رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. الحقيقة الكاملة لمدينة الأثاث الجديدة في دمياط

فيتو

في الوقت الذي اهتمت فيه "فيتو" بقرار رئيس الجمهورية بإنشاء مدينة جديدة للأثاث بدمياط كانت عمليات تجهيز الموقع تجري على قدم وساق خاصة فيما يرتبط بتخطيط المشروع تخطيطا متكاملا ووضع حجر الأساس والرفع المساحي للمدينة والتواصل مع شركات أجنبية لاستخدام تكنولوجيا آخر ما وصل إليه العلم الحديث في هذا المجال.

 

وقد أثار موضوع "بالفيديو والصور.. «مدينة الأثاث» بوابة الأمل لدمياط" الذي نشرته فيتو بتاريخ  5 يوليو 2015  جدلا كبيرا، حيث استعرضته قناة "أون تي في" في برنامج "صباح أون" الأسبوع الماضي، وبدا من استعراض "أون تي في" لما عرضته "فيتو" أن الإعلامية فاطمة النجدي والإعلامي خالد تليمة قد اعتقدا خطأ أن هناك مدينة للأثاث بالفعل في دمياط وأنها محاصرة بالقمامة وقد سخرا من ذلك بأكثر من تعليق وهو الأمر الذي حدا بالدكتور إسماعيل عبدالحميد طه محافظ دمياط للتواصل مع "أون تي في" وإرسال فيديو جديد للمنطقة ولكن من زوايا مختلفة فلم يكن من الإعلامية "فاطمة النجدي" إلا أن اعتذرت أكثر من مرة.


وأثار اعتذار "فاطمة النجدي" أكثر من مرة على الهواء مباشرة مع إصرارها أن ما نقلته كان عن "فيتو" دون أن تدري أن المحافظ في تعقيبه أكد على شكواه من تعليقها وزميلها خالد تليمة الساخر على الفيديو.


وفي تواصل مع الدكتور محافظ دمياط  أكد أن مشروع مدينة الأثاث هو مشروع واعد ينقل صناعة الأثاث في مصر نقلة حضارية كبيرة وينقلها مما كانت تعانيه في الآونة الأخيرة ويعالج أسباب احتضارها.


وأشار المحافظ أن مدينة الأثاث الجديدة ستعمل وفق أحدث التكنولوجيا التي وصل إليها العلم الحديث في هذا المجال.

وأوضح أن الأرض المخصصة لهذا المشروع تم تعويض المزارع السمكية القانونية بمواقع بديلة، مشيرا إلى أنه لا يمكن تصور عدم تعويض أصحاب المزارع الذين يتمتعون بوضعية قانونية سليمة.


وأشار المحافظ إلى أن تخطيط المدينة شبه جاهز وأن العمل سيسير على قدم وساق للانتهاء من هذا المشروع العظيم.

ومن ناحيتها، تجولت "فيتو" للمرة الثانية داخل الأرض المخصصة لإنشاء المدينة واستطلعت آراء بعض أصحاب المزارع السمكية الذين لم يخلوا مواقعهم بعد.


مصنع القمامة

يقع المشروع على المدخل الشرقى لمدينة دمياط والمنطقة محصورة بين طريقى «دمياط - بورسعيد» والطريق الساحلى الدولى على شكل مثلث رأسه خلف مصنع الحناوى للأثاث وقاعدته مصنع السماد العضوى وبحيرة المنزلة وتقع الأرض كلها بمحاذاة الطريق الساحلى الدولى.

أما من ناحية طريق «دمياط - بورسعيد» فتقع المدينة خلف أكبر مكان لتجميع القمامة في دمياط، وأغلقت المحافظة مصنع السماد وتنقل حاليا القمامة إلى مصنع "أبو جريدة" تمهيدا لإخلاء المصنع الذي يقع على مقربة من أرض المشروع.

من جانبه، قال اللواء أحمد عزت مجاهد رئيس مدينة دمياط إن الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه قرر غلق المصنع وإخلاءه من القمامة لأن موقع المصنع أصبح متداخلا مع عمارات الإسكان الاجتماعى، وتقدم السكان بشكاوى عديدة بسبب الدخان الناجم عن حرق القمامة.

وتوقع مجاهد استغلال موقع المصنع في المنفعة العامة، خاصة أنه لا يبعد كثيرا عن مشروع مدينة الأثاث، التي ستغير شكل المنطقة بأكملها، حيث لا يفصل المصنع عن أرض المشروع سوى قناة ملاحية تقوم بتغذية المزارع السمكية التي سيتم ردمها لإقامة المشروع على أرضها.

المزارع السمكية

أما العقبة الوحيدة التي تواجه مشروع مدينة الأثاث فهى المزارع السمكية التي لم يخلها المنتفعون بها، نظرا لعدم توفير بديل لهم، حيث وزعت الثروة السمكية عقودا على أصحاب المزارع القانونية، أما من يمتلكون أحواضا سمكية بالمخالفة للقوانين فلن يتم منحهم أراضي بديلة نظرا لأن مزارعهم مقامة فى مناطق الصيد الحر ببحيرة المنزلة.

وفي هذا السياق، قال الغندور مصطفى، صاحب مزرعة، إن هذه المزارع، التي تبلغ مساحتها أكثر من 300 فدان ويوجد بها أكثر من 700 مزرعة مؤجرة للمواطنين من قبل إدارة الثروة السمكية بدمياط مقابل عقود انتفاع وفقا للقانون رقم 89 لسنة 2000 الخاص بالمزايدات والمناقصات، مؤكدا أن معه عقدا مع الثروة السمكية يمتد إلى عام 2017 وهو يقوم بتسديد الإيجار سنويا بانتظام ومعه الإيصالات.

وتابع «أنا من المتضررين من مشروع مدينة الأثاث الذي لن يخدم سوى الكبار الذين لا يعرفون شيئا سوى جمع الأموال».

وتساءل الغندور «كيف للحكومة أن تقيم مشروعا لكى يسترزق ناس على حساب ناس آخرين، والمهندسون قالو لنا أخرجوا السمك من المزارع خلال أسبوع، وإلا سنقوم بردم تلك الأحواض وبداخلها زريعة الأسماك، التي كلفتنا مئات الآلاف من الجنيهات، وكل أصحاب المزراع بيشتروها بالأجل حتى نهاية الموسم، وأنا واحد من الناس ماضي على نفسى شيكات بسمك الزريعة ولازم أسددها نهاية السنة».

وأضاف «يعنى أنا كده هتحبس، والأفضل لى أموت في أرضى، وأنا مش طالع منها لو هتفرم، نحن 17 شخصا يقتلونا هنا إنما مش هنمشى، لأن لو سابونى هتحبس، يبقى الموت أفضل لنا جميعا من الحبس».

وأوضح أن كراكات المحافظة ردمت المصرف الذي يغير مياه الأحواض السمكية ما تسبب له في خسارة تجاوزت 100 ألف جنيه بسبب موت سمك الزريعة.

ووجه الغندور كلامه لرئيس الجمهورية قائلا «أنت مسئول عن كل حاجة، وأنا مش هطلع من هنا لو هموت».

بينما قال محمد رجب أحد أصحاب المزارع السمكية إن هناك عددا من أصحاب الأحواض السمكية أخلوا مزارعهم من الأسماك وباعوها بالخسارة، مؤكدا أنهم حصلوا على عقود بأرض أخرى بديلة، من هيئة الثروة السمكية، غير متضمنة المدة الزمنية، أو تاريخ انتهاء العقد، وغير محددة المكان ولا المساحة أو القيمة الإيجارية.

وأضاف «أنا أخليت حوضين من الأسماك، ومتبق حوضان آخران» ووجه كلامه لمحافظ دمياط قائلا «سلمنى بديلا وأنا أسيب الأرض».

يذكر أن مدينة دمياط للأثاث المزمع إنشاؤها تضم مجمعا للصناعات الحرفية على مساحة 331 فدانا به منطقة ورش أثاث نموذجية صغيرة ومتوسطة بإجمالى 2443 ورشة وبمساحة 58 فدانا ومنطقة الصناعات المكملة بإجمالى 37 مصنعا وبمساحة 5 أفدنة ومنطقة الصناعات البتروكيماوية والدهانات صديقة البيئة بإجمالى 82 ورشة على مساحة 15 فدانا.

أما المنطقة الإدارية بمساحة 2 فدان ومنطقة البنية الأساسية لخدمات المشروع على مساحة 40 فدانا وتضم المدينة مراكز للتدريب ومعارض للأثاث ومستشفى لجراحة الأطراف ومدرسة فنية صناعية للأثاث ومحطة وقود ومصنعا لتدوير مخلفات ورش الأثاث حيث سيوفر مشروع مدينة دمياط للأثاث 40 ألف فرصة عمل دائمة و20 ألف فرصة عمل مؤقتة.
الجريدة الرسمية