رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: «الأزهر» يواجه التطرف بمناهج إسلامية معتدلة..مخاوف العالم العربي من الاتفاق مع إيران.. الولايات المتحدة ساعدت إيران في إنشاء برنامجها النووي.. البدو ينضمون للمعركة ضد «و

الصحف الاجنبية
الصحف الاجنبية

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بالعديد من القضايا الدولية التي كان من بينها محاربة مصر للتطرف، والاتفاق النووي الإيراني.


سلطت صحيفة المونيتور الأمريكية الضوء على الخطوات التي تتخذها مؤسسة الأزهر، للتشجيع على الفكر المعتدل من خلال تحديث المناهج الدينية وتوجيه الطلاب نحو الاعتدال والابتعاد عن الأيدلوجيات الراديكالية والمتطرفة وتطوير المهارت.

وأوضحت الصحيفة إن من جهود الأزهر أيضا استعادة وزارة الأوقاف السيطرة على المساجد التي تنشر الفكر المتطرف حيث يسيطر السلفيون على بعض المساجد والكتاتيب.

وأشارت الصحيفة إلى أن محمد مهنا عضو اللجنة الفنية بالأزهر، قال لـ "المونيتور" إن إعادة السيطرة على الكتاتيب بناء على تعليمات من الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، لإحياء التاريخ والتراث الفكري والوعظ للمؤسسة وهذه الخطوة لتعزيز التعاليم المعتدة التي يعمل الأزهر على انتشارها.

وأضاف مهنا أن الخطة تتضن وضع مناهج للتدريس والأيدلوجية والثقافة وحلقات دراسية منتظمة حول القضايا التي أثيرت في الأوساط الفكرية والثقافية والاجتماعية والموضوعات الساخنة مثل العلاقة بين الدين والسياسة والعولمة، ويستخدم معدات تعليمية حديثة مثل اللوحات الإلكترونية بدلا من لوحات الطباشير وتدريس المواد الشرعية باللغات الأجنبية.

وأوضح مهنا أن الكتاتيب ليس الغرض منها فقط حفظ القرآن وإنما أيضا فهمه، ولن تقتصر الكتاتيب في مسجد الأزهر وإنما في مساجد أخرى، وسيشرف عليه معلم مختار بعناية من الأزهر وسيكون هناك امتحانات ونتائج، وستشمل الدراسة على دراسات قرآنية وعلوم حديثة وفقه ولاهوت ولغة عربية وأدب فسيكون تعليما متكاملا في الكتاتيب التي ستكون جزءا من المساجد في جميع أنحاء مصر.


مخاوف العالم العربي


قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية الستة، قابله العالم العربي بحذر شديد؛ خوفًا من تخفيف العزلة الدولية على "طهران" وترجيح كفتها في الحرب الدامية للسيطرة على المنطقة.

ولفتت الوكالة، إلى مخاوف الدول العربية العميقة من الحصول على سلاح نووي وتشكيك بعضهم حول قدرة الاتفاق على منعها من امتلاك تلك الأسلحة، مضيفةً أن خوف دول الخليج الأكبر هو أن يمنح الاتفاق "طهران"، من خلال مفاجأة اقتصادية، الضوء الأخضر ضمنيًا لفرض نفوذها في المنطقة.

وأشارت الوكالة، إلى استقطاب العالم العربي منذ سنوات في صراع بالوكالة بين "إيران" ودول الخليج العربي، خاصة المملكة العربية السعودية، ما أثار التوترات بين السنة والشيعة.

وفي هذا السياق، أضافت الوكالة أنه في سوريا تدعم "إيران" نظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، ضد المتمردين الذين تدعمهم دول الخليج، لافتةً إلى دخول اليمن الحرب المشتعلة بين السعودية وإيران، العام الجاري.

ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جماعة الإمارات "عبد الخالق عبد الله": "سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا، سيستمر التوتر في المنطقة"، مؤكدًا أنه إذا استمرت إيران في التصرف كقوة مهيمنة وإقليمية، سنمر بأوقات عصيبة.

كما أكد المحلل السياسي السعودي ورئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية "طارق الشامري"، أن هذا الاتفاق يشكل تهديدًا غير مباشر لمصالح وسلام دول الخليج والعرب.

ونوه "الشامري" إلى استمرار محاولة دول الخليج العربي لإبقاء إيران معزولة سياسيًا واقتصاديًا، مشيرًا إلى تحرك السعودية لتحسين علاقتها بروسيا، حليف طهران القوى.


مساعدة واشنطن لطهران

نشرت "أيه بي سي" تقريرًا، يكشف مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية لإيران في إنشاء برنامجها النووي، بعد توصل "طهران" وقوى العالم الست أمس الثلاثاء لاتفاق نووي.

وأوضحت الهيئة، أن قصة مصالح إيران في التكنولوجيا النووية، تعود للخمسينيات من القرن الماضي، عندما خلعت المخابرات الأمريكية والبريطانية الرئيس السابق "محمد مصدق" في عملية مشتركة سميت بـ "أجاكس"، ليعلن بعدها مباشرةً الرئيس الأمريكي الأسبق " دوايت أيزنهاور" برنامجًا نوويًا للسلام.

وقال "محمد سحيمي"، خبير في الهندسة الكيميائية والبترولية بجامعة جنوب كاليفورنيا، إن الولايات المتحدة تهدف من خلال هذا البرنامج إلى تقاسم تكنولوجيتها النووية مع الدول النامية، مثل إيران للاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

وتابع "سحيمي" في حوار عام 2006:" في ذلك الوقت، وقعت حكومة شاه إيران والإدارة الأمريكية اتفاقية تساعد فيها الولايات المتحدة إيران على إنشاء برنامج نووي".

وطبقًا له، فإن الولايات المتحدة باعت، عام 1967، مفاعلًا نوويًا لإيران تصل قوته إلى خمسة ميجاوات، وتم تركيبه في مركز البحوث النووية بجامعة طهران، مؤكدًا أنه بهذه الطريقة بدأت إيران برنامجها النووي فعليًا.

وأكد "سحيمي"، أن المفاعل لم يخرج من الجامعة إلا بعد عقدين، مضيفًا أن الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973؛ كانت عاملًا لبحث إيران عن مصادر بديلة للطاقة.

وأردف "سحيمي"، أن سعر النفط ارتفع بعد الحرب بشكل مثير، وبالتالي ازداد دخل إيرادات إيران من صادرات النفط، ليخرج شاه إيران في ذلك الوقت معلنًا أن النفط غال جدًا على الحرق مقابل توليد الطاقة، لهذا أراد أن يبحث عن أنواع أخرى لمصادر الطاقة.

ونوه "سحيمي" عن تورط عدد من كبار إدارة "جورج دبليو بوش" بما فيهم "دونالد رامسفيلد"، الذي أصبح فيما بعد وزيرًا الدفاع، و"بول وولفويتز"، الذي أصبح نائبًا لوزير الدفاع، و"ديك تشيني"، نائب الرئيس "بوش"، في إقناع شاه إيران بالدخول في الصناعة النووية.

وأوضح "سحيمي"، أن تطوير "إيران" للصناعة النووية أمر مفيد جدًا للاقتصاد الأمريكي، إذ تنفق الولايات المتحدة الكثير من الأموال لاستيراد النفط، لافتًا إلى شراء "طهران" ثمانية مفاعلات نووية بقيمة 15 مليار دولار أمريكي.

واستطرد "سحيمي": "لأن شاه إيران كان حليفًا مقربًا للولايات المتحدة، لم تمانع واشنطن إنتاج الشاه أسلحة نووية".

وأضاف "سحيمي"، أن الشاه لم يعلن في مرحلة ما أن إيران كانت على وشك تطوير سلاح نووي، ولكن أثبتت الوثائق أن الشاه كان يعد سرًا بعض الأبحاث لاستخدام البلوتونيوم لصنع قنبلة نووية، وكانت الولايات المتحدة على علم بذلك، ولكنها لم تحتج أو تبالي في ذلك الوقت".


انضمام البدو للمعركة ضد ولاية سيناء


قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن البدو انضموا للمعركة ضد تنظيم "ولاية سيناء" الذي أعلن ولاءه لداعش، المسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا ويأمل في إقامة خلافة له بمصر.

وأشارت الصحيفة إلى خطف "ولاية سيناء" لمرأة بدوية، حيث سمع الجيران صراخها وهرعوا إلى منزلها ليجدوا زوجها مقيدا، والزوجة اختطفها 4 متطرفين من التنظيم على سيارة تويوتا لاند كروز ثم وجدوا المرأة البالغة من العمر 32 عاما مقتولة برصاصة في الرأس ومقطوع رأسها، واكتشفوا أنها تعرضت للاغتصاب.

وأوضحت أن حادث الاختطاف لم تتطرق له وسائل الإعلام المصرية على نطاقا واسع ولكن الجيش المصري يأمل أن يكون نقطة لتحول البدو للنضال ضد المتطرفين، حيث غضب أكثر من 10 زعماء للقبائل من الهجوم الوحشي وقالوا إنهم سينضمون للمعركة ضد المسلحين.

وأضافت الصحيفة إن القوات المسلحة المصرية تحتاج لكل مساعدة بعد الهجمات الجريئة التي استهدفت عناصر من الجيش والشرطة، مشيرة إلى أن "ولاية سيناء" جند أفرادا من داخل المجتمع البدوي في سيناء ولكن زعماء القبائل يعتبرون الهجوم على امرأة انتهاكا للميثاق وإهانة وأنهم لن يبقوا صامتين بعد قطع رأس المرأة وتعرضها للاغتصاب.

وتابعت إن تنظيم "ولاية سيناء" أنشأ موطئ قدم له في شبه جزيرة سيناء أثناء حكم محمد مرسي، ومنذ عزله تصاعدت الهجمات الإرهابية على البلاد، وكان أخرها اغتيال النائب العام هشام بركات، والهجوم على عدة نقط تفتيش راح ضحيتها نحو 17 جنديا.

ورأت الصحيفة أن انضمام القبائل البدوية للقتال ضد "ولاية سيناء" سيكون ميزة للجيش ولكنها غير واضحة حتى الآن.


انحياز أمريكا لإيران

قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك: إن الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت جانب الإسلام الشيعي في حرب طائفية في الشرق الأوسط.

وأشار "فيسك"، في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسلاطين الخليج من الاتفاق النووي الإيراني، ويشكون أن أمريكا أخذت جانب الشيعة في الحرب الطائفية في الشرق الأوسط.

وأوضح فيسك، أن الأمر ليس كما ينظر له في إسرائيل أو الخليج؛ لأن إيران وافقت على كبح جماح برنامجها النووي، وأخرجت أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من الخدمة لمدة 10 سنوات، وعملت على الحد من مخزونها من اليورانيوم المخصب وإجراء عمليات تفتيش دولية، وفي المقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي دمرت اقتصادها، ورفع القيود المفروضة من الاتحاد الأوربي وإعادة الأموال المجمدة في الخارج لطهران.

وأضاف أن طهران ستكون شرطي الخليج، وهو الدور الذي كان يتطلع له الشاه، ووداعًا لنفوذ المسلمين السنة الذين ارتكب أبناؤهم جريمة ضد الإنسانية 11 سبتمبر، وقدموا للعالم أسامة بن لادن الذي تحالف مع حركة طالبان، وأمراء تنظيم داعش.

وتابع فيسك: إن واشنطن متعبة ومريضة من أمراء الخليج المتوجهين نحو الانهيار، بينما إيران هي الآن القوة الجديدة التي يمكن التفاوض معها في سوريا ونظام بشار الأسد، وضباط الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، في خط المواجهة مع الإسلاميين المتشددين.

ويرى أن إيران ستحاول إقناع الولايات المتحدة بدعم الأسد؛ من أجل القضاء على داعش، صاحب الفكر السلفي الوهابي، وهذا سيجعل داعش المتعطش للدماء، غاضبا من الاتفاق مثل نتنياهو الغاضب من الاتفاق مع إيران.

ويشير فيسك، إلى قول فيديريكا موجيرني - منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي - "إيران لديها فرصة تاريخية، للعب دور إيجابي في الشرق الأوسط، واستخدام نفوذها لحل الصراعات".

ويختتم فيسك بالإشارة إلى أن أوباما سيقوم باتصالات لطمأنة دول الخليج، ولكن هذا سيكون بمثابة ما فعله كلينتون مع كوريا الشمالية، التي صنعت القنبلة النووية.
الجريدة الرسمية