عن حوار أحمد موسى مع سامي شرف!
كان الحوار متدفقا رغم شيخوخة الرجل وحالته الصحية وبدا ـ ولله الحمد والفضل ـ بذاكرة طيبة متفاعلا مع الحوار غزيرا في معلوماته لديه الكثير يريد قوله رغم محاذير كثيرة حاول تجنبها مثل قوله ماذا تنتظرون من تنظيم إرهابي يعمل بحرية منذ 45 عاما لكن وللأمانة نشهد أن موسى يسرها له ومنحه الفرصة كاملة وراعي ظروفه وقدرها وتمهل في انتظار إجاباته ولم يستعجله بل هو من قال له ضاحكا تقصد "نظامي الرئيس السادات ومبارك" فقال شرف "انت من تقول لكنني أقول في الـ 45 عاما الماضية وخلاص "!!
كان المطلوب أن يتحدث السيد سامي شرف عن أحكام الإعدام في عهد جمال عبد الناصر ضد الإخوان وكيف ساهمت في ردع الجماعة ووقف حركتها ونشاطها..قال السيد شرف إن الإخوان عملاء لبريطانيا منذ التأسيس ثم دخلت على الخط أجهزة مخابرات أخرى.. وأنهم حاولوا اغتيال عبد الناصر في المنشية عام 54 إلا أنه وبعد عام أفرج عنهم وأعاد الأبرياء منهم إلى وظائفهم بدرجاتهم كما هي.. إلا أنهم عادوا بناء الجماعة وأسسوا تنظيم 65 والذي التقط الأمن خيوطه من محافظة دمياط!
ما لم يقله السيد سامي شرف أن عدد المحكوم عليهم بالإعدام طوال الـ 18 عاما هي فترة عبد الناصر لا يزيدون عن سبعة أحكام بالإعدام وأن مرتبات المعتقلين منهم لم تتوقف لأسرهم وعائلاتهم ولم يقل أن الكثيرين منهم سافروا إلى الخارج دون أن يمنعهم أحد بل إن منهم من تراجع عن فكر الإخوان وصاروا وزراء ودعاة كبار عاشوا في مصر ولم يمسسهم أحد ومنهم الشعراوي والغزالي وسيد سابق وخالد محمد خالد ومنهم الوزيران الباقوري وعبد العزيز كامل وزيرا الأوقاف..
ولم يقل أيضا أن تنظيم 65 الشهير بتنظيم سيد قطب كان يخطط لهدم مصر وتفجير القناطر الخيرية وإغراق الدلتا وتفجير كباري ومحطات كهرباء وجراجات النقل العام ولم يقل أنهم ضبطوا جناحه العسكري صدفة عندما سأل أحد الضباط أحد الإخوان عن أسماء أفراد أسرته ففوجئ به يذكر أسماء أسرته في التنظيم وليس أسرته العائلية فكان أول الخيط!
كثير عن هذه الفترة يحتاج لكتابته وروايته من جديد وخصوصا لأجيال تخاصم القراءة والكتاب كما أن السيد شرف (والمفارقة أنني قد تشرفت بعضوية اللجنة المركزية للحزب الناصري مع سيادته عند تأسيسه فكنت أصغر الأعضاء سنا وكان الفريق أول محمد فوزي أكبرهم ) يستحق سلسلة حوارات منفردة ولتكن في بيته يقول فيها بالترتيب وعلي مهل ما لم يقله حتى الآن..
متعه الله بالصحة وأطال عمره!