رئيس التحرير
عصام كامل

أهم الثورات.. والشعب هو السيد


جاءتنا الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، ونحن أكثر إيمانًا بها وبما فعلته الملايين الثائرة ضد الحكم الفاشي للإخوان، لتعيد الروح لمصر والمنطقة وربما للعالم أجمع، بعد أن كنا على شفا حفرة من الاحتراب الأهلي والتقسيم.. فكان لها مذاق خاص.


الشعب هو صاحب قرار التغيير والجيش هو صمام الأمن، وقد عصم البلاد من الفوضى والدم حين انحاز لإرادة الملايين، وليس صحيحًا أنه تدخل لإزاحة مرسي عن الحكم، وإنما لتنفيذ إرادة الشعب حتى لا تتحول مصر إلى حلبة صراع دموي بين ملايين المصريين من ناحية، وآلاف الإخوان من ناحية أخرى، وليس أدل على ذلك مما رأيناه من الإخوان الذين زرعوا الإرهاب خفية بسيناء في عام حكمهم؛ لاستدعائه عند اللزوم لإخضاع الشعب قهرًا والانتقام منه إذا أبى.

وها هو الواقع يثبت صحة هذه الرؤية.. فالإخوان يواجهون بالعنف شعبًا بجيشه وشرطته.. وليس ما يحدث مجرد خصومة سياسية مع نظام أو حتى انقلاب عسكري كما يحلو لهم وصفه.. فكيف يكون انقلابًا ويشارك فيه 33 مليون مواطن مدني معارض للإخوان.. وكيف يكون انقلابًا وقد سبقته دعوات من قادة الجيش إلى رئيس الدولة بضرورة الحوار والتفاهم لعبور الأزمة المحتقنة قبل 30 يونيو.. وكيف يكون انقلابًا وقد باركه رموز الوطن.. وقد تحدد موعده مسبقًا وأعطيت المهلة تلو الأخرى لرأس النظام الإخواني المستبد دون جدوى؟

وقدمت القيادة العامة للجيش، النصائح بضرورة خلق توافق وطني برؤية إستراتيجية واضحة وتقرير حالة لجمع الفرقاء وإحداث مصالحة وطنية رفضها مرسي وجماعته، واستكبروا حتى خرجت الملايين ضدهم.. فهل شهدنا انقلابًا يقوم به الجيش ثم يسلم السلطة لإدارة مدنية حتى تجري انتخابات نزيهة لتسليمها لإدارة منتخبة؟
الجريدة الرسمية