الاتفاق النووي.. إيران قوة عظمى ومصر أحد الرابحين! (1)
تمهيد مهم..
فجأة وفي عام 2008؛ حيث كنت رئيسا لتحرير إحدى الصحف المستقلة، وجدت أمامي أستاذي الجليل الكاتب والمترجم الراحل مجدي عبد الكريم.. كان عقلية فذة لن تتكرر، وقارئا لا مثيل له، والأهم قدرته على التحليل والاستنتاج وربط الأمور ببعضها بشكل مدهش، وكان وطنيا من طراز فريد، وتوفي للأسف في العام نفسه دون الخمسين..
كانت أزمة الملف النووي الإيراني مشتعلة وقتها أيضا، وكانت مصر أعلنت فجأة وربما على لسان جمال مبارك، إنشاء مفاعل نووي لإنتاج الطاقة، إلا أن الأستاذ عبد الكريم وجدته يقول إنه جاء لأن لديه ما يريد نشره حول الأمر، وأضاف "الغرب وأوربا لديهم مفاعلات نووية متهالكة وتكنولوجيا قديمة "خردة" لا معنى لها، يريدون تسويقها لدول العالم الثالث"، وفجأة قال: مشكلة إيران ليست في النووي وحده.. وإنما هم يتقدمون تقدما هائلا في العلوم الأخرى، وهذا يقلق إسرائيل أيضا!
مرت سبع سنوات كاملة على الحوار السابق، دارت فيها مباراة طويلة بين إيران والغرب، وأخيرًا تم التوصل للاتفاق التاريخي، وقد أصبح واقعا، وعنه وعن تأثيره على المستقبل القريب نقول:
أهم بند لإيران في اﻻتفاق هو: "رفع العقوبات المفروضة من قبل أوربا والولايات المتحدة عن إيران"، لكن وبقراءة باقي البنود نفهم أن امتلاك إيران لأسلحة نووية سيتأخر لا شك، وخصوصا أن هناك تفاصيل أخرى فنية للاتفاق، كما قالت المفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوربية، التي وصفت نص الاتفاقية حرفيا بـأنه "تقني ومفصل ومعقد"، وهو ما يعني وجود ملاحق أخرى لا نعرفها حتى اللحظة.. لكن يمكن القول إن الغرب سيؤجل بالفعل امتلاك إيران لأسلحة نووية، لكن الصفعة الأساسية هي في اختراق إيران للتكنولوجيا النووية ذاتها، وهي التي حاول الغرب استمرار احتكارها (وهو ما يذكرنا بشعار مصر في الستينيات عندما رفعت شعار "نقل التكنولوجيا"، ونجحت بالفعل في الكثير منها وخصوصا صناعة الدواء!).
الآن وإيران قد أزعجت الغرب طوال ثلاثة عقود وهي تحت الحصار، ومع ذلك دورها الإقليمي ممتد من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن، ونكرر وهي تحت الحصار، وأرصدتها مجمدة ومحظور عليها تصدير النفط، ماذا ستفعل إذن إذا علمنا أنها بمقتضى الاتفاق ستتسلم أموالها المجمدة والمقدرة بـ120 مليار دولار!، نعم 120 مليار دولار، فضلا عن رفع حظر تصدير البترول وما تنتجه من صناعات أخرى!
نعود إذن للتمهيد في بداية المقال، ونقول إنه أثناء حصار الـ35 عاما الماضية، حدث في إيران ثورة علمية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فإيران هي العاشر عالميا في مجال أبحاث الفضاء ولديها قمريها "تدبير" و"الخليج الفارسي"، وانتقلت بهما من مرحلة الأبحاث إلى مرحلتي الاستكشاف والقيام بالمهمات الفضائية، وإيران هي العام الماضي السابع عالميا في مجال أبحاث النانو تكنولوجي، بعد أن كانت العاشر قبلها بعامين، وأما في باقي المجالات فتحدث تطورا نوعيا وخصوصا في صناعة الدواء وزرع الخلايا وتكنولوجيا المعلومات والكيمياء الحيوية وبعض فروع الأبحاث الجينية - على حد وصف مجلة "نيوسياينتيست Naossiaentest" العلمية الشهيرة - أن النمو العلمي في إيران هو الأسرع في العالم ويتجاوز المعدل العالمي بـ12 ضعفا!!
السؤال الآن: ماذا يمكن أن تفعل دولة بها كل هذا التقدم عندما تتسلم خزينتها 120 مليار دولار، فضلا عن رفع حظر تصدير النفط؟.. والسؤال الأهم لنا: كيف تكون مصر مستفيدة مما جرى؟
مرت سبع سنوات كاملة على الحوار السابق، دارت فيها مباراة طويلة بين إيران والغرب، وأخيرًا تم التوصل للاتفاق التاريخي، وقد أصبح واقعا، وعنه وعن تأثيره على المستقبل القريب نقول:
أهم بند لإيران في اﻻتفاق هو: "رفع العقوبات المفروضة من قبل أوربا والولايات المتحدة عن إيران"، لكن وبقراءة باقي البنود نفهم أن امتلاك إيران لأسلحة نووية سيتأخر لا شك، وخصوصا أن هناك تفاصيل أخرى فنية للاتفاق، كما قالت المفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوربية، التي وصفت نص الاتفاقية حرفيا بـأنه "تقني ومفصل ومعقد"، وهو ما يعني وجود ملاحق أخرى لا نعرفها حتى اللحظة.. لكن يمكن القول إن الغرب سيؤجل بالفعل امتلاك إيران لأسلحة نووية، لكن الصفعة الأساسية هي في اختراق إيران للتكنولوجيا النووية ذاتها، وهي التي حاول الغرب استمرار احتكارها (وهو ما يذكرنا بشعار مصر في الستينيات عندما رفعت شعار "نقل التكنولوجيا"، ونجحت بالفعل في الكثير منها وخصوصا صناعة الدواء!).
الآن وإيران قد أزعجت الغرب طوال ثلاثة عقود وهي تحت الحصار، ومع ذلك دورها الإقليمي ممتد من لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن، ونكرر وهي تحت الحصار، وأرصدتها مجمدة ومحظور عليها تصدير النفط، ماذا ستفعل إذن إذا علمنا أنها بمقتضى الاتفاق ستتسلم أموالها المجمدة والمقدرة بـ120 مليار دولار!، نعم 120 مليار دولار، فضلا عن رفع حظر تصدير البترول وما تنتجه من صناعات أخرى!
نعود إذن للتمهيد في بداية المقال، ونقول إنه أثناء حصار الـ35 عاما الماضية، حدث في إيران ثورة علمية بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فإيران هي العاشر عالميا في مجال أبحاث الفضاء ولديها قمريها "تدبير" و"الخليج الفارسي"، وانتقلت بهما من مرحلة الأبحاث إلى مرحلتي الاستكشاف والقيام بالمهمات الفضائية، وإيران هي العام الماضي السابع عالميا في مجال أبحاث النانو تكنولوجي، بعد أن كانت العاشر قبلها بعامين، وأما في باقي المجالات فتحدث تطورا نوعيا وخصوصا في صناعة الدواء وزرع الخلايا وتكنولوجيا المعلومات والكيمياء الحيوية وبعض فروع الأبحاث الجينية - على حد وصف مجلة "نيوسياينتيست Naossiaentest" العلمية الشهيرة - أن النمو العلمي في إيران هو الأسرع في العالم ويتجاوز المعدل العالمي بـ12 ضعفا!!
السؤال الآن: ماذا يمكن أن تفعل دولة بها كل هذا التقدم عندما تتسلم خزينتها 120 مليار دولار، فضلا عن رفع حظر تصدير النفط؟.. والسؤال الأهم لنا: كيف تكون مصر مستفيدة مما جرى؟
الإجابة غدا، ولكن حتى يهدأ البعض علينا أن نتذكر أن أي اتفاق يكون أول الخاسرين منه هم خصوم مصر الأساسيين (تركيا وإسرائيل)، ويدفع الاتفاق الطرف الثالث الخاسر منه حتما إلى الاتجاه نحو مصر مثل الموقف المتوقع للأشقاء في الخليج، فهي مؤشرات أولية أن مصر وبحسابات محددة، رابحة منه، ونسجل أن وزير الدفاع المصري يستعرض القوات المصرية المتجهة للإمارات في مناورات وتدريبات "سهام الحق"، في اليوم نفسه للإعلان عن الاتفاق النهائي في رسائل طمأنة وإشارات لها دلالتها!!!
ونستكمل غدا!