رئيس التحرير
عصام كامل

اعتراف..هذه خطايا نقابة الصحفيين !


بدأنا أمس سلسلة مقالات بعنوان " الصحافة والشعب إيد واحدة" قلنا فيها-من بين ما قلنا-وبالحرف:" الحل وارد وممكن وبسيط بل نراه في الأفق.. ولكي نصل إليه لا بد من رؤية الأزمة بتفاصيلها وتفاصيل تفاصيلها، وهو ما سنفعله غدا وبعد غد في مقالين متتابعين، أولهما عن نقابة الصحفيين وبعده عن الشعب المصري الحبيب"!


اليوم وبعد أن تحقق ما توقعناه، وبدأت الحكومة مع النقابة في البحث عن حل للازمة نقفز إلى الموضوع مباشرة بعناوين لا تحتمل إلا الصراحة، وتستند إلى مبدأ النقد الذاتي وإلى فضيلة الاعتراف بالحق وخصوصا وأن لا أحد في مصر-وربما خارجها-يمكنه أن يجادل في اهتزاز صورة نقابة الصحفيين المحفور اسمها في تاريخ العمل النقابي في مصر، بحروف من نور باعتبارها نقابة الرأي والحريات والملاذ الآمن لكل مضهد ومرتجف وملهوف وخائف على أرض مصر، وكلهم تقريبا غير صحفيين من أبناء الشعب المصري العظيم ممن شردهم أصحاب الأعمال أو سحقتهم قرارات ظالمة، لفاسدين أو متجبرين هنا أو هناك..اليوم ضاع كل ذلك عند الأغلبية الكاسحة من شعب مصر، وأغلبهم نلتمس لهم كل الأعذار؛ لأنهم وضعوا مصلحة الوطن في كفة، واستمرار احترامهم للنقابة العريقة في كفة أخرى..والخيار محسوم بطبيعة الحال!

اليوم نسأل: ومن الذي تسبب في ذلك ؟ نقول لمسئولي نقابتنا الموقرة: تسبب فيه من سمح لمن هتف ضد جيش مصر أن يدخل النقابة، والجميع يعرف أنه سيهتف بما هتف والجميع يعرف أن التوقيت حساس، ولا يقبل التهريج..وإن اضطروا للأمر بدعوى حرية الرأي؛ فإهانة الجيش لا تخضع لذلك وإن كان هذا رأي صاحبه فكان ضروريا أن تعتذر النقابة للمصريين، وتشرح لهم حقيقة ما جرى وهو ما لم يحدث!

-تسبب فيما جرى من سمح باستغلال لجان النقابة للدفاع عمن لا يحملون عضويتها، وغير معتقلين بقرارات إدارية بل يحاكمون على ذمة قضايا معروفة، ولا ينبغي لمن تحدث عن استقلال مهنته أن يخدش استقلال القضاء بأي طريقة!

-واتصالا بالنقطة السابقة فقد سمح بما جرى، من تولى الدفاع باسم النقابة عن أشخاص ليسوا أعضاء في النقابة كما قلنا لكن المدهش أنهم متهمون في قضايا جنائية، وأخري مرتبطة بالعنف والإرهاب، ولا تتصل لا بالنقابة ولا بالمهنة ولا بحرية الرأي ولا التعبير !

-سمح بما جرى، من يترك مئات الصحفيين من الصحف الحزبية من زملاء أعزاء، خاضوا معارك شريفة ضد الفساد والرشوة والمحسوبية، وشردوا بعد غلق صحفهم في السنوات الأخيرة، ولا مصدر رزق لهم اليوم ويمر عليهم رمضان بعد رمضان والعيد بعد العيد وهم بلا عمل..بينما راح من تركهم يدافع عن غير أعضاء النقابة، رغم أنهم ما زالوا في مراحل التدريب الصحفي، ومنهم من لن يكمل مسيرته إلى عضوية النقابة ومنهم من سيستكملها بعد الإجراءات والخطوات والشروط المعتمده لعضوية النقابة!! أي أنهم متدربون لا يصح أن تتحمل النقابة الأخطاء المهنية للبعض منهم..فأي حكمة تلك ؟ وأي عدل ذلك ؟!

-تسبب فيه، من سمح بالهتاف ضد جيش مصر على سلالم النقابة، ممن هم أيضا من غير أعضائها، وبعدها انتشر فيديو اشتباك المارة مع الهاتفين، وفهم الكثيرون أن هؤلاء هم أعضاء نقابتنا الموقرة!! على خلاف الحقيقة !! وهي إهانه أخرى ومزدوجة -بسبب الهتاف والمشاجرة- للأغلبية الكاسحة من أعضاء الجمعية العمومية!

-تسبب فيه من يتجاهل أي شكوي تقدم اليه ضد أعضاء النقابة، وتبقى بغير حسم ومن دون البت فيها..ويترك الأمر للتصاعد ثم للتصعيد ثم نعود ونصرخ " أن الصحفيين في خطر " إذا ما اتجه الشاكي يأسا من النقابة..إلى النائب العام!

تحتاج النقابه إلى إعادة تقييم ومناقشة كل شئ..شرط أن يتحلى الجميع بمبدأ النقد الذاتي وقيمة الاعتراف بالخطأ وفضيلة الرجوع إلى الحق!
غدا: ( ما لا يعرفه المصريون عن الـ" ريشة " التي على رأس الصحفي!)
الجريدة الرسمية