رئيس التحرير
عصام كامل

أم الأولويات


كان لا بد من الاعتراف الدولي بثورة 30 يونيو، فلا يمكن إغماض العين على ما جرى في مصر وخروج 33 مليون مواطن.. لا يمكن لدولة أو شعب أو حتى فرد، أن يتجاهل ذلك حتى مهما كانت الضغوط من هنا أو هناك.. وهو ما عبرت عنه أخيرًا المستشارة الألمانية ميركل، خلال لقائها بالرئيس السيسي: "إنه لا يجب أن نهدر إرادة ملايين المصريين الذين خرجوا ضد الإخوان في 30 يونيو".


أقول إن ما حدث للنائب العام ثم أحداث سيناء، لا يدع مجالًا للشك أن اليد المرتعشة لن تفيد في مواجهة الإرهاب؛فالجماعة الإرهابية أعلنت إفلاسها وصدامها مع الشعب كله، ومن ثم كان لزامًا وضروريًا إصدار قانون مكافحة الإرهاب الذي تأخر كثيرًا؛ لحماية رجال العدالة وحماية دولة القانون، واجتثاث الإرهاب من جذوره.. فالجماعة لم تعد في خصومة مع نظام الحكم بل في مواجهة شاملة للمجتمع الرافض جرائمها وإفلاسها وأنانيتها السياسية!

كنا نرجو أن يبادر عقلاء الإخوان - إن كان ثمة عقلاء بينهم - لمراجعة فكرية واعتذار للشعب، وكف للأذى ووقف للعنف وحقن الدم.. لكن يبدو أن بصيرتهم قد عمت، فتخلوا عن العقل وأصروا على البغي والقتل.. ومن ثم فقد اختاروا طريقة المواجهة مع الشعب، وقد قال المصريون كلمتهم ولا رجعة فيها، والسؤال من جديد: ماذا لو لم تنجح ثورة 30 يونيو؟!

وإزاء ما نراه من مشاهد الدم والتخريب والاغتيالات والمؤامرات التي تحاك هنا وهناك لإسقاط مصر.. تفرض الضرورة إحداث تعبئة واصطفاف وطني، خلف الدولة التي عليها اتخاذ إجراءات سياسية وفكرية أمنية وثقافية وتعليمية واقتصادية وإعلامية أكثر جدية؛ لاستئصال الإرهاب من جذوره، ودون ذلك فلا تنمية ولا مستقبل، فمعركتنا مع الإرهاب هي أم الأولويات؟
الجريدة الرسمية