إعلام السبق الكاذب!!
لم يعد يخفى علينا خطورة ما تتعرض له مصر من محاولات لاستنزاف طاقتها وإضعاف جيشها والنيل من معنوياته، من جانب دول وأجهزة مخابرات عديدة، اتخذت من مجموعات إرهابية أداة لهز استقرارنا، ومن الإعلام وسيلة لبث الشائعات وتوهين العزائم، وإفقاد الشعب ثقته في جيشه وقيادته لإحداث الفرقة المطلوبة.
الحرب الإعلامية الصاخبة التي تعرضت لها مصر، وتزامنت مع حوادث سيناء الأخيرة، شاركت فيها للأسف مواقع وصحف وفضائيات مصرية غاب عنها إدراك الظروف وإدراك نيات الكارهين لمصر والحاقدين عليها.. ورغم ما قاله المتحدث العسكري من أن أخطاء الإعلاميين وقعت بحسن نية، فإن ذلك لا يعفي المخطئين من المسئولية والمراجعة.. فإضعاف الروح المعنوية للشعب وجيشه في ساعة المعركة، جريمة عظمى ويتضاعف الجرم إذا ثبت خطأ المعلومات التي جرى ترويجها، خصوصًا عن أرقام الشهداء وسير المعارك ونتائجها.
ما حدث من نكبة إعلامية في هذا اليوم، يجعلنا نطرح السؤال: أين عقولنا وضمائرنا؟.. أليس لنا قلوب تحس ورؤى تعكس أمامنا حقيقة الأشياء والمواقف؟.. وهل رجحت كفة السبق الإعلامي والمكسب الزائل على كفة الوطن ومصالحه العليا؟!
نحن مع المطالبين بإلغاء عقوبة الحبس في المادة 33 من مشروع قانون مكافحة الإرهاب، والاكتفاء بعقوبة الغرامة المرتفعة.. وفي حالة تكرار الجرم تتضاعف الغرامة؛ لأنه ليس من المقبول أن نتغاضى عمن يرتكبون جرائم تعمد نشر أخبار ومعلومات كاذبة تضر مصالح الوطن العيا، وبالذات إذا كانت تتعلق بجيشنا العظيم.
ويجب أن تعترف الجماعة الصحفية، بأن الشعب المصري غير راض عنها تمامًا، بعد أن تحول الإعلام إلى أداة هدم للمجتمع وقيمه وعاداته وتقاليده وثوابته.
