حسن حنفى.. حامى «الإسلام الماركسى» 1
يُعدّ الدكتور حسن حنفى 73 عاما، من أكثر المفكرين المسلمين تجرؤا على الإسلام والقرآن الكريم والثوابت الدينية، ويجاهر بآراء يعتبرها إسلاميون خروجا عن الملة.
يرى حنفى أن "اليسار الإسلامى" هو النقد الذاتى للحركة الإسلامية، وهو التيار المعارض والمصحح داخل هذه الحركة الإسلامية، كما أنه يجب إحياء الجوانب الثورية فى الدين وتأويل كل حدث على أنه ثورة.
أهم ركائز فكر حنفى نطالعها فى كتابه «التراث والتجديد»، لأن هذا الكتاب تحديدا أخطر طرحا فى إفصاحه المباشر عن أطروحته اليسارية، ولا تحتاج عباراته إلى تأويل أو غموض قد يحتاج إلى تفسير جلى.. بل إنه يعتز به وينادى بكل ما فيه.
الكتاب يحتوى على أبرز القضايا التى يدعو لها الدكتور حسن حنفى فى كتبه ومقالاته، خاصة مؤلفه الضخم «من العقيدة إلى الثورة.. محاولة لإعادة أصول الدين».. وكتابه «الدين والثورة فى مصر» وكتابه: «مقدمة فى علم الاستغراب» وللكاتب مقالات أخرى فى " فلسفة اليسار الإسلامى".
"العلمانية أساس الوحى".. حول هذا العنوان يقول حسن حنفى: نشأت العلمانية فى الغرب استجابة لدعوة طبيعية تقوم على أساس رفض الصور الخارجية وقسمة الحياة إلى قسمين واستغلال المؤسسات الدينية للجماهير وتوطينها مع السلطة وحفاظها على الأنظمة القائمة.
أضاف: نشأت العلمانية استردادا للإنسان لحريته فى السلوك والتعبير وحريته فى الفهم والإدراك ورفضه لكل أشكال الوصاية عليه ولأى سلطة فوقه إلا من سلطة العقل والضمير، العلمانية إذن رجوع إلى المضمون دون الشكل وإلى الجوهر دون العرض، وإلى الصدق دون النفاق، وإلى وحدة الإنسان دون ازدواجيته وإلى الإنسان دون غيره.
العلمانية إذن هى أساس الوحى، يكمل حنفى، فالوحى علمانى فى جوهره والدونية طارئة عليه من صنع التاريخ، تظهر فى لحظات تخلف المجتمعات وتوقفها عن التطور، وما شأننا بالكهنوت والعلمانية ما هى إلا رفض له.. العلمانية فى تراثنا وواقعنا هى الأساس واتهامها باللادونية تبعية لفكر غريب وتراث مغاير وحضارة أخرى.
وتبرز الفقرة السابقة بيانا صريحا لدعوة حسن حنفى.. فالصور الخارجية المرفوضة هى: علم الغيب «الجنة - النار - الملائكة».. فالوحى ـ أى القرآن أو الدين بصفة عامة ـ اغتصب حق الإنسان فى السلوك والحرية حسب زعم حسن حنفى.
وأن العلمانية استردت هذا الحق ـ المغصوب ـ وأعادته للإنسان، فالعلمانية تؤدى إلى الصدق، أما الدين والوحى والقرآن.. فيؤدى كل منهما إلى النفاق والكذب.
ويخلص حنفى.. إلى أن "العلمانية جوهر والدونية طارئة عليه"، فالدين من صنع التاريخ وبمعنى أوضح .. فالقرآن والدين الإسلامى نتاج بشرى من صنع التاريخ ووليد ظروف اجتماعية متخلفة.. لأن الدين لا يظهر إلا فى مجتمعات متخلفة توقفت عن التطور والعلمانية ترفض هذا الكهنوت - أى الدين- ثم بعد ذلك يقرر هذه الحتمية التاريخية التى لا يعرفها إلا حسن حنفى .. العلمانية فى تراثنا وواقعنا هى الأساس واتهامها باللادونية تبعية لفكر غريب وتراث مغاير وحضارة أخرى. فأى دونية يقصد حسن حنفى؟ ربما يقصد أن العلمانية هى الدين لأنها أساس الوحى حسب زعمه... ونكمل غدا.