثلاثاء في فيينا فإن الخيار العسكري أصبح مطروحًا على الطاولة لإجبار إيران على التخلي عن مشروعها النووي.


خطأ تاريخى
ويعد الاتفاق بمثابة نذير شؤم على إسرائيل التي اعتبرته خطأ تاريخيا من جانب الولايات المتحدة، ما يشير إلى إمكانية قيام تل أبيب بإشعال حرب عالمية ثالثة في المنطقة لمعاقبة أمريكا على الاتفاق النووي.

وتشير التقديرات إلى أن حدوث حرب عالمية ثالثة يصب في مصلحة إسرائيل حيث يمكنها خلال تلك الحرب تصفية حساباتها مع الدول العربية التي تم بالفعل إضعاف قدراتها العسكرية والاقتصادية والبنية التحتية والفوقية.

وتجدر الإشارة هنا إلى تصريحات هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق التي قال فيها: إن نذر الحرب العالمية الثالثة بدت في الأفق.

وأوضح ثعلب السياسة الأمريكية العجوز في حديث أدلى به لصحيفة "ديلي سكيب" الأمريكية أن ما يجري الآن هو تمهيد لهذه الحرب التي ستكون شديدة القسوة بحيث لا يخرج منها سوى منتصر واحد هو الولايات المتحدة من وجهة نظره. ونجد في تصريحاته نتيجة مفادها أنه طالما أن أمريكا رابحة فبالتالى ستربح إسرائيل.

وحاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما طمأنة شريكه الإسرائيلي في اتصال هاتفي أجراه معه الثلاثاء، وأكد خلاله للرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن الاتفاق مع إيران سيرفع عن إسرائيل "التهديد النووي الإيراني". وجدد تمسكه وإدارته بضمان أمن إسرائيل، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "خطة العمل المشتركة" الموقعة في فيينا تمثل "نتيجة تراعي المصالح القومية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل".

حرب عالمية ثالثة
ويتوقع المراقبون أنه عندما تفكر إسرائيل في ضرب إيران فإن هذا بالنسبة لروسيا والصين يعنى تخطي نقطة اللاعودة وسوف يقود إلى حرب عالمية ثالثة؛ لأنه بعد إيران وباكستان والعرب، فإن الصهاينة سيتوجهون نحو روسيا والصين ليؤكدوا للعالم أن روسيا والصين سوف تركعان وتقبلان بإسرائيل حاكمًا للعالم، ولهذا السبب تعرف الصين وروسيا أن اليوم هو دور إيران وباكستان والعرب وغدا دورهما، وأنهما سيتحركان باتجاه مواجهات قد تقود العالم إلى حرب نووية لا يمكن تلافيها.

ويقول الرئيس السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، عاموس يادلين، أن الاتفاق النووي مع إيران هو تحدي جدي للأمن القومي الإسرائيلي لأنه يرفع العقوبات الاقتصادية عن طهران ويوفر لها 100 مليار دولار بشكل فوري بالإضافة إلى مبالغ مضاعفة خلال العشر سنوات المقبلة.

سيناريو القوة العسكرية
وبحسب أحد السيناريوهات التي يطرحها يادلين فيما يخص مستقبل الاتفاق الإيرانى فهو أن إيران قد تتصرف كما تصرفت كوريا الشمالية في 2003 عندما خرقت الاتفاق وقررت استمرار تطوير قدراتها النووية، ويتوقع أن يلزم هذا الخيار إسرائيل والغرب بتبنى القوة العسكرية ضد أي توجه إيراني لتصنيع قنبلة نووية.

وعلى الجانب الآخر هناك من رأى أن الاتفاق ليس كارثيا وأبعد ما يكون عن "الكارثة القومية"، حيث قال الكاتب الإسرائيلى "أليكس فيشمان" إن أي أن المعركة الإسرائيلية بهذا الشأن خاسرة.

وطالب نتنياهو عدم مهاجمة الاتفاق ولكن تشكيل مطالب إسرائيلية موازية، معتبرًا أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي، اشتون كارتر، إلى تل أبيب بعد خمسة أيام للمرة الأولى منذ توليه منصبه، هي فرصة للتحدث إلى واشنطن عن خطوات عملية لتعويض إسرائيل عن المساس بمكانتها الإستراتيجية في المنطقة.

تغير قواعد اللعبة
ومن جهة أخرى قال تقرير إسرائيلى إن الاتفاق النووى الذي تم التوصل إليه أمس بين إيران والغرب قد يغير قواعد اللعبة.

وأضاف التقرير الذي نشر، اليوم الأربعاء، في موقع "واللا" الإخبارى العبرى أن الاتفاق يسمح لإيران بتطوير برنامجها النووى لذا فإن المسئولين الإسرائيليين يتوقعون أن تلتزم واشنطن بالحفاظ على التفوق الإسرائيلى من خلال تعزيز قوتها العسكرية.

ووصف التقرير العبرى الاتفاق بالتاريخى، مشيرًا إلى أنه على خلفية الاتفاق فهناك توقعات أن تطلب إسرائيل من الولايات المتحدة مساعدات كبيرة تشتمل على طائرات قتالية من طراز "F-35"، وبطاريات "قبة حديدية" ومنظومة "العصا السحرية" لاعتراض الصواريخ.

ومن المتوقع أيضًا أن تطلب إسرائيل مساعدات في الميزانيات بما يسمح بالاستثمار في البحث والتطوير في عدة مشاريع، بينها منظومة "حيتس 3"، وطائرات "V-22"، ومساعدة في إنتاج دبابات "ميركافا" ومدرعات، والتي ينتج بعضها في الولايات المتحدة، وصواريخ ذكية، ورادارات، وطائرات تزود بالوقود، وغيرها.
الجريدة الرسمية