رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. المطرب الشاب جوني: أغنية «مترو» أيقونة شهرتي.. وألبوم «مطر عطشان» مليء بالعيوب

فيتو

  •  ثورة يناير منحت فرق الأندرجراوند القاعدة الجماهيرية 
  •  مزجت الفصحى بالعامية في بعض الأغاني
  •  أجلت زواجي لإكمال مسيرتي الفنية
  • خبرتي لم تكن فنية بالمرة
  •  الأندرجراوند.. غناء خارج الصندوق الموسيقى المعتاد
  •  لا يمكن تحجيم الفن في قالب معين
  •  الغناء المستقل يشذ عن الأغاني العادية
  •  بعض المطربين المستقلين استغلوا الثورة لتكوين جمهور
  •  لا أحلم بالشهرة التي يتمناها المطربون
  •  الأندرجراوند في مصر.. تجربة تحتاج للتطوير والدعم

تحمل ملامحه براءة ووداعة غير معتادتين، تراه صامتًا معظم الوقت، متأملًا للكون من حوله، وكأنه يسمع دبيب الكون على شاكلته الخاصة، فينسج على شاكلتها كلمات أغانية وألحانه، هو المطرب الشاب "جوني" ولد عام 1981، درس الطب رغم ميوله الفنية، لكنه استطاع من خلال الجراحة فتح باب للفن من خلال صديقه الشاعر أنطونيوس نبيل، حيث كونا ثنائيا فنيا ليطلقا عدة ألبومات متتالية، منها: "مطر عطشان" عام 2009، "آخر نقطة شمس" وضم 10 أغان، ألبوم "مترو" عام 2010، و"التعويذة" 2014.

وفي حوار جمع "فيتو" بالمطرب، دار الحوار التالي:

*احك لي عن مشروعك الفني، ولماذا لم تمل إلى أنواع الفن الرائجة واتجهت إلى الغناء المستقل؟
بداية أنا خريج كلية الطب، تعرفت فيها على الشاعر أنطونيوس نبيل، وكنا نملك شغفًا كبيرًا بالفن، إلا أننا نؤمن بأن كلمات الأغاني لا بد لها من التغيير لسوئها وتدنيها في كثير من الأوقات، لذا بدأنا بسماع الأغاني العربية والأجنبية لنطور من أنفسنا، ثم اتجهنا إلى ابتكار نوع متفرد من الفن والأغاني ذات الكلمات العميقة التي تحمل معنى ورقيا، وبدأ المشروع في التطور خطوة بخطوة حتى وصل إلى مانحن عليه الآن.
وكانت معظم الأغاني من تأليف أنطونيوس أو اختياره، فأحيانًا نلحن ونغني بعض القصائد القديمة التي نلقحها بروحنا، حتى تحمل منا ما نريد إيضاحه للمستمع، مثل أغنية "رفاقي الثائرين" والتي هي في الأصل قصيدة لأحمد شوقي.

*أصدرت عدة ألبومات قبل وبعد الثورة، فكيف استطعت تمويلها بدون أي شركات إنتاج؟
أنا أؤمن دائمًا أن من يريد شيئًا يستطيع الوصول إليه، مهما كانت التحديات، وفي سبيل الوصول يمكنك أن تخسر الكثير، إلا أن إيمانك بحلمك وهدفك هو الدافع دائمًا للاستمرار.

*ما الأشياء التي ضحى بها جوني في سبيل الوصول إلى هدفه؟
الكثير، منها على الصعيد الاجتماعي، فأنا لم أكن ذلك الشاب المرفه الذي يقضي حياته بين اللهو والمرح، وفي سبيل الفن أجلت زواجي لفترة حتى أستطيع إكمال مسيرتي.

*هل شبهك الجمهور في بداياتك بأحد المطربين ؟
نعم، فالمجتمع العربي غالبًا يظن أن من يقدم أغنية ذات معان مختلفة وكلمات متميزة، يدخل تحت قائمة المطرب الكبير محمد منير، لذا شبهني بعض الناس به وبالمطرب علاء عبد الخالق، إلا أنني لم ألتفت إلى ذلك التشبيه رغم روعته لأنني أريد قالبًا مستقلا لي، وأدرك الناس فيما بعد أنني مختلف تمامًا عن منير.

*آخر أغانيك هي "جسر عودتكم" فما الفكرة التي تدور حولها الأغنية ؟
"جسر عودتكم" هي قصيدة للشاعر الفلسطيني توفيق عياد، واستطاع أنطونيوس نبيل أن يلقحها بلهجة يستطيع الوطن العربي فهمها بسهولة، وتم تصوير الأغنية كفيديو كليب، وأهديناها لروح الشهيدة لينا النابلسي.
ولينا هي طفلة فلسطينية قتلها جنود الاحتلال في أحد الأيام عقب خروجها من المدرسة عام 1976، واخترناها لأنها أيقونة جميلة للمقاومة.

*ما المرحلة الفنية في حياتك التي يمكنك تسميتها بنقطة التحول ؟
لا أملك نقطة تحول، وإنما الاستمرارية هي من صنعتني، فكلما استمر الفنان في مسيرته استطاع جني ثمار هذه المسيرة، فعلى الرغم من أن خبرتي كشخص خرج من كلية الطب لم تكن فنية بالمرة، إلا أنني استطعت الاستمرار، وقد كان أول ألبوم لي "مطر عطشان" مليئا بالعيوب الفنية، ولكني تداركت تلك الأخطاء بجمع آراء الناس حول الألبوم وإصلاح عيوبي، إلى أن وصلت إلى أغنية "مترو" والتي تعتبر من أنجح الأغاني التي عملت على شهرتي.

*البعض يرى أنك من المطربين الذين وضعوا أنفسهم في أكثر من قالب ؟
لو وضعنا معيارا وقالبا خاصا للفن ستجد أن هناك الكثيرين الذين يشذون عن هذا المعيار، فقد اعتادت الغالبية على سماع الأغنية بشكل معين، وهو ما لا يتقبلونه في الغناء المستقل لأنه يشذ عن القاعدة ويبني له قواعده الخاصة، فليس من الطبيعي عندهم أن يتم مزج الفصحى بالعامية في الأغاني، وهو ما فعلته في بعض الأغاني.
من وجهة نظري إنه لا يمكن تحجيم الفن في قالب معين، فمن يريد الغناء يستطيع أن يغني بأي شكل، والجمهور ليس مجبرا على سماع قالب فني بعينه، فالناس ليست بذوق واحد وإنما مختلفة، وهناك فرق بين المطرب الذي يقدم ما هو جدير بالتقديم وبين الآخر الذي يرى ما يحتاجه الناس ويتبع الموجه.

*إذا أنت توافق على ظهور المهرجانات الشعبية وتدعم وجودها ؟
أوافق على أي نوع من أنواع الموسيقى، ففي النهاية لن تستمر إلا الأغاني الجديرة بالبقاء والخلود، فأنا لا أستطيع فرض ذوق معين على الناس، فليستمع كل شخص إلى ماشاء.

*متى يلجأ المطرب المستقل إلى تقديم فن هزلي، كما نرى الآن على الساحة من اتجاه بعض الفرق المستقلة إلى تقديم أغان غير مفهومة، فكيف تفسر ذلك؟
ترجع هذه المسألة إلى مايريده المطرب نفسه، فهناك من يبحث عن الرائج ومايحبه الناس وينتج أعمالا على نفس الشاكلة، أما فكرة الهزلية فأظن أنها تميل في الفن المستقل إلى السخرية من الأوضاع والمواقف.

*في نظرك، ماهو تقييمك لثورة يناير وهل نجحت أم أخفقت في تحقيق أهدافها؟
ثورة يناير من أعظم الأحداث التي مرت بها مصر الحديثة، وقد استطاعت تغيير المفاهيم وزيادة الوعي عن المواطن المصري، إلا أن تحقيق أهدافها يحتاج الكثير من الوقت والجهد للتنفيذ على أرض الواقع، وأهدافها ستظهر على مدى 50 عاما تقريبًا، ولكن مشكلتنا أننا نريد ثمار الثورة بسرعة كبيرة، وهذا صعب جدًا.

*كيف استطاعت ثورة يناير أن تحمل في طياتها نقلة نوعية لفرق الأندر جراوند والغناء المستقل؟
من قدموا أغاني أثناء ثورة يناير سواء لها أو ضدها استغلوها بشكل أو بآخر، بالفعل استطاعت الثورة تقديم نماذج فنية مستقلة جيدة، ولكن ليس هذا هو التطور الفني المنتظر، فهناك العديد من الفرق التي استطاعت إثبات نفسها قبل الثورة، لذا حين قدمت تلك الفرق أغانيها في التحرير أعطتهم الثورة القاعدة الجماهيرية التي يتمنونها، أما من بدءوا خلال الثورة فقط فقد اختفوا من الساحة حاليًا، لأنهم لم يلتزموا بالاستمرارية.

*هل يمكن تصنيف هذا الاستغلال على أنه ذكاء فني من المطرب ؟
على حسب رغبة كل مطرب، فأنا لا أريد الشهرة لذا لم أستغل ثورة يناير، أو ربما لا أريد الشهرة التي يتمناها غيري، فالشهرة الزمنية التي تختفي لا حاجة لي بها.

*بعض النقاد اتهم الفرق الموسيقية بسرقتها لأغاني الريف الأمريكي وتطويعها لصالحها، فهل هذا صحيح؟
ليست سرقة، وإنما تطويع اللون الغنائي نفسه والموسيقى، وإدراج اللغة العربية بها لإعطائها طابعا مستقل بها.

*عندما تقتبس بعض كلمات أغانيك أو الألحان، هل تطلب الإذن من مالكي الحقوق الفكرية أو ورثتهم؟
لا، لكن أذكر في الأغنية أسماء الشعراء والملحنين أصحاب الكلمات واللحن، وذلك لأن معظم من اقتبست منهم ليسوا على قيد الحياة، وسقطت عنهم حقوق الملكية الفكرية بموجب القانون.

*ما رأيك في تجربة الأندرجراوند في مصر، وكيف يمكنك وصفها ؟
هي تجربة مميزة وجديدة للخروج عن قالب الأغاني النمطية والغناء خارج الصندوق الموسيقى المعتاد، إلا أنه ينقصها الكثير من الدعم على الصعيد الإعلامي والإنتاجي، والفني.

*ولكن عالم الأندرجراوند حاليًا أصبح صندوق موسيقى في حد ذاته، وكأنك تخرج من صندوق لآخر، فكيف تفسر ذلك؟
بالفعل، تكرار الألحان ونمطية الكلمات الحالية جعلا من الفن المستقل قالبا موسيقيا جديدا، لذا فإن فكرة الأندرجراوند في مصر يلزمها الكثير من التطوير والدعم حتى تستطيع تقديم ما يليق بالمستمع.
الجريدة الرسمية