رئيس التحرير
عصام كامل

نكبة الإعلام!!


في الأمم الحية أجهزة مناعة ووقاية تسارع بالدفاع عن الدولة في ساعة الخطر مثل وسائل الإعلام، لا يشذ صوت منها عن صوت الأمة ويتراجع التشدق بالحقوق والحريات أمام خطر أعظم وأشد.. لكن العكس تمامًا هو ما جرى عندنا في حوادث سيناء الأخيرة التي جاءت كاشفة لنوايا كثيرين تجاه مصر.. فهل مصادفة أن تستضيف أمريكا والغرب قيادات إخوانية تزامنًا مع الذكرى الثانية لـ30 يونيو لتشويه صورة مصر.. وأن تخرج وسائل إعلامية عالمية بأخبار مكذوبة عما يجرى في سيناء، تجاوب معها للأسف بعض وسائل إعلامنا مروجين لروح الإحباط الذي ينال من الروح المعنوية للمصريين وزعزعة الثقة في الجيش المصري الباسل في مواجهة أعداء الحياة ودعاة الإرهاب والموت..


بينما الواقع مغاير تمامًا لذلك، فجنودنا البواسل لقنوا الإرهابيين ومن يمولهم ويدعمهم سياسيًا وإعلاميًا درسًا قاسيًا لن ينسوه أبدًا، وأدركوا أنهم يخوضون معركة خاسرة مع جيش عقيدته الدفاع عن تراب الوطن مهما تكن التضحيات وليس قتل المدنيين أو التورط في مغامرات غير محسوبة.. بينما إعلامنا مشغول بمسلسلات رديئة تقدم نماذج مشوهة غارقة في الإسفاف والسوء وبرامج المقالب السخيفة التي تعطي صورة مغلوطة عن مصر.. وللأسف انخرطت إحدى الفضائيات في الدفاع عن لاعب كرة أساء للرئيس واتهمه بالتقصير في الحرب على الإعلام.

والسؤال أي إعلام هذا؟.. وعن أي قيم يدافع؟.. وأي رسالة أو دعم يقدم للدولة؟.. وأي روح يود سريانها في الشعب؟.. وهل مصادفة أن يخرج علينا نفر من نخبتنا مثل أيمن نور والقرضاوي وعلاء الأسواني والبرادعي ليهاجموا جيشنا في يوم المعركة تمامًا كما فعل أردوغان التركي؟.. ويرمون الرئيس بالفشل بل تجرأ إسحاق مطالبًا بتدخل دولي في سيناء قبل أن يتراجع عن ذلك المطلب المخزي..

فأي منطق فيما يفعله هؤلاء؟.. وهل من الوطنية خذلان الوطن في ساعة الشدة؟.. وهل من الملائم أن يسعى هؤلاء بفعلتهم تلك لتمزيق الجبهة الداخلية وتشتيتها ساعة المعركة؟.. وهل هكذا تبنى الدول وتنتصر في حروبها؟.. وهل لو حدث مثل ذلك في الغرب هل تراه يتسامح مع من يفعل ذلك من مواطنيه؟.. ما لكم كيف تحكمون؟!

تشويش الوعي العام والانحراف به عن جادة الحق، أخطر ما تتعرض له مصر الآن، التي تخوض أشرس حروب الجيل الرابع والخامس ضراوة؛ حيث توجه لها ضربات الغدر والخذلان بأيدي بعض بنيها في غياب للبصيرة والضمير وأي إحساس بالمسئولية.. وقد سقط بعض إعلامنا في فخ المؤامرة الكبرى، حين انساق خلف الأخبار المكذوبة والشائعات المغرضة، وروج مزاعم جماعات الإرهاب دونما عقل أو بصيرة أو مهنية.. فهل يصح أن يستقي إعلامنا معلوماته من وسائل إعلام أجنبية وأبواق التنظيم الإرهابي، وأن يقدم لهم خدمات مجانية ببث مثل تلك السموم والأكاذيب؟.. أم كان الأولى بالإعلام انتظار بيان المتحدث العسكري الذي كشف الوقائع مدعومة بالحقائق والأسانيد، مرتلًا أسمى آيات النصر والبطولات؟
الجريدة الرسمية