رئيس التحرير
عصام كامل

الجلاد: أنا صرصار !!


ما كتبه الزميل مجدي الجلاد، في مقاله " أنا صرصار وأنت أيضًا " المنشور بجريدة الوطن، ونختار منه هذه السطور: " أنا أسأل الطرفين (الدولة والإخوان) أهي خناقة ومعركة دم على السلطة؟..وإذا كانت كذلك، فلماذا يموت المواطن الصرصار بلا قيمة ولا ثمن ولا حتى معرفة القاتل؟..لا أقوى على الصمت المتخاذل..هل دخل الصراع بينكما على الكرسي إلى مرحلة القتل البارد؟.. القتل دون قانون أو محاسبة..القتل بقاعدة أن من وجد أخاه فليقتله..إذا كان الأمر كذلك، فعلى أي بلد تتشاجرون.. فالمنتصر سيحكم خرابة أو هو سيكون رئيسًا على شعب مهزوم.. وزعيمًا لقطيع من الصراصير.. وأسأل الدولة والحكومة والداخلية من قتل الإخوان التسعة في شقة أكتوبر.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.. فلست مع القتلة من الجانبين.


انتهى كلام الجلاد الذي حاول أن يتبرأ منه.. بعدما تبين له استياء كثيرين منه، فعاد محاولًا تلطيف ما كتب وتبرير ما خطه بقلمه في مقالته الأولى.. كما حاول زميلنا خالد صلاح الشيء نفسه عندما استضاف الجلاد في برنامجه بقناة النهار؛ للدفاع عن نفسه وتبرير غلطته وتحسين صورته.. لكن ذلك لن يمحو الآثار المحبطة التي حواها مقاله في وقت يخوض فيه جيشنا حربًا ضروسًا ضد عدو خسيس وإرهاب متعدد الأطراف.. فكيف يساوي الكاتب بين الضحية(الدولة) والجلاد(الإخوان ).. وإذا كان من حقه أن يصف نفسه بما يشاء فهل من اللائق أن يصف الشعب بالصراصير ؟!

مقالة الجلاد مغازلة صريحة للإخوان رغم هجومها الظاهري عليهم.. لكن كل كلمة فيها بدت محبطة مثبطة للهمم، كاسرة لإرادة المصريين، وعزيمتهم وهو أمر ذو خطورة بالغة، خصوصًا وقت الحرب..وكان الأولى به أن يمد يد العون للدولة في محنتها بالارتقاء بالحالة المعنوية للشعب، بحسبان ذلك دورًا أصيلًا للإعلام في المعركة ضد الإرهاب.. كما أن القانون أعطى للدولة وحدها حق احتكار واستخدام القوة في مواجهة الخارجين عليها، فما بالك وخلية أكتوبر التي يتساءل صاحبنا عنها التي كانت مطلوبة قضائيًا، ولما حاولت الشرطة ضبطها لتمثل أمام العدالة بادرتها الخلية بإطلاق النيران، فتم الرد عليها حتى سقط أعضاؤها صرعى بإطلاق الرصاص، كما ضبط بحوزتهم مخططات لأعمال تخريبية كانوا ينتوون القيام بها..

ثم هل تراجع الجلاد عن نبرته الحادة ضد الدولة، الحانية في الوقت ذاته على الإخوان بعدما حقق جيشنا انتصارات على خلايا الإرهاب ؟!

الدلائل كلها تشير إلى وجود خلل في الأداء الإعلامي.. فلم يقم إعلاميونا بدورهم المطلوب في حرب الدولة للإرهاب..وهو ما أعاد طرح السؤال: هل الإعلام سبوبة أم رسالة تدافع عن قضايا الوطن والمواطنين؟.. لماذا التهافت وانحدار قيم المهنة؟..من يمكنه تنوير الرأي العام إذا غاب الإعلام؟.. لماذا يتضاءل عدد من يحملون قضايا الوطن فوق أكتافهم من الإعلاميين ؟!
الجريدة الرسمية